أوباما يفقد دعم اليسار والمستقلين

كتب: أ.ف.ب الثلاثاء 02-11-2010 18:21

بعد عامين على انتخاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، تبقى الفلسفة السياسية لديه وأهدافه أمورا غامضة بالنسبة إلى الناخبين الذين قد يوجهون إليه صفعة في انتخابات التجديد النصفى التى أجريت الثلاثاء.

فبعد صعود صاروخى صوّر أوباما نفسه فى أثناء حملته الانتخابية عام 2008 بأنه رائد الأمل. ومثل شعاره «نعم، نحن قادرون» فكرة تمكّن تحركاً ينطلق من القاعدة من تغيير طبيعة اللعبة السياسية في واشنطن.

وبدا أوباما عندما كان مرشحا شخصا معتدلا أكثر من كونه أيديولوجياً، فوعد بتقريب الأمريكتين «الحمراء» الجمهورية و«الزرقاء» الديمقراطية. لكن جهوده لمغازلة خصومه باءت بالفشل نظرا إلى عراقيلهم المنتظمة، وفترت صورته كمعتدل حيث أجبرته الأزمة الاقتصادية على ممارسة تدخل اقتصادى غير مسبوق منذ أزمة الثلاثينيات.

منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض فى يناير 2009 مارست الدولة تدخلا ضخما من خلال امتلاك فروع بكاملها فى صناعة السيارات وخطة إنعاش اقتصادية بقيمة 800 مليار دولار.

وعندما صاغ أوباما لاحقا سياسته الاجتماعية من خلال إصلاح نظام الضمان الصحى بات سائغا للجمهوريين اتهامه بالإفراط فى التدخل فى اقتصاد البلاد حيث الشك فى الحكومة الفيدرالية ترسخ عميقا. وصدر الانتقاد نفسه حيال إصلاح بنية وول ستريت.

واعتبر نوت جينجريتش، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية عام 2012، أن «الماكينة الاشتراكية والعلمانية» لدى أوباما تنسف القيم الأمريكية. لكن مهما وصف المحافظون الرئيس بأنه «راديكالى» فإن حلفاءه يسارا يأسفون لأن التغيير لم يكن أكثر عمقا.

ويشير البعض إلى أنه ما زال ممنوعا على الشواذ جنسيا الخدمة فى الجيش، ولم يغلق معتقل جوانتانامو كما وعد.

ويطالب آخرون واشنطن بالكشف عن الإثباتات المفترضة لتجاوزات إدارة بوش فى «الحرب على الإرهاب».

وفي حين يشعر اليسار بالخيبة، فإن المستقلين الذين دعموا المرشح أوباما عام 2008 يغادرون المعسكربكثرة بحسب الاستطلاعات. ويبرز تاريخ الولايات المتحدة أن الناخبين ينجذبون إلى مرشحى التغيير، لكنهم يجدون هذا التغيير مقلقا عند حدوثه، بحسب المحلل السياسى أندرو دودل من جامعة أركنسو. وقال: «إن السياسيين الذين يجرون تغييرات كبرى يواجهون غالبا رد فعل سلبيا». واستهدف معارضون شخصية الرئيس سعيا إلى تصوير الرجل المولود فى هاواى من أب أجنبى، والذى عاش حيزا من صباه فى إندونيسيا بأنه بعيد عن عامة الشعب. فالكثير من الأمريكيين مقتنعون خطأ بأن أوباما مسلم أو حتى أنه لم يولد فى الولايات المتحدة، ما يعد شرطا ضروريا لازما لحكم البلاد.

واعتبر المثقف المحافظ دينيش داسوزا أن أوباما ورث الأيديولوجية المناهضة للاستعمار من والده الكينى.

ويرى العديد من المراقبين فى الرئيس الأمريكى أستاذا جامعيا أكثر ارتياحا فى النقاشات النظرية مما هو فى الاتصال بناخبيه، حتى إن المؤرخ جيمس كلوبنبرج واضع دراسة حديثة حول كيف يرى أوباما العالم، يعتبره «رئيسا فيلسوفا» وهو أمر نادر فى تاريخ البلاد.