أطالب كافة المشاركين فى الدورى الممتاز بتقديم اعتذار للجماهير، بعدما ثبت أن شغب الملاعب الذى نعانى منه ليس له علاقة بالجماهير، فالدورى المصرى يقام للموسم الرابع على التوالى دون جماهير ولكن شغب الملاعب لم ينته.. عدم وجود الجماهير كشف عن عوار الكرة المصرية.. عدم وجود الجماهير أكد على أن شغب الملاعب سمة المسؤولين والمدربين واللاعبين.. فلا يوجد جماهير فى الملاعب والشغب مستمر.. خلافات ومشاحنات وتراشق لفظى داخل الملاعب.. إذن الجماهير ليست لها علاقة بالشغب وما يتردد عن منعهم عن دخول الملاعب وحضور المباريات بدعوى الحفاظ على السلوك العام ليس له أساس من الصحة. وأطلب ممن يختلفون معى العودة إلى المباريات السابقة من بداية الموسم سنجد أن فى كل مباراة أزمة وتراشقا لفظيا بين اللاعبين تارة والمدربين تارة أخرى، واعتراضات على الحكام والمسؤولين أيضاً، وهنا السؤال: لماذا نمنع الجماهير من حضور المباريات؟!.
وبعيدا عن شغب الملاعب الذى تسببه الجماهير من وجهة نظر من يمنعونهم، فنحن أمام جيل جديد للكرة المصرية يمتلك الموهبة والإمكانيات الفنية العالية، أمثال رمضان صبحى وكهربا وكريم نيدفيد وعمر جابر وأحمد حمدى، لكن هؤلاء لم يعتادوا اللعب تحت الضغط الجماهيرى، وهو ما تعانى منه الفرق المصرية خلال مواجهاتها الأفريقية وأخشى على المنتخب الوطنى فى نهائيات أمم أفريقيا المقررة 2017 والتى سيحضرها الجماهير ولاعبونا لم يواجهوا هذا الضغط إلا على فترات متباعدة، لا تمكنهم من زيادة خبراتهم فى التعامل مع المواقف الصعبة فى المباريات.
وإذا انتقلنا لانطباع المدربين الأجانب المتواجدين فى مصر، سواء مارتن يول المدير الفنى للأهلى أو ماكليش المدير الفنى للزمالك أو كالديرون المدير الفنى لوادى دجلة أو مالودا لاعب وادى دجلة أو كوبر المدير الفنى للمنتخب الوطنى، فكل هؤلاء ينقلون انطباعا سيئا عن الدورى المصرى، فهم لأول مرة يخوضون تجربتهم التدريبية فى دورى بلا جماهير ومبالغ مالية هائلة يتم صرفها فى دورى لا يتابعه أحد داخل الملاعب، لا أعرف المعايير التى تم على أساسها تقييم الدورى المصرى، لكننى أعلم أن هناك بعضا من القنوات الفضائية العربية التى كانت ترغب فى شراء الدورى المصرى تراجعت عن ذلك بسبب غياب الجماهير، ومن ثم فإن حضور الجماهير للمباريات بات أمرا حتميا ليس لإرضائهم أو تفادى غضبهم وثورتهم، أو لأن كرة القدم كما كان يقال فى عصر سابق تلهى الشعوب والجماهير، فكرة القدم أصبحت تصنع المعجزات، وفى دول أخرى هى مصدر لنمو اقتصاد الدول، ولن أستشهد بالدورى الإنجليزى والإيطالى والإسبانى والألمانى والفرنسى، لكننى سأطلب من المسؤولين متابعة الدورى السعودى والإماراتى، وعليهم أن يستفسروا عن نسبة أرباح الدوريات ومساهمتها فى نهوض اقتصاد هذه الدول.