مدينة جورجاون الهندية هي مدينة مثيرة للجدل، ففى ظل غياب حكومى شبه تام، تعتمد المدينة القريبة من نيو دلهى على القطاع الخاص في توفير الخدمات المختلفة، ففى أي قطاع من البنية التحتية أهملته الحكومة تقدمت شركة خاصة لتقديم الخدمة مثل الخدمات الصحية والصرف والمواصلات وحتى الإطفاء وخدمات الطوارئ. في ٢٠٠١ وصل تعداد جورجاون إلى ١٧٣ ألف نسمة ولكن اليوم يقترب عدد سكانها من مليون، وهو ما تسبب في الكثير من المشكلات خاصة في مجال النقل العام، كانت جورجاون تعتمد بشكل أساسى قبل ما يقرب من ٢٠ عاماً على مشروعات زراعية صغيرة ولكن اليوم بعد استثمارات الشركات الخاصة في تلك المدينة اقتربت كثيراً من شكل المدن الحديثة في الهند..
كل ذلك قد يبدو إيجابياً من الخارج ولكن في الداخل ظهرت مشكلات كثيرة متعددة مثل غرق بعض الأماكن التي لم تصلها أيدى الشركات أو اهتمامها في الفقر والتلوث الناتج عن تلك الإنشاءات الكبيرة، ومع زيادة الاهتمام ارتفع عدد السكان وعدد الزائرين والعاملين المهاجرين لتلك المدينة مما أدى إلى تكدس مرورى مستمر وارتفاع معدلات التلوث الناتج عن السيارات..
هنا يأتى دور مركبات Metrio الشخصية سريعة الانتقال، تلك الخدمة التي بدأ اختبارها بالفعل في جورجاون تعتمد على مركبات يتم حملها فوق الطريق وبعيداً عن الزحام تقوم بنقل الركاب بين عدة محطات، بالنظر لها يمكن وصفها على أنها تشبه «التلفريك» ولكن على ارتفاع أقل وتتحرك بشكل أسرع ويمكنها نقل ٥ ركاب في الوقت ذاته وهى تتحرك بشكل أوتوماتيكى بدون سائق ويمكن أن تصل سرعتها إلى ٦٥ كم/س تقريباً، وتعمل بشكل مماثل لطرق المواصلات الأخرى، عن طريق محطات يقوم الركاب بانتظار المركبات فيها وعندما تصل تنخفض إلى مستوى الركوب ومن ثم ترتفع مرة أخرى إلى مسارها وتبدأ رحلتها إلى المحطة المقبلة. في مقابل تذكرة أغلى يمكن أيضاً للركاب أن يقومون بحجز خدمة «سريعة» والتى تسمح بالانتقال إلى المحطة الأخيرة مباشرة دون التوقف في أي من المحطات الأخرى على الطريق..
لن تكون تلك المركبات حلاً للمشكلة ولكن قد تساهم بشكل أو آخر في تقليل العبء على الطرق، فكل مركبة تحتوى على ٥ أماكن وهناك ١١٠٠ مركبة يتم تشغيلهم وهذا يعنى أن ٥٥٠٠ شخص فقط يمكن للنظام أن يحملهم وهى نسبة ضئيلة جداً من عدد الركاب على الطرق في المدينة.. خلال الأسابيع القليلة القادمة وبعد أن ترى الحكومة النتائج التي حققتها تلك الوسيلة في النقل، ستقوم بفتح باب المزايدة على حق بناء شبكة متكاملة من تلك المركبات لتربط بين جورجاون ونيودلهى وهو استثماراً يقدر بما يساوى ١٣٦ مليون دولاراً أمريكياً وهو لا شك مبلغ ضخم، ولكن التعاقد مع الحكومة يعد أن تعود تلك الاستثمارات على الشركة التي ستقوم ببناء الشبكة خلال ٢٥ عاماً بفضل حصولها على العائد من تذاكر الخدمة.