بكى أحد العاملين بملهى الصياد ووالدة أحد ضحايا إحراق الملهى، الثلاثاء، أمام محكمة جنايات الجيزة، أثناء محاكمة 4 متهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«حريق ملهى العجوزة»، والتي راح ضحيتها 17 شخصًا من العاملين بالملهى إثر قذف المتهمين واجهاته بزجاجات المولوتوف الحارقة وإطلاق النيران لإرهاب العاملين.
وسمح المستشار جلال عبداللطيف، رئيس المحكمة، بحضور أهالي المتهمين ومنع تصوير إجراءات جلسات المحاكمة التي شهدت إجراءات أمنية مشدّدة.
وقال السيد فكري، شاهد الإثبات الأول في القضية، إنه يعمل بالملهى، وخرج منه قبل وقوع الحادثة بغرض إحضار مشروبات غازية وحينئذ شاهد الـ4 متهمين يهبطون من على دراجتين بخاريتين متجهين ناحية المحل وقذف أحدهم واجهاته بزجاجة داخلها مادة تسببت في الحريق والثاني قذف بزجاجة أخرى لكنها أحدثت فرقعة مع وصلات سبابّ للعاملين بالمحل ولاذا بالفرار.
وأضاف: «إزاء ما حدث عودت إدراجي وطلبت العون من العاملين للسيطرة على الحريق، لكننّا لم نستطع حتى حضرت المطافئ وقوات الشرطة».
وبكى الشاهد الأول بحرقة، وواصل حديثه: «أنا لم أشاهد قائدي الهجوم من قبل»، وسمح القاضى بإخراج المتهمين الـ 4 لمواجهتهم بالشاهد أحد الناجين من الموت، فتعرف «فكري» عليهم قائلاً: «إن المتهمين محمد عماد، ومحمد عبدالرحمن، كانا يقودان دراجتين بخاريتين، بينما المتهمين الآخرين محمد جمال، ومحمود سعيد، قذفا المحل بالمواد الحارقة والمفرقعة».
وأفاد شاهد ثانٍ «جرسون»، في أقواله، بأن «اثنين من المتهمين دخلوا إلى الملهى لحجز طاولة تسع 4 أشخاص، إلا أنّه في ذلك التوقيت قرابة الساعة 2 صباحًا لم يكن طلبهم متوفرًا فأخبرتهم بذلك وطلبت منهم مغادرة المكان والحضور لاحقًا، إلا أن ذلك لم يرق لهم فاتصلوا بآخرين وحضر المتهم محمد عبدالرحمن وشهرته «المجنون» بعد نصف الساعة رفقة 2 «بودى جارد» من ملهى ليلي آخر للتوسط لهم بالدخول لكننا رفضنا طلبهم فهددنا المتهمين بالثأر مننا فلم نعرهم أي اهتمام حتى انتهت من عملي وغادرت، وصبيحة اليوم التالى فوجئت بخبر إحراق الملهى، ووفاة 17 من أصدقائي».
وزادت وتيرة الجلسة ببكاء والدة أحد الضحايا، وووجهت حديثها لمحامي المتهمين قائلة: «إنتوا بتدافعوا عن مين.. دول قتلوا ولادنا ولو طلعتوهم منها إحنا اللي هنقتلهم بأيدينا»، كما رددت باقي الأهالي:«حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منكم ويحرق قلبكم زىيما حرقتوا قلبنا».
وصرخ السيدة السبعينة، في وجه محامي الضحايا: «أنت ما بتتكلمش ليه.. سايبهم هما بس اللي يدافعوا عنهم»، ليرد الأخير «إنتى مش هتعرفيني شغلي».
وكان دفاع المتهم الأول، طلب خلال إجراءات المحاكمة، ملف التخصيص للمحل المحترق وتقرير الشؤون القانونية لوزارة السياحة الخاص بالملهى واستخراج صورة رسمية عن المحل والثابتة بالأوراق.
كما طلب دفاع المتهم الثالث سماع شهادة المستأجر بالمكان أحمد سعد السيد، وكذلك ضم التحقيقات الإدارية بشأن الواقعة والخاصة بوزارتي الصحة والسياحة، وكذلك طلب دفاع المتهم الثاني تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بـ«جولدن ستورز» المجاورة للملهى لبيان عما إذا كان المتهم متواجدًا بمحل الواقعة من عدمه وبيان دور كل متهم على حدة وأيضًا سماع شهادة الضابط أحمد توفيق الوليدى، محرر محضر الاستدلالات.
وقال دفاع المدعين بالحق المدني أن الأهالي لم يحصلوا على متعلقات ذويهم وعدد من الأحراز المتواجدة بداخل القسم، وطلب منه رئيس المحكمة كتابة طلب للحصول عليها.
وكانت الأجهزة الأمنية بالجيزة ضبطت المتهمين بإحراق الملهى الليلي بمدينة السويس، أثناء محاولتهم الاختباء والهرب عند ربة منزل على علاقة مع المتهم الأول «حماصة»، وإرشادهم عن المتهم الثالث، ليتم القبض عليه، قرب منطقة إمبابة، وتم ضبط المتهم الرابع في منزل خاله بمدينة أكتوبر.