السحرتى ووجع الجمباز المصرى

ياسر أيوب الأربعاء 20-04-2016 21:44

لم أجد فى صوته نبرة حقد أو كراهية، ولم ألمح فى عينيه شهوة انتقام.. لكننى وجدت الكثير جدا من الحزن والأسى وأنا أجلس صامتاً أصغى لمحمد شريف السحرتى.. بطل مصر فى الجمباز الذى جاءنى يحكى حكايته الموجعة والأسباب الحقيقية لعدم تأهله لدورة ريو دى جانيرو الأوليمبية المقبلة.. ولمن لا يعرفون أولاً من هو محمد السحرتى، أقول لهم إنه كان لاعب الجمباز المصرى الوحيد فى دورة لندن الأوليمبية الماضية، وكان ترتيبه الثانى عشر، وهى أفضل نتيجة أوليمبية للجمباز المصرى.. وحصل على اثنتين وثلاثين ميدالية أفريقية فى السنوات السبع الماضية، منها أول ميدالية ذهبية لمصر فى فردى الجمباز العام.. وهو أيضا بطل العرب بإحدى عشرة ميدالية.. وهو إلى جانب ذلك شديد الالتزام فنيا وسلوكيا وأخلاقيا، ولم يضطر مجلس إدارة أى اتحاد سابق أو حالى للجمباز للشكوى من السحرتى داخل الملعب أو خارجه.. ولم تمنعه بطولاته وتدريباته من مواصلة دراسته بتفوق حتى تخرجه مؤخرا وبدء حياته العملية طبيبا للأسنان.. وكانت مشاركته فى دورة ريو دى جانيرو القادمة هى الحلم الكبير الذى ينتظره السحرتى ليختتم به مشواره الطويل مع الجمباز..

لكنه بعد وقائع كثيرة جدا وحكايات وأسباب لا أول لها آو آخر لم ينجح فى التأهل ولن يسافر إلى ريو دى جانيرو.. فقرر السحرتى أن يكتب حكايته فى مذكرة، قدمها بالفعل لخالد عبدالعزيز، وزير الرياضة والشباب، على أمل التحقيق فيما ورد فيها.. وجاءنى بعدها وحكى حتى الذى لم يكتبه فى مذكرته للوزير.. وأهم ما قاله أنه قرر أن يصرخ ليس من أجل نفسه.. فقد ضاعت فرصته فى تحقيق حلم العمر.. إنما يصرخ الآن من أجل كل اللاعبين واللاعبات الجدد الذين لا تنقصهم الموهبة أو الطموح والعناد والإصرار.. وعلى الرغم من أننى لا أشارك السحرتى رؤيته، وأن وزير الرياضة هو المطالب بالتحقيق فى أسلوب أداء اتحاد معين للجمباز، لكنه رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية وأعضاء مجلس إدارتها.. فالوزير ليس مختصاً بذلك أو بالتحقيق فى أسباب عدم تأهل بطل مصر وأفريقيا لدورة أوليمبية.. لكنه من الممكن فقط أن أطلب من الوزير التحقيق فى أوجه إنفاق الأربعة ملايين جنيه التى قدمها الوزير دعما لاتحاد الجمباز فى الستة أشهر الأخيرة.. وأن يطلب كشف السفريات، ومن الذى سافر، وهل كان سفره ضرورياً أم كان لمجرد المتعة والوجاهة.. وهل كان معسكر الإعداد الوحيد الذى أقامه الاتحاد فى مركز شباب الجزيرة كافياً لإعداد بطل أوليمبى.. وهل كان يستحق إنفاق كل هذه الملايين.. ثم لماذا يتم التعاقد مع مدربين للمنتخب غير متفرغين أصلا، وبالتالى لا يحضرون أبدا أى تدريب صباحى وفى المساء غالبا يعتذرون لظروف خاصة بهم؟.. أما المدير الفنى للمنتخب أوكرانى الجنسية فلم يعد ملتزما بالعمل طيلة الفترة الماضية بعد أن تأخرت مستحقاته، دون أدنى اهتمام من الاتحاد، وبعد أن تاهت حقيبة ملابسه ولم يهتم أحد بإعادتها له.. وأشياء كثيرة موجعة وحزينة باتت تستحق التحقيق والمراجعة والحساب أيضاً.