قال العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، إن الاحتفال كل عام بذكرى تحرير سيناء يعد تقليداً عسكرياً أصيلاً للوفاء لشهداء مصر الأبرار وما قدموه للوطن من بطولات وتضحيات لاستعادة العزة والكرامة الوطنية، مشيراً إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة أثبت قدرة مصر على تقديم نموذج متفرد فى تحقيق التنمية.
وأكد «سمير»، خلال زيارته لمقر «المصرى اليوم»، الأحد، أن كافة الحدود المصرية مؤمنة على أعلى مستوى، وأن القوات على أهبة الاستعداد للتصدى لكل من تسول له نفسه الاقتراب من أرض الوطن، مشيراً إلى تأمين المياه الإقليمية على كافة الاتجاهات واليقظة التامة للقوات وتأدية مهامها على أكمل وجه.
وأشار إلى مستوى الإعداد والكفاءة القتالية العالية للقوات، وحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على مواكبة أحدث النظم والتطوير والتحديث والاهتمام الفائق بطلبة الكليات العسكرية ومعاهد ضباط الصف.
وأضاف أن أخطر ما يواجه المجتمع فى الوقت الراهن هو محاولات تزييف الوعى الممنهجة التى تتم من خلال فوضى المعلومات والجيل الرابع من الحروب، اعتماداً على التطور التكنولوجى الكبير فى وسائل الاتصالات، والوسائل الحديثة التى جعلت من العالم قرية صغيرة، موضحاً أن هذه التحديات تفرض على الرأى العام ضرورة التنبه لخطورتها، وأن ما يتعرض له الوطن من مخاطر يحتاج إلى تكاتف الجميع والاصطفاف حوله، حتى نعبر بمصر إلى بر الأمان.
وأشار إلى الجهود المبذولة من جانب القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة المدنية للتصدى لخطر الإرهاب فى شمال سيناء، موضحاً أنه تم القضاء حتى الآن على عدد كبير جداً من فتحات الأنفاق على الشريط الحدودى، وأن عناصر إنفاذ القانون تنفذ مهامها وفق توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بعدم الاشتباك فى حالة وجود أطفال أو شيوخ أو نساء، مشيراً إلى جهود القوات المسلحة بالتعاون مع الشركات المدنية لتحقيق التنمية فى سيناء، وتحدى القوات للوقت وهو ما حدث خلال مشروع قناة السويس الجديدة الذى أثبت للعالم قدرة مصر على تقديم نموذج متفرد فى تحقيق التنمية.
ولفت المتحدث العسكرى إلى أن الشباب يجب أن يكون لهم شعار وقدوة، حتى يستطيعوا تحقيق ما يطمحون إليه، موضحا أن عناصر القوات المسلحة يتم تدريبها على أعلى المستويات، مضيفاً: «نطبق الآن حسن الخلق بمفهومه الشامل والعميق داخل جميع وحدات القوات المسلحة، ومبادئنا تقوم على العمل فى صمت وعدم الانتظار لشكر أو جزاء من أحد».
وأضاف: «شعارى دائماً قول الشاعر لا يمتطى المجدَ من لم يركبِ الخطر، ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر»، مؤكداً أن قدر مصر أن تكون فى الصدارة دائما، وأنها فى حمى الله إلى يوم الدين ومنصورة دائما بأبنائها المخلصين، الذين يلتفون حول جيشهم ومؤسساتهم الوطنية، ويثقون فى المستقبل الأفضل الذى ينتظر الأجيال القادمة».
وأوضح المتحدث العسكرى أن الجيش المصرى له تاريخ عريق وعقيدة قتالية لم تتغير على مر الزمان، وهى أنه «جيش الشعب» وجزء من نسيجه الوطنى، وقادر على حماية حدود الوطن والدفاع عن أرضه، وفق أعلى درجات الاستعداد والكفاءة القتالية، وأن هذه العقيدة راسخة داخل رجاله من الضباط والصف والجنود، ولا تتزعزع أبداً مهما كانت الضغوط أو التحديات، قائلاً: «مصر كانت وستظل مقبرة للغزاة».
وفى رده على سؤال حول الأوضاع الأمنية فى شبه جزيرة سيناء، أكد المتحدث العسكرى أن الوضع فى سيناء آمن تماما وتحت سيطرة كاملة من رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية، وما يحدث خلال الوقت الراهن بمثابة عملية جراحية دقيقة تستهدف العناصر الإرهابية التى تقطن مثلثاً لا تتجاوز مساحته 5% من سيناء فى بعض المناطق من «العريش- الشيخ زويد- رفح»، مع الحفاظ على حياة المدنيين الأبرياء من أبناء سيناء، الذين يمثلون خط الدفاع الأول إلى جوار قواتهم المسلحة، ولهم تاريخ طويل من النضال والوطنية على مر العصور ومازال مستمراً.
وأضاف: «ليست كل العناصر الإرهابية الموجودة فى سيناء عناصر متطرفة أو تعتنق فكرا معينا، ولكن جزءا كبيرا من هذه العناصر شبكات إجرامية ومرتزقة».
وأشار المتحدث العسكرى إلى أن قوات حرس الحدود نجحت خلال الفترة الماضية، بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى هدم الكثير من فتحات الأنفاق بين مصر وقطاع غزة، ومازال يجرى حتى الآن اكتشاف وتدمير فتحات أنفاق على هذا الاتجاه فى إطار يقظة مستمرة من رجال القوات المسلحة المرابطين فى هذه المنطقة الحدودية.
وأكد أن الضباط فور تخرجهم فى الكلية الحربية يكتبون «سيناء» على رأس المناطق التى يرغبون بالعمل والخدمة فيها، وكذلك الصف والجنود، الذين يواجهون الإرهاب بكل قوة وشجاعة، قائلاً: «لم نسجل حالة غياب واحدة فى صفوف الجنود الذين يخدمون فى سيناء، وهذه صفات الجندى المصرى الشجاع، الذى يعتبر أهم سلاح فى العالم، وليس المعدة، أو مستوى التسليح المتطور».
وحول إمكانية تحديد سقف زمنى للعمليات فى شمال سيناء، قال المتحدث العسكرى إن السقف الزمنى للعمليات فى شمال سيناء غير محدد، وإن العمليات الأمنية ستنتهى هناك بمجرد القضاء على آخر عنصر إرهابى.
وكشف سمير أنه لا يمكن لأحد أن يقدر قوة مصر الحقيقية، وأن المخزون الحضارى الممتد لآلاف السنين، يجعلها عصية على كل المحاولات والمؤامرات التى تحاك لها بين الحين والآخر، لافتاً: «كل محصلة المخططات والمؤامرات التى مرت على مصر حتى الآن صفر، ولن ينجح أحد فى النيل من هذا البلد، ما دام شعبه وجيشه على قلب رجل واحد».
وأكد المتحدث العسكرى رداً على سؤال حول أهمية المناورات العسكرية والتدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة أن الهدف من المناورات المشتركة هو تبادل الخبرات مع الدول الصديقة والشقيقة ورفع الكفاءة القتالية للقوات، مشدداً على أن مصر هى قلب الأمة العربية.
وفى ختام حديثه مع الزملاء الصحفيين بـ«المصرى اليوم»، أشاد بمستوى التطور الموجود فى صالة التحرير، ووجه كلمة للزملاء فى صالة التحرير قائلاً: «أوصيكم بالمحافظة على المعايير المهنية والأخلاقية فى تقديم الرسالة الإعلامية لأنها مسؤولية كبرى أمام الله سبحانه وتعالى، وفقكم الله وأدام عليكم التوفيق والنجاح».
وكان العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، زار «المصرى اليوم»، الأحد، وكان فى استقباله محمد السيد صالح، رئيس تحرير الجريدة، والمهندس توفيق دياب، العضو المنتدب للمؤسسة، وفتحى أبوحطب، المدير العام، وعدد من أعضاء مجلس التحرير والزملاء الصحفيين، حيث تابع المتحدث العسكرى دورة العمل بالجريدة، وأشاد بالعمل الصحفى داخلها، لافتاً إلى الدور الإيجابى للشباب ومساهمة المؤسسة فى إكسابهم الخبرة والاهتمام بهم.
وشارك المتحدث العسكرى احتفال «المصرى اليوم» بالذكرى الـ34 لعيد تحرير سيناء، موضحاً دور القوات المسلحة المصرية فى تحقيق نصر أكتوبر 1973 وتحرير سيناء وإعادتها كاملة فى 25 إبريل برفع العلم المصرى على أرضنا الطيبة.
وأشار إلى أهمية عنصر المفاجأة والفرد المقاتل المصرى فى تحقيق نصر أكتوبر وأن حرب أكتوبر نموذج يجب الاقتداء به فى كافة نواحى الحياة لتحقيق النهضة الحقيقية لمصر، مشيراً إلى أن شهداء مصر الأبرار صنعوا من أجسادهم الطاهرة جسرا ليعبر عليه شعب مصر العظيم إلى بر الأمان.
وأكد المتحدث العسكرى أن حدود مصر آمنة، وأن مصر فى أمان إلى يوم الدين، مشيرا إلى أن هذا وعد من الله بقوله «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».