عريقات يحذر من انهيار «السلطة» حال فشل التوصل لاتفاق سلام

كتب: وكالات الأحد 05-09-2010 23:22

حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من نهاية السلطة الفلسطينية إذا فشلت فى التوصل إلى اتفاق سلام، مما يعنى نهايتها، وقال فى تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية: "إذا فشلنا ولم نتوصل فى نهاية المطاف إلى اتفاق سلام فلن يعود لنا وجود كسلطة فلسطينية".

وفى المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ملتزمة تماما بالسلام ومستعدة للتوصل إلى اتفاق وسط تاريخى مع الفلسطينيين بشرط أن يتضمن الحل مصالح الدولة العبرية وفى مقدمتها الأمن، مضيفا أنه بعد 17 عاما من المفاوضات يجب "إيجاد صيغ بديلة ومبتكرة لمشكلات معقدة" إلا أنه شدد على ضرورة أن يكون الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» مستعد هو الآخر لمواجهة التحديات المقبلة.

وأضاف بعد اجتماع حكومته الأسبوعى: «إن دولا عربية عدة مستعدة للمشاركة فى عملية السلام مع إسرائيل لكنها تتريث»، معربا عن اعتقاده بأن العالم العربى أصبح ناضجا بما فيه الكفاية من أجل السلام، وقال إنه لم يتم التوصل إلى حل للخلافات داخل ائتلافه بشأن تمديد تجميد الاستيطان الذى تنتهى مهلته فى 26 سبتمبر الجارى.

وفى الوقت نفسه، هاجمت الرئاسة الفلسطينية الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد الذى شكك بشرعيتها، على خلفية مشاركتها فى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وردا على الانتقادات التى وجهها نجاد قال نبيل أبوردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية: «لا يحق لمن لا يمثل الشعب الإيرانى، والذى زوّر الانتخابات وقمع الشعب الإيرانى وسرق السلطة أن يتحدث عن فلسطين أو عن رئيس فلسطينى أو عن التمثيل الفلسطينى».

وأكد: "نحن الذين قاتلنا من أجل فلسطين والقدس، والقيادة الفلسطينية مع شعبها قدمت آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والأسرى ولم تقمع شعبها كما فعل النظام الإيرانى بقيادة أحمدى نجاد".

وبدوره، اعتبر جمال محيسن، عضو اللجنة المركزية بحركة فتح، التى يتزعمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أن مصير المفاوضات المباشرة مع إسرائيل مرتبط بالموقف من البناء الاستيطانى، وقال إن المفاوضات ستواجه فترة حاسمة خلال الأسابيع الأربعة المقبلة تتعلق بالموقف الإسرائيلى من الاستيطان.

وأكد محيسن وجود قرار فلسطينى بوقف المفاوضات فى حال رفض الحكومة الإسرائيلية نهاية الشهر الجارى تمديد قرار تجميد البناء الاستيطانى الذى كانت اتخذته فى نوفمبر الماضى فى الضفة الغربية لمدة 10شهور.

ودعا محيسن إلى جهد أمريكى مكثف فى هذه المرحلة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإلزامها بتمديد قرار وقف الاستيطان "لأنها تدرك جيدا أنه لا يمكن الجمع بين المفاوضات والاستيطان".

وفى الوقت نفسه، سلم أبومازن الزعيم الليبى معمر القذافى تقريراً عن المفاوضات خلال زيارته إلى ليبيا أمس الأول.

وجاء ذلك بعد انتهاء الجولة الأولى من محادثات السلام المباشرة فى واشنطن وقبل أيام من انطلاق الجولة الثانية المرتقبة فى منتصف ديسمبر الحالى فى شرم الشيخ، والمقرر أن تشارك فيها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون.

ومن جانبها، ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أنه بعد موجة التفاؤل التى سادت بين القادة الفلسطينيين بعد قمة واشنطن قد يكون لدى اليمين الإسرائيلى سبباً لبدء القلق، وأشارت الصحيفة إلى أن التفاؤل بشأن السلام قد يكون مبالغا فيه أو من السابق لأوانه، خاصة أن نتنياهو يواجه صعوبات فى ائتلافه الحاكم ومن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان من حزب إسرائيل بيتنا، ومن أعضاء الكنيست عن حزب الليكود، الأمر الذى سيجعل من الصعب عليه أن يجدد تجميد البناء فى المستوطنات، وأنه من غير المحتمل أن يوافق الرئيس الفلسطينى على مواصلة المحادثات دون تمديد التجميد.

بدورها، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن كلينتون باتت على المحك وتواجه اختباراً حاسماً فى مباحثات السلام لأنها منذ توليها منصبها اكتفت بدور المدافع عن سياسات الرئيس باراك أوباما فى الشرق الأوسط أكثر من قيامها بدور المهندس لعملية المفاوضات لكن مع استئناف المحادثات فلن يكون أمامها سوى خيار الدخول فى صلب العملية الصعبة. لكن الصحيفة قالت إن من بين العقبات التى تواجه كلينتون العلاقات المتوترة بين إدارة أوباما وإسرائيل.