شكلت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» تحالفاً من 13 فصيلاً فلسطينياً تعهد بمواصلة شن الهجمات والتفجيرات الانتحارية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في "قمة عسكرية" تزامنت مع "قمة واشنطن" التي شهدت انطلاق المحادثات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
جاء ذلك فيما حولت قوات الاحتلال مدينة القدس لثكنة عسكرية وحاصرت محيط المسجد الأقصى تحسباً لأية تطورات ميدانية في "الجمعة الأخيرة" من شهر رمضان.
وخلال اجتماع ضم قادة الأجنحة العسكرية لنحو 13 فصيلاً فلسطينياً مساء أمس في قطاع غزة، أكد «أبو عبيدة» الناطق باسم كتاب «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس، "دخول المقاومة الفلسطينية مرحلة متقدمة في العمل الجهادي المشترك، والتنسيق الميداني على أعلى المستويات"، وشدد على أن "عمليات المقاومة ستكون فاعلة ومؤثرة في العدو الصهيوني".
وأكد «أبو عبيدة»، أن "جميع الخيارات مفتوحة" فيما يتعلق بـ "التفجيرات الانتحارية" في عمليات المقاومة الجديدة.
جاء هذا الاجتماع بعد هجوم بإطلاق النار وقع قرب مستوطنة «عوفرا» بالضفة الغربية. وهذا هو الثالث خلال 3 أيام، إلا أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، ولكن جيش الاحتلال شكك في ذلك.
وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن هجومين سابقين، وقع أحدهما قرب مدينة "الخليل" الثلاثاء الماضي، عندما أطلق مسلحون النار على سيارة إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 4 إسرائيليين، ثم وقع هجوم مماثل الأربعاء الماضي، في محيط مستوطنة "ريمونيم"، بالقرب من "رام الله"، مما أسفر عن إصابة إسرائيليين بجروح تراوحت بين طفيفة وخطيرة، نتيجة انحراف السيارة وانقلابها.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام، عن أبو عبيدة قوله إن "هذه العمليات لن تكون الأخيرة، بل هي شرارة لما هو آت"، كما أكد أن الأجنحة العسكرية "باركت" عمليتي الخليل ورام الله، ووصف العمليتين بأنهما "رد طبيعي على جرائم المغتصبين الصهاينة."
كانت حماس مسئولة عن عشرات من الهجمات الانتحارية التي استهدفت إسرائيليين أثناء انتفاضة الأقصى التي تفجرت في العام 2000 وانحسرت بعد 5 سنوات.
وأعلنت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، المتحالفة مع حماس، بحسب البيان الذي تلاه أبو عبيده ما أسمته "انزلاق سلطة فتح في رام الله إلى المفاوضات العبثية وغير المجدية"، معتبرة أنها تمثل "تغطية للجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني".
وقالت: "لن نسمح بتمرير هذه المفاوضات على شعبنا الفلسطيني، وسيكون للمقاومة الفلسطينية كلمتها المدوية رداً على مفاوضات بيع الأرض"، معتبرة في ذات الوقت أن ذهاب سلطة "فتح" إلى المفاوضات هو "طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني وشرعنة للاحتلال والاستيطان، وتنكر لدماء شهداءنا وآلام أسرانا ومعاناة شعبنا".
ومن بين الجماعات المسلحة الـ13 منظمة الجهاد الإسلامي، ولجان المقاومة الشعبية، وجماعة مسلحة منشقة على حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن".
وفي القدس المحتلة، فرضت قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة في محيط المسجد الأقصى المبارك وحولت القدس لثكنة عسكرية، وذلك تحسبًا لأية تطورات ميدانية أو هجمات تحدث عقب صلاة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان المبارك.
وقالت مصادر أمنية صهيونية إنه "بمناسبة حلول الجمعة اليتيمة من شهر رمضان المبارك؛ تم نشر نحو ألفيْن من أفراد الشرطة و"حرس الحدود" في محيط الحرم القدسي وأزقة البلدة القديمة وأماكن أخرى في القدس الشرقية".
وقررت سلطات الاحتلال فرض قيود على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، حيث سيُمنع كلُّ من يقل عمره عن 50 عامًا للرجال، و45 عامًا للنساء من دخول المسجد المبارك.