رفضت الكنائس القبطية الثلاث بالإسكندرية- الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية- بيان تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الموالي للقاعدة الذى أعلنت فيه تبنيها الهجوم الذي استهدف الأحد كنيسة «سيدة البشارة» للسريان الكاثوليك في حي الكرادة بالعراق، وانتقدوا ما ردده البيان من إمهال الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عما أسماه البيان وجود مسلمات «مأسورات في أديرة» بمصر.
قال الدكتور كميل صديق سكرتير المجلس القبطي الملي في كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية: «إن الكنيسة الأرثوذكسية ترفض هذا الكلام جملة وتفصيلا وإن هذا الكلام يعنى الدولة والسلطات الأمنية».
وأضاف أن «الأقباط في مصر مستمرون في ممارسة حياتهم الدينية والكنسية والعملية وأنهم يقومون بطقوسهم على أجمل وجه لأنهم يثقون في قوة الدولة المصرية وقدرتها على حماية أراضيها ومواطنيها ومقدساتها».
وفي تصريحات لـ«المصرى اليوم»، قال صديق: «نحن كأقباط نذكر تنظيم القاعدة أن مسيحيي مصر ليسو كمسيحيي العراق وأن مصر ليست هى العراق على الإطلاق».
وقال الكاهن أنطونيوس غطاس القائم بأعمال وكيل كاتدرائية الأقباط الكاثوليك في الإسكندرية: «إن ما تردده القاعدة مجرد كلام عبث وغير مسؤول وكنيستنا ترفضه تماما».
وأضاف: «ينبغى ألا تكون بيوت الله في الأرض سواء المساجد أو الكنائس مستهدفة من أي شر».
ونفى غطاس احتجاز «مسلمات مأسوارت» في الأديرة بمصر على الإطلاق. ولفت إلى أنه قد يكون هذا البيان رد فعل على ما أثير حول قضية الكنيسة الأرثوذكسية مع السيدتين كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين.
وقال القس رفعت فكرى كاهن كنيسة أرض شريف بشبرا: «إن ما تردده القاعدة ليس فى صالح السلام وإنه يؤدى بالتأكيد إلى صراع سياسى بين الدول فى المقام الأول».
وتساءل فكري: «هما المسيحيين عملوا أيه للقاعدة علشان تقول كده؟». وأشار إلى أن هذا الكلام لم يشعرهم بالخوف على الإطلاق.
كان تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الموالي للقاعدة تبنى الهجوم الذي استهدف كنيسة «سيدة البشارة» للسريان الكاثوليك في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد الأحد، وأمهل الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عن مسلمات «مأسورات في سجون أديرة» في مصر، وذلك بحسب مركز «سايت» الأمريكي المتخصص في مراقبة المواقع الإلكترونية الإسلامية.
وجاء في بيان للتنظيم: «صالت ثلة غاضبة من أولياء الله المجاهدين على وكر نجس من أوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لحرب دين الإسلام وإرصادا لمن حاربه».
وقال تنظيم «دولة العراق الإسلامية»: إن نفذ العملية «نصرة لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في أرض مصر المسلمة».
وأمهل التنظيم الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة «لتبيان حال أخواتنا في الدين المأسورات في سجون أديرة الكفر وكنائس الشرك في مصر وإطلاق سراحهن جميعهن».
وبث التنظيم أيضا تسجيلا مصورا منسوبا إلى «مقاتل» يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر ويقول: إن زوجتي الكاهنين المعتقلتين هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، كما ذكر «سايت».
وجاء في الوعيد أنه إذا لم يلب الأقباط مطلب التنظيم «ستفتحون على أبناء ملتكم بابا لا تتمنونه أبدا ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة فلديكم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدف لنا إن لم تستجيبوا».
يأتي ذلك بعد العملية التي استهدفت مساء الأحد الكنيسة. وقال وكيل وزارة الداخلية العراقية الفريق حسين كمال إن 52 شخصا بين رهائن ورجال شرطة قتلوا الأحد عندما داهمت قوات الأمن الكنيسة لإنقاذ أكثر من 100 كاثوليكي عراقي احتجزهم مسلحون على صلة بتنظيم القاعدة رهائن. وأضاف كمال أن 67 شخصا أصيبوا خلال العملية التي تمت في الكنيسة الواقعة بوسط بغداد.