(1)
اتقبض عليا.
تجربة كئيبة.. بس مكانتش قاسية أوي. اتقبض عليا من على القهوة بدون سبب مع ناس أعرفهم وناس لأ/ سابوني قبل ما أكمّل الساعة/ كلنا كنّا عارفين إننا هانتشد بس هي مسألة وقت! / بس في ناس اتفاجئت وزعلت.. لأنها مش في الحسبان.. كل تهمتهم إنهم «شباب».
(2)
كنت محظوظ في الرسم والتعبير عن الرأي من خلال قناة شرعية متمثلة في مساحتي بجريدة «المصري اليوم»، وكنت محظوظ إني خرجت بدون أذى.
في ناس مش محظوطة، مقبوض عليهم ولسه محدش عارف هما فين وبيتعمل فيهم إيه!... مش مشهورين ولما بيخرجوا مش بينالوا المزيد من الشهرة زي أمثالي مثلاً، وده مش عدل.
(3)
لما بتكون الحياة مش عادلة.. الإنسان بيحاول يطبق العدل/ لما بتكون الحياة مش جميلة.. الإنسان بيحاول يجملها / لما بتكون الحياة قاسية.. مش لازم يكون الإنسان قاسي! / إحنا أبسط من إنكم تخافوا مننا.. إحنا مجرد شباب.
(4)
هكذا كتب زميلي المهذب الموهوب مخلوف رسام الكاريكاتير، بعد القبض عليه في مقهى بوسط القاهرة، ربما للاشتباه في أنه صاحب رأي، أو الإبلاغ عنه بأنه يحب بلده، ويخطط للحصول على الحرية، وربما كان لترويع غيره من الشباب، والإيحاء بأن منطقة وسط البلد صارت من المناطق الخطرة المحظور التجول فيها، وربما لأنه مصري.
(5)
أنا خرجت بخير.
هكذا اختصر باسم شرف المأساة، باسم حالة شابة، مزجت الأدب بفنون التعبير الأخرى ببساطة مبدعة، لذلك فإن إضافة كلمة «بخير» بعد معلومة «أنا خرجت» تعني الكثير، وإضافة نقطتين لامتداد المعنى بعد كلمة (بخير..) تعني المزيد والمزيد، فيما يتعلق بتبعات ومخاطر «الدخول»، لأن «الخروج» قد لا يحدث، وعندما يحدث، قد لا يكون: «بخير..».
(6)
بالأمس كان لديّ موعد مع أصدقاء في وسط القاهرة، لكني انشغلت بظروف طارئة، وأرجأت الموعد، وعند منتصف الليل وصلتني رسالة من مثقف مرموق من سكان وسط المدينة، قال فيها بقلق: «أين أنت؟.. الأمن شغال يقبض على الناس في وسط البلد، بشكل مستفز وغريب..».
(7)
#التهمة_شباب
كنت مشغولاً بالبحث عن أسباب غياب الرئيس عن الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمسرح الجلاء، خاصة أن وسائل الإعلام نشرت أخباراً وتصريحات تؤكد حضور الرئيس، بل أشار بعضها إلى الملامح الرئيسية في خطابه، لذلك دفعني الغياب للقلق في هذه الظروف المرتبكة التي تمر بها مصر والمنطقة، وشغلتني أسئلة الغياب عدة ساعات، اصطدمت بعدها بأخبار حملة القبض الترويعي على الشباب، ولما سألت عن الأسباب، لم تكن هناك معلومة واضحة أيضا، فنحن منبوذون من نظام لا يقيم وزنا للشفافية، ولا يؤمن بحرية تداول المعلومات، ولا يهتم بتقديم تفسير لتصرفاته، كأنه يصرخ بتشنج في وجوه الجميع: تهمتكم أنكم شباب..
(8)
#افرجوا_عن_الحرية
قرأت أسماء عشرات الشباب المقبوض عليهم، ومعظم الأسماء تم تجميعها بأسلوب شعبي من شهادات أصدقائهم وأهاليهم، وليس من بيانات للشرطة، وفهمت لماذا تتضخم المخاطر التي تهدد مصر وصورتها في المجتمع الدولي، بسبب مثل هذه التصرفات الرعناء المتخلفة عن العصر، والتي تفتح الباب لاتهامات النظام الأمني بارتكاب جرائم أكبر مثل الاختفاء القسري، وانتهاك الحريات.
(9)
وبعيدا عن التحليلات التي أشارت إلى علاقة الاعتقالات العشوائية بالمظاهرات المزمعة في 25 إبريل، فإن مثل هذه الأساليب يجب أن تتوقف، حتى لا تقضي على الأمل الباقي لإصلاح الأحوال في مصر..
عاشت مصر حرة .. عاش شعبها أبياً كريماً.