قد لا تتلقى رسائل الرئيس فى عيد تحرير سيناء بالاهتمام الكافى.. أنت حرٌّ.. ولكن بالتأكيد هناك أسود على أرض الفيروز تنتظر هذه الرسائل.. تفك شفرتها كلمة كلمة، وحرفاً حرفاً.. فلم تكن كلمة الرئيس فى ذكرى تحرير الأرض مجرد رسالة بروتوكولية أبداً.. لكنها رسالة ذات دلالة من نوع خاص.. إنها رسالة تحرير التراب الوطنى، والمحافظة على كامل التراب الوطنى.. الجيش يحمى ولا يبيع!
أرض الفيروز لم ترجع لمصر ونحن نيام، وإنما عادت بالعرق والدم والتضحيات والشهداء والجرحى.. فهل يعقل أن نحارب من أجل سيناء، ونتفاوض من أجل مثلث طابا، ثم نبيع جزيرتين؟.. هل يصح أن يزايد من يزايدون؟.. هل تصدق من يناضلون؟.. هل هى دعوات صادقة، أم يُراد بها باطل؟.. راجعوا كلمة الرئيس أمس.. توقفوا أمام كلمة معركة استعادة الأرض، والتمسك بالتراب الوطنى!
للأسف تتزامن ذكرى تحرير الأرض مع دعوات للتظاهر زوراً باسم الأرض.. ولو كانت دعوات صادقة ونبيلة لكنّا أول من يشارك فيها، ويتصدر صفوفها، كما خرجنا فى 25 يناير و30 يونيو.. لكنها دعوات خبيثة تتبناها جماعة إرهابية وبعض المغرر بهم.. دعوات ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب، ولذلك لا نساندها ولا نؤيدها، ونحذّر من الفوضى، لأنها تشق الصف الوطنى!
النضال فى سيناء، وليس فى الميادين.. الذين حرروا الأرض وبذلوا العرق والدم، لا يمكن أن يفرطوا فى حبة رمل.. جيشنا وطنى شريف لا يبيع.. اذهبوا إلى هناك لتروا «أسود مصر» كيف تحمى الوطن؟.. اخطفوا رجليكم إلى أرض الفيروز.. هاك دماء ذكية تسيل كل يوم دفاعاً عن الأرض.. هناك أسود لا تهاب الموت.. هناك رجال يتحدون الإرهاب.. يحاربون نهاراً ويضيئون شمعة بالليل لأهل سيناء!
حبُّ مصر ليس بالأغانى وحدها، ولا حتى بالمظاهرات.. حبُّ مصر بالعمل والتضحيات.. وقد عشت فرحة أهل سيناء بذكرى تحرير الأرض.. ذهبتُ إلى أرض الفيروز.. التقيت هناك أسود مصر.. التقيت الفريق أسامة عسكر، واللواء حمدى بدين، واللواء رأفت الدش، واللواء محمد الزملوط.. كنت فى صحبة وزير التنمية أحمد زكى بدر، والمحافظ عبدالفتاح حرحور، وكانت هناك ملحمة أخرى للتنمية!
رسالة الرئيس كانت واضحة.. هى مكافحة الإرهاب والتنمية.. تكليف الفريق عسكر كان يحمل هذا المعنى بوضوح شديد.. وفى قرية الخربة كانت فرحة أهل سيناء، بعد إعادة إعمار القرية، بجهد المجتمع المدنى.. كانت هناك جمعيتان إحداهما تابعة لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، والثانية هى جمعية الأورمان.. وتحول حلم سكان القرية إلى حقيقة.. بيوت حضارية ومياه وكهرباء وملاعب خضراء!
مصر مش للبيع، فلا تشوّهوا مناسبات مصر القومية.. إلا سيناء وعيدها.. من أراد منكم النضال فليذهب إلى أرض الفيروز.. ومن أراد منكم الجهاد فليعبر إلى الضفة الشرقية.. هناك رجال غير الرجال.. رجال لا تهاب الموت.. أسود تحمى الحمى، وتحمى الأرض والعرض.. بلا مظاهرات، أو إثارة الفوضى!