مثل كل شىء فيها، تحتوى وسط البلد على خليط متنوع ومدهش من الفنادق.. بداية من «الأوتيلات» الفخمة فئة الخمس نجوم، المطلة على النيل، والتابعة لسلاسل وشركات عالمية، وصولا إلى «البنسيونات» و«اللوكاندات» الصغيرة التى لا تزيد مساحتها عن شقة كبيرة، وأغلبها يقع داخل عقارات سكنية، مرورا بالفنادق التاريخية من فئة الثلاث والأربع نجوم، وهى فى حد ذاتها تحفا معمارية من طراز فريد.
ويكاد لا يخلو شارع واحد، من شوارع وسط البلد من الفنادق، على اختلاف فئاتها ومستوياتها، فالكورنيش الذى يحيط بالمنطقة يضم الفنادق الفخمة المعروفة، مثل هيلتون رمسيس، وسميراميس، وشبرد، وريتز كارلتون.
بينما تحيط بجنبات ميدان التحرير عمارات شاهقة تضم بين طوابقها بنسيونات صغيرة، نقلت شرفات بعضها، أحداث ثورة 25 يناير لكل أنحاء العالم، وهو نفس الحال فى شوارع طلعت حرب، و26 يوليو، وهدى شعراوى، وعدلى، وشامبليون، ورمسيس.. حتى الشوارع الجانبية بالمنطقة، لا تخلو هى أيضا من الفنادق. بعضها يعود إلى أوائل القرن العشرين (مثل ويندسور وجريشام) وأخرى حديثة للغاية، افتتحت بعد ثورة يناير مثل (رويال، ووان سيزون).
ولكل فندق من فنادق وسط البلد حكاية وتاريخ، وطابع متميز، وروح خاصة، تميزه عن نظيره، وتجذب إليه نزلاء من كل أنحاء العالم يعتبرونه بيتهم المؤقت لأيام أو أسابيع، فهناك فنادق يفضلها السودانيون، وأخرى يقصدها اليمنيون القادمون للعلاج، وفنادق أخرى للصحفيين الأجانب، وفضلا عن «اللوكندات» الصغيرة التى يقبل عليها المصريون القادمون من محافظات بعيدة، لقضاء «مصلحة» فى العاصمة، أو زيارة أقاربهم المقيمين فى القاهرة.
ولأن عمل الفنادق مرتبط بشكل أساسى بالنشاط السياحى، فإنها تعانى خلال السنوات الأربع السابقة، من معوقات عديدة، نتيجة أزمة صناعة السياحة، فضلا عن مشكلاتها الخاصة، المرتبطة بموقعها فى وسط البلد، التى كانت مركزا لكل الأحداث الملتهبة منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، حيث تشكوا فنادق المنطقة من الركود وغياب النزلاء، لا يختلف فى ذلك الأوتيلات الفخمة أو البنسيونات الصغيرة.. هنا بانوراما شاملة لفنادق وسط البلد، ونظرة لها من الداخل.