ساعتان مع زها حديد

سمير فريد الإثنين 25-04-2016 21:11

ادخل إلى الموقع الإلكترونى البارع لتصميمات المعمارية زها حديد (1950- 2016)، وعش ساعتين أو أكثر من المتعة البصرية للعين حين ترى، والمتعة الفكرية للعقل حين يتأمل.

ساعتان تنعشان الروح كأنك تستمع إلى أعذب الموسيقى، ولكنه عزف بالأحجار والمعادن والزجاج كأنك في معرض للنحت تشاهد أروع التماثيل، وللفنانة أعمال نحتية خالصة في فينسيا وغيرها من المدن كأنك في معرض لوحات تجريدية، والانفجار الكبير الذي وقع في بداية الكون كان بالأمس.

انظر إلى منطقة العقل في دائرة الألفية في لندن (2000)، وإلى مركز لويز وريشار روزنتال للفن المعاصر في سينسيناتى الأمريكية (2003) والمركز العلمى في وولفسبورج في ألمانيا (2005)، ومركز ماجى لعلاج السرطان في أسكتلندا (2006)، ومركز سيول الثقافى في كوريا الجنوبية (2007)، ومحطة قطارات نورد بارك في النمسا (2007)، وكونسير بيتهوفن في بون (2009)، وكونسير باخ في مانشستر (2009)، ومتحف فن القرن الواحد والعشرين في روما المعروف باسم «ماكسى» (2009)، وأوبرا جوانزو في الصين (2010)، وموبيل آرت شانيل في باريس (2010) ومتحف النقل في جلاسجو (2011)، ومركز السباحة في أوليمبياد لندن (2012)، ومركز حيدر عالييف الثقافى في أذربيجان (2012)، ومركز ناجين الثقافى في الصين (2014)، على سبيل الأمثلة.

انظر إلى الأعمال تحت الإنشاء مثل مجمع الألف متحف في ميامى الأمريكية، ومتحف مونش في أوسلو في النرويج، ومطار بكين الجديد الذي يتسع إلى 45 مليون مسافر، وقابل للوصول إلى 72 مليون مسافر.

زها حديد ابنة حضارات الشرق القديمة بامتياز، والتى عرفت بالعمائر الضخمة التي تتكلف الكثير من الجهد والمال وسنوات طويلة للتشييد والتنفيذ، من برج بابل إلى أهرامات الجيزة، ومن سور الصين العظيم إلى معابد الأقصر الهائلة. إنها تفكر في الخلود مثل أجدادها، وترك الآثار التي تبقى ما بقيت الأرض ومن عليها، وقد تراجعت حكومة اليابان عن تنفيذ تصميمها لملعب أولبمبياد طوكيو 2020 بعد أن وصلت تكاليفه إلى اثنين مليار دولار.

ادخل إلى موقع زها حديد، هنا خلاصة لا مثيل لها لكل خيال الإنسان من ألف ليلة وليلة والسجاد العجمى في فارس القديمة، إلى السفن السابحة في الفضاء في فيلم ستانلى كيوبريك «2001 أوديسة الفضاء». هنا جوهر الدراما، وأغلب التصاميم وسط مبان قديمة، وليست في «أرض عذراء كما يقول المعماريون، أي أرض خالية». هنا ما بعد الحداثة بامتياز أيضاً: الهدم والتفكيك، هندسة الفوضى، تنظيم اللا نظام، تحدى الجاذبية التي لا تقهر، استجلاء المخفى، مواجهة الغامض، لا خطوط رأسية أو أفقية، لازوايا ولا حدود وانما إنسياب حر كتحليق الروح على الأرض وبين السماوات. وغداً نواصل عن مشروعات زها حديد في مصر والعالم العربى.

samirmfarid@hotmail.com