وده أصله إيه؟!

محمد أمين الثلاثاء 19-04-2016 21:28

هل يصح أن تقول ناشطة سياسية للرئيس الفرنسى: إنكم تتجاهلون حبس عشرات الآلاف فى مصر، وتتجاهلون قضية الحريات وحقوق الإنسان من أجل «الرافال»؟.. ما معنى هذا الكلام؟.. ما المطلوب من الرئيس الزائر؟.. هل المطلوب منه أن يقطع العلاقات ويسحب السفير ويُوقف تصدير السلاح؟.. هل المطلوب منه أن يمدّنا على رجلينا مثلاً؟.. هل المطلوب منه أن يتدخل بالقوة العسكرية لتأديب مصر؟!

لا أُخفى أننى أحسست بمرارة شديدة مما ردده البعض فى لقاء الرئيس هولاند، فقد كانوا يرددون نفس ما كانوا يقولونه زمان لمادلين أولبرايت وهيلارى كلينتون.. يلوكون لبانة الحريات وحقوق الإنسان، واعتقال عشرات الآلاف.. فبماذا تُسمّى هذا؟.. ده اسمه إيه؟.. وده أصله إيه؟.. هل يتم استعداء الضيف على الوطن؟.. ما دخل هولاند أو غيره فى شباب مصرى خلف الأسوار، محكوم بقوانين مصرية؟!

مبدئياً، لا أعرف تحت أى مسمى يلتقى أى رئيس زائر بممثلى منظمات مجتمع مدنى أو سياسيين؟.. كيف تتم دعوتهم بالضبط؟.. لماذا توجه لهم السفارة هذه الدعوات؟.. لماذا تختار أفراداً بعينهم دون غيرهم؟.. هل هو تجاوز لحدود الزيارة، أم أنه يأتى فى إطار الصداقة؟.. هل يصحّ أن يستقوى بعض هؤلاء بالرئيس الضيف؟.. هل العيب فينا؟.. هل هذا اللقاء مما يمكن أن «تحتجّ عليه» وزارة الخارجية؟!

علمت أن هؤلاء الأشخاص جميعاً تلقوا دعوات بلقاء هولاند قبل الزيارة بأسبوع.. ولعل ذلك ما كان يُفسر خروج بعضهم فى «جمعة الأرض» يسبُّ ويلعن، كأنه يستفز رجال الشرطة، وكأنه يقول لهم: اقبضوا علىّ والنبى.. وكأنه يريد أن يضع الإدارة المصرية فى حرج.. ومن هؤلاء بالطبع المحامى خالد على.. أما جميلة إسماعيل فقد قالت: إن فرنسا لا يهمها غير بيع السلاح على «جثة القيم الإنسانية»!

فماذا تفهم من كلام «جميلة» بالضبط؟.. هل تفهم منه أنها تطالب فرنسا بوقف بيع السلاح لمصر؟.. هل تفهم منه أن فرنسا تعطينا السلاح لنقتل الشباب الأعزل؟.. المثير أنها كانت أكثر وضوحاً حينما اتهمت فرنسا قائلة: فرنسا تجاهلت حبس عشرات الآلاف فى مصر، وتجاهلت قضية الحريات من أجل «الرافال».. فماذا كان المطلوب من فرنسا والحال هذه؟.. هل تشجع «جميلة» فرض عقوبات على مصر؟!

السؤال: لماذا لم تُوجه الدعوة للأستاذ حمدين صباحى؟.. الإجابة لأن «صباحى» لا يمكن أن يستعدى دولاً أجنبية على مصر، ولا يمكن أن يطالب فرنسا بوقف تصدير السلاح.. ولا يمكن أن يقول إن مصر تصادر المجال العام، إلا إذا كان المجال العام يعنى إهانة الرئيس وهدم مؤسسات الدولة.. لذلك لم يوجهوا له الدعوة.. «صباحى» يعرف أن السلاح الذى نشتريه لا نضرب به الشباب، وإنما لنحارب به الإرهاب!

على أى حال، أرى أن فكرة اللقاء نفسها غير جيدة، وغير مريحة.. ثانياً: أرجو ألا تتلوها لقاءات أخرى مستقبلاً.. سواء مع مسؤولين أوروبيين أو أمريكيين.. وإن كان «هولاند» قد أثبت موقفه من قضية الأمن والحريات، كما قال بوضوح لا يحتمل اللبس: «لا توجد دولة فى العالم لا يتهم شعبُها الجهاز الأمنى»!