قالت مصادر أمنية، إن تعليمات صدرت من وزارة الداخلية بأن تكثف قوات الأمن من إجراءاتها حول جميع الكنائس والكاتدرائيات في جميع المحافظات، عقب تهديدات تنظيم مسلح في العراق موال للقاعدة باستهداف الكنائس في مصر.
وأفاد مصدر أمني إن وزارة الداخلية نظمت حملات مرورية مكثفة حول الكنائس والكاتدرائيات لمنع انتظار السيارات، كما قامت قوات الأمن بزيادة التدقيق في هويات مرتادي الكنائس.
وقال مصدر أمني مكلف بحراسة إحدى المنشآت الدينية المسيحية في اتصال هاتفي لـ «المصري اليوم» إن تعليمات أمنية جاءتهم الاثنين، تطالبهم بتوخي الحذر وتشديد الإجراءات الأمنية على المترددين على تلك الأماكن، وتعيين المزيد من أفراد الشرطة على مداخل ومخارج الكنائس.
وأضاف المصدر أن المنشآت الدينية تحظى بتشديدات أمنية بغض النظر عن وجود تهديدات من عدمه.
وقال شاهد عيان من محافظة قنا يسكن بالقرب من إحدى الكنائس في المحافظة، إنه لاحظ الاثنين، توقف 6 سيارات أمن مركزي حول الكنيسة، بالإضافة إلى منع ركن السيارات على مسافة 300 متر من الكنيسة، وهو ما لم يكن يحدث من قبل .
يأتي هذا في الوقت الذي لم تعلق فيه وزارة الداخلية بشكل رسمي على تلك التهديدات التي بثتها القاعدة، وتناقلتها وكالات الأنباء في بيان منسوب لتنظيم ما يعرف بـ «دولة العراق الإسلامية»، قال فيه «نمهل كنيسة مصر 48 ساعة لتبيان حالِ أخواتنا في الدين والمأسورات في الأديرة».
من جانبها رفعت الكنائس المصرية صلواتها من أجل حفظ الكنيسة والمسيحيين ومصر من أي خطر قد يهددها، وفرضت العديد منها إجراءات أمن مشددة على الدخول وقامت بتفتيش الحقائب وإبراز تحقيق الشخصية للأشخاص غير المعروفين لأمن الكنيسة الخاص.
وقال مصد بالمقر البابوي، «علم البابا شنودة بالموضوع منذ فجر الاثنين، وتسلم تقريراً عن الحادث»، وأوضح المصدر أن «البابا لم يتلق أي مكالمة من المسؤولين سواء للإعلان عن ترتيبات إضافية لحماية الكنائس، أو للتقليل من أهمية الموضوع».
من جانبه رفض «الأنبا بطرس» سكرتير البابا شنودة، التعليق على الموضوع وقال «نحن لا نتحدث عن هذه الأشياء والحياة والموت بيد ربنا».
في السياق ذاته شدد «الأنبا مرقص» أسقف شبرا الخيمة، رئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس، علي أن «أمن المصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين في يد الله، وفي يد الأمن المصري»، وأضاف «التهديد موجه للأمن المصري أكثر من الكنيسة، ونحن على ثقة مطلقة في اهتمامة وإتخاذه إجراءات من شأنها ضمان حماية مصر».
وأوضح مرقص أن «البابا شنودة» هو الوحيد في الكنيسة الذي يحق له مراجعة المسؤولين في إجراءات أمن الكنائس، وأن الأمن المصري هو الذي عليه إتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الكنائس وليس العكس.
من جانبها أعلنت الكنيسة الانجيلية بمصر، قلقها من التهديد الصادر من القاعدة
وصرح الدكتور القس «صفوت البياضي» رئيس الطائفة الإنجيلية، بأن تهديد الكنائس أمر غاية في الخطورة، ولم يحدث من قبل، وقال «الدولة مهتمة بهذا الموضوع جداً، لأن ربط الإرهاب بالدين شيئ سيئ للغاية، وأمر مستجد علينا».
وأوضح أن الكنائس الإنجيلية سوف تتخذ إجراءات وقائية على المترددين عليها لمنع دخول أي مشتبه به.
وكشف البياضي عن عزمه الاتصال بالبابا شنودة لمناقشة الأمر قائلاً، «البابا وصل إلي القاهرة في وقت متأخر، لكن الساعات القادمة سوف تشهد اتصالات بيننا لمناقشة الأمر وتدارس كيفية التعامل معه».
في المقابل أعلن «نجيب جبرائيل» أنه سيقابل «الأنبا آرميا» سكرتير البابا شنودة، ليبحث معه كيفية الرد القانوني علي هذا التهديد ومخاطبة الدولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الكنائس.