«أوضة الفيران»: أول فيلم روائى طويل بإنتاج سكندرى ومشاركة 7 مخرجين مستقلين

كتب: عليا تمراز الثلاثاء 02-11-2010 08:00

«حاوى» و«ميكرفون» هما أحدث تجربتين فى مجال السينما المصرية المستقلة، كان للإسكندرية دور البطولة بهما، هذا العام، اثنان من المخرجين الشبان هما: إبراهيم البطوط، وأحمد عبدالله، الأول سكندرى الأصل، ممن تركوا المدينة، لشق طريقهم فى مجال السينما، اختار أن يكون فيلمه الثانى، وسيلة للتعبير عن حنينه إلى عروس البحر، وحماسه لما تمتلكه من مقومات فنية سواء فى مواقع التصوير، أو فى العناصر الفنية، والتى حرص أن تكون سكندرية، من الممثلين والعمال والفنيين.

أما عبدالله، صاحب «ميكرفون» فقد اختار المدينة مسرحاً لفيلمه، الذى يلقى الضوء على الفرق الغنائية المستقلة بها، ليشارك فى بطولته، مع بطل الفيلم خالد أبوالنجا، ويبدو أن نجاح الفيلمين، الذى ظهر فى الاحتفاء النقدى بهما فى المهرجانات الدولية مثل «تورنتو» و«روتردام» و«قرطاج» وغيرها. أشعل حماس شباب الفنانين المستقلين، ممن رفضوا مغادرة المدينة للبحث عن فرصتهم فى القاهرة، لاعتماد الفكرة ذاتها، لكن بإنتاج فيلم روائى طويل، ينتج وينفذ بالكامل، بإنتاح وعناصر سكندرية.

 

«أوضة الفيران» هو اسم الفيلم الروائى الطويل، والذى يجرى تنفيذه حالياً، على يد 7 من المخرجين الشباب المستقلين، من خريجى الدفعة الرابعة من ورشة مركز «الجيزويت الثقافى» لتعليم السينما وصناعة الأفلام القصيرة بالإسكندرية، وهم: محمد الحديدى، محمد زيدان، أحمد مجدى، نيرمين سالم، مى زايد، هند بكر، ومحمود الصغير، بالاشتراك مع المخرج والمنتج الفنى مارك لطفى، صاحب الخبرة السابقة فى تقديم خدمات التنسيق والتجهيزات الفنية، لفيلمى «حاوى» و«ميكرفون»، من خلال شركته الخاصة، التى تعد أول ستديو فنى متكامل فى الثغر، يحتوى على معدات احترافية للإنتاج الفنى السمعى والبصرى.

تتلخص فكرة الفيلم فى اعتماد موضوع أو «تيمة» أساسية للعمل، تضم 7 أفلام روائية قصيرة، تعمل بمثابة أجزاء، لفيلم روائى طويل واحد، بحيث يقوم كل مخرج بتنفيذ جزئه الخاص، الذى يعبر عن رؤيته للفكرة العامة للفيلم، مع وجود روابط قوية بين أحداث الأجزاء السبعة وشخصياتها التى تظهر بينها الصلات بصورة متقطعة خلال تفاصيل الفيلم.

وقع اختيار فريق العمل على «الخوف» كفكرة مركزية للفيلم، يحاول كل مخرج خلال الجزء الخاص به أن يعكس أحد جوانبه، ليكمل فى النهاية رؤية الفيلم، والتى تعتمد على عرض الموضوع من زوايا مختلفة.

قال محمد الحديدى أحد المخرجين المشاركين، إن اختيار الفريق لعنصر «الخوف»، جاء بعد فترة طويلة من البحث والاختيار بين موضوعات مختلفة، كان الاتفاق عليه لعدة أسباب، أهمها كونه موضوعاً مرناً يمكن أن يكون خامة جيدة فى التجربة، بدون الحاجة إلى تكلفة إنتاج كبيرة، وفى الوقت ذاته يعكس أبعاداً إنسانية وهو ما يقربه من نفس الجمهور.

وقال «الحديدى» عن بداية فكرة الفيلم: «حماسنا للفكرة بدأ بعد تخرجنا فى ورشة الجيزويت، بعد أن راودتنا فكرة صنع فيلم روائى طويل، بإنتاج ذاتى، وبعد فترة من البحث والتفكير، اتفقنا على صيغة مختلفة وجدنا أنها الحل الأمثل، وهى استخدام فكرة الأجزاء، وهى فكرة استخدمت من قبل فى السينما العالمية». استغرق التحضير للفيلم ما يزيد على العام، اتفق خلالها المخرجون، على صيغ التعاون ليقوم كل منهم بأعمال إضافية، بجوار الإخراج، مثل المونتاج والتصوير وكتابة السيناريو، لأجزاء بقية زملائه، أما اختيار الممثلين فجاء عن طريق اختبارات أداء أعلنت المجموعة عنها منذ فترة على موقع «فيس بوك» واستضافها المركز الثقافى الألمانى جوته.

وقال المنتج الفنى، مارك لطفى: إن المجموعة انتهت من تصوير أول أجزاء الفيلم وهو الخاص بالمخرجة نيرمين سالم، وتستعد للجزء الثانى، الذى يقوم بإخراجه محمود الصغير، ومن المتوقع أن تستمر مدة التصوير 3 شهور، يليها شهران فى مرحلة المونتاج، لتأتى بعد ذلك مرحلة التسويق للفيلم.

العرض فى المهرجانات المحلية والدولية، هو أول المحطات، كما يقول منتج الفيلم، لتأتى بعد ذلك مرحلة التسويق للبيع للمحطات الفضائية، ولا يتوقع لطفى أن يتم عرض الفيلم، الذى يتم تنفيذه بتقنية الديجيتال، فى دور العرض السينمائية التجارية، إلا أنه لا يستبعد تحويله إلى 35 مل، إذا أتيحت الظروف لذلك.

أضاف لطفى أن هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية، والداعية للتفاؤل بنجاح التجربة، وهى ردود الأفعال الأولية حول «حاوى» و«ميكروفون»، وكذلك التجارب السابقة لشركته فى مجال السينما المستقلة، وتابع: «تجربة الديجيتال أثبتت وجود الكثير من المواهب والكفاءات الفنية فى المدينة، إلا أن المشكلة تكمن فى قلة الوعى التجارى لديها، بسبب غيابها عن القاهرة، المركز الرئيسى لصناعة السينما فى مصر والوطن العربى، وكذلك الأزمة فى تسويق الأفلام القصيرة فى مصر، وهى أن أغلب القنوات الفضائية التى تتحمس لها، تعرضها فقط ولا تخاطر بشرائها، أما الصيغة التى يتبناها الفيلم، فى تشكيل كيانات تضم المخرجين والمستغلين بالسينما فى الثغر، وتعمل بصورة جماعية، لتقديم شكل فنى جديد، فهو أسلوب ناجح فى رأيى، ويمكن أن يجذب الانتباه إليه تجارياً، ليجد طريقه فى المستقبل».