سلمت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن فريد، لجنة الخبراء أحراز قضية محاكمة اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، و12 آخرين، في اتهامهم بالتزوير والاختلاس والاستيلاء على أموال مملوكة للدولة دون وجه حق، وهي القضية المعروفة إعلاميا بـ«فساد الداخلية».
وحضر لقاعة المعهد اللجنة المشكلة بأمر المحكمة من 11 عضوا، هم نائب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات رئيسا، و4 أعضاء من أقدم رؤساء القطاعات بالجهاز المركزي للمحاسبات، يختارهم رئيس اللجنة، و3 خبراء من أقدم خبراء وزارة العدل بالقاهرة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية بالقاهرة، ووكيل وزارة المالية المختصين في مجال المحاسبات، ومساعد وزير الداخلية من الإدارة المركزية للمحاسبات.
وشهدت الجلسة غياب المتهمين جميعا، وغاب فريد الديب، دفاع حبيب العادلي، عن الجلسة، ومع صعود الهيئة للمنصة، أمر المستشار بمثول اللجنة أمام المحكمة، وقال ممثل النيابة العامة إنه تم إبلاغ جميع الجهات المعنية بتشكيل اللجنة، وتم تشكيلها وقام بتلاوة أسماء المرشحين للجنة، الذين مثل 6 من أعضائها أمام المحكمة، وأكد ممثل النيابة أنه ورد خطاب اعتذار من وزارة المالية عن عدم الحضور.
وقال المستشارحسن فريد إن 5 من أعضاء اللجنة غابوا عن جلسة اليوم وهم عضو الرقابة الإدارية شريف محيي، لأنه في مأمورية خارج البلاد، وعضو المالية كمال محمود، و3 من أعضاء خبراء وزارة العدل وهم جمال سعد، وعماد دسوقي، ومحمد حمودة، وأكد فريد أنهم سيحضروا أمام المحكمة الجلسة القادمة لحلف اليمين.
وحلفت اللجنة اليمين على أن تؤدي عملها بالذمة والنزاهة، وسلمت المحكمة اللجنة أحراز القضية وكانت عبارة عن 7 أجولة وكراتين، مليئة بالأوراق، وأمهلتهم هيئة المحكمة 3 شهور للانتهاء من المهمة المكلفين بها، وأمر بمباشرة اللجنة عملها في أحد مكاتب الجهاز المركزي للمحاسبات.
وتمسك الدفاع بحق الحضور في جلسات أعمال اللجنة بأعتبارها منتدبة من المحكمة إعمالا لمواد القانون، مؤكدا أنه ينبغي أن يبدي دفاعه عن المتهمين، وأعترض المستشار فريد مؤكدا أن اللجنة لديها المستندات كاملة، ليرد المحامي أن هناك خلل ببعض الأوراق يمكن للدفاع بيان مواطنها للجنة، فطلب فريد من رئيسة اللجنة الأستعانة بالدفاع في أي جزئية غير واضحة.
وطلب ممثل هيئة قضايا الدعوي الادعاء مدنيا بمبلغ مائة ألف جنيه وواحد، وأكد أنه انتهي من إجراءات الدعوي المدنية بالمواجهة، وتم تسليم المحامين الحاضرين عن المتهمين صور من الإعلان، وطالب بإعلان ورثة المتهمين جمال عبدالله، وسمير عبدالقادر بالدعوي المنظورة أمام المحكمة.
كانت النيابة وجهت للمتهمين، ومن بينهم اللواء نبيل خلف، مسؤول المعاملات المالية السابق بوزارة الداخلية، تهمة «الاستيلاء على ما يقرب من مليار و200 مليون جنيه» خلال تولي «العادلي» منصب وزير الداخلية.
وقالت التحقيقات إن «العادلي استغل منصبه من خلال التوقيع على قرارات واستمارات، لصرف مكافآت لضباط وقيادات بالوزارة، دون ذكر الجهة، التي آلت إليها هذه المكافآت»، كما أكد تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الاتهامات المنسوبة لوزيرالداخلية الأسبق، ومسؤولي الداخلية المتهمين في القضية.
ونسب أمر الإحالة للمتهم الأول حبيب العادلى أنه وبصفته موظفاً عمومياً ومن القائمين على السلطة العامة (وزير الداخلية)، استولى بغير حق وبنيّة التملك على 530 مليون جنيه 514 ألفا و24 جنيها المملوكة للوزارة لكونه الوزير، بأن وافق -على خلاف القانون- وبغير مقتضى على صرف مبالغ من اعتمادات الباب الأول من موازنة الوزارة (الأجور والتعويضات) تحت مسمى احتياطى مواجهة الأهداف الأمنية.
وارتبطت الجناية بجناية تزوير ارتباطاً لا يقبل التجزئة، كما نسب أمر إلى المتهم الثانى أنه بصفته رئيس الإدارة المركزية للحسابات والميزانية بدرجة وكيل وزارة، استولى بغير حق وبنيّة التملك على 41155195 جنيهًا، المملوكة للدولة لكونه المختص بالعرض على وزير الداخلية، وحصل على موافقته على صرف المبلغ من اعتمادات الباب الأول من موازنة الوزارة، وكلف المتهمين الثالث والرابع بتسلّمها وإيداعها بخزائن غير رسمية، وارتبطت الجناية بجناية تزوير ارتباطاً لا يقبل التجزئة، كما استولى على 21 مليون جنيه، المملوكة للدولة من اعتمادات الباب الأول، بأن أمر المتهم الرابع بأن يسلمه المبلغ الذي كان في عهدته لكونه رئيسه المباشر، ونسب إليهم تهمة التزوير في محررات رسمية.