لم يكن سباق الصين لفورميولا-1 الأكثر سلاماً وهدوءاً في الموسم حتى الأن، فقد تعرض كل سائقى الحلبة في مرحلة ما لموقف غير عادى، بتفاوت وقعهم. ربما كان نيكو روزبرج أقل من تأثر بتلك الأحداث حيث وضع الجميع خلفه في بداية السباق، وركز عينه صوب خط النهاية ومنذ تلك اللحظة لم يستطع أي من المنافسين اللحاق به، أما عن دانييل ريكاردو، فقد قدم سباقاً رائعاً لفريقه، على الرغم من تعرضه لبعض المشاكل خلال السباق، حيث بدأ الأسترالى مندفعا نحو المركز الأول، وما لبث أن تمكن من ريادة السباق إلا أن الإطار لمنفجر حال بينه وبين الفوز، وتتابعت الأحداث ليجبره القدر على التراجع للمركز الرابع أمام كيمى رايكونين وفيليبى ماسا في المركز السادس، المركز الثانى جاء من نصيب سيباستيان ڤيتيل. بداية السباق بالنسبة له وزميله في الفريق كيمى رايكونين لم تكن الأقوى، ولكنهما حاولا التعافى في المنعطف الثانى فقط ليرتطماببعضهما البعض، الحادث البسيط أعاد ڤيتيل للمركز الثامن وأرسل رايكونين لمنطقة الصيانة لتغيير مقدمة السيارة، ولكن كان للحادث عواقب أخرى؛ أول المتضررين كان لويس هاميلتون الذي فقد مقدمة سيارته أيضاً بعد أن حطمها فيليبى نصر بسيارته في محاولة من الأخير لتفادى سيارتى فريق فيرارى المرتبكتين بعد الحادث، ونفس الموقف تعرض له روماين جروجون، واضطر لتغيير مقدمة سيارته أيضا بعد أن تحطمت على سيارة ماركوس اريكسون، بعد المعمعة الواقعة في اللفة الأولى، وخروج سيارة الأمان في اللفة الثالثة، ووصول روزبرج لصدارة السباق، شهد الجمهور أغرب تشكيلة للمجموعة الرائدة في السباق، والتى ضمت فيليبى ماسا وفيرناندو ألونسو وباسكال فيرلاين سائق فريق مانور اللذين لم يتوقفوا بالمرة خلال اللفات الأولى على عكس باقى السائقين، ومنذ تلك اللحظة لم يزعج أي من المنافسين نيكو روزبرج في الصدارة وأنهى سباقه في المركز الأول، بفارق يزيد عن نصف الدقيقة بينه وبين محتل المركز الثاني، سيباستيان ڤيتيل، المركز الثالث كان من نصيب دانييل كفيات سائق Red Bull أمام دانييل ريكاردو بفارق يزيد عن ٧ ثوانٍ بقليل، أما المركز السابع فقد كان من نصيب لويس هاميلتون الذي قدم أداءا لا بأس به هذا السباق، لم يكن سباق الإنجليزى سهلًا بالمرة، بعد توقف اجبارى في بداية السباق أعاده للمركز الأخير، اضطر هاميلتون لإجراء ٤ توقفات أخرى خلال السباق ومع ذلك تمكن من إنهاء بطولة الصين في المركز السابع، بقول آخر، لم يجد أثناء السباق فرصة لالتقاط نفسه، وكان سباقا مجهداً له من الخط للخط، خلف هاميلتون بثانية وبعض الأجزاء أنهى ماكس فيرشتابن سباقه ثامناً، وحقق ٤ نقاط له في البطولة، وأضافها لنقطتى زميله كارلوس ساينز ليضيفا معا ٦ نقاط للفريق في بطولة الصانعين. أما المركز الأخير في النقاط فكان من نصيب فالتيرى بوتاس سائق فريق ويليامز، بهذه النتيجة يدخل روزبرج التاريخ مرة أخرى بفوزه بأكبر عدد من السباقات المتتابعة، والتى يبلغ عددها ٦ سباقات منذ الموسم الماضى وحتى الآن، ويعزز موقفه في بطوله السائقين بتصدره لها بفارق ٣٦ نقطة عن لويس هاميلتون و٣٩ عن دانييل ريكاردو صاحب المركز الثالث.