«المعارضة»: توقيع «سعدالدين» على بيان تأييد جمال مبارك للرئاسة «صفقة مع النظام»

أثار توقيع الدكتور سعدالدين إبراهيم، المعارض الأبرز لـ«التوريث» على بيان تأييد ترشيح جمال مبارك رئيسا للجمهورية فى 2011، الذى يروجه الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك برئاسة مجدى الكردى، ردود أفعال غاضبة داخل الأوساط السياسية خاصة فى صفوف المعارضة واعتبرها البعض صفقة مع النظام بينما وصفها آخرون بـ«الصدمة».

أدان الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، توقيع سعدالدين على بيان ترشيح جمال مبارك فى تصريحات لـ«أسوشيتد بريس» وقال: «هناك صفقة بينه وبين النظام».

واعتبر نافعة موقف سعدالدين بمثابة «سقطة مؤسفة»، مشيرا إلى احتمال انعدام مصداقيته بين الناس بعد توقيعه على البيان، وأضاف أن حركات المعارضة محرومة من حق الترشح للرئاسة فى حين أن الأبواب كلها مفتوحه أمام جمال مبارك.

من جانبها اعتبرت «الوكالة» أن الجميع يعتقد أن حملة دعم جمال مبارك بمثابة «بالون اختبار» من قبل بعض الفصائل داخل الحزب الوطنى، ولفتت إلى أن الحزب يريد اختبار شعبية جمال تمهيداً لاحتمال ترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية: سعدالدين «أخطأ التقدير» وكان عليه أن يفكر فى الأمر أكثر من مرة وتابع: من الوارد وجود صفقة فى الموضوع تأتى من منطلق إنسانى وراءه رغبة سعدالدين فى العودة إلى بلده.

وتابع: أن كلامه عن حق الترشح سليم من الناحية النظرية ولكن جمال له وضع خاص.

وقال جورج اسحاق، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، إن «سعد هو أول من تحدث عن التوريث ودفع الثمن غالياً فكيف يناور فى أواخر عمره ويقول كلاماً غير مسؤول أو مقبول». وأضاف أن حديثه عن حق كل شخص فى الترشح لا ينطبق على جمال مبارك لأنه فى السلطة وابن القصر وقال إسحاق «أنا مصدوم وزعلان لأنه أنهى أخريات عمره بطريقة مسيئة» وتابع: أن هذا التصرف لن يؤثر على المعارضة أو الرأى العام.

واعتبر أيمن نور، مؤسس حزب الغد، التوقيع على البيان بمثابة «خروج عن النص» الذى صار عليه سعدالدين لسنوات طويلة، واستبعد نور وجود صفقة بين سعدالدين والنظام وقال: «ما حدث ربما يكون «التباساً» وقع فيه سعدالدين، وأن النظام أراد توظيف هذا الالتباس، وأشار نور إلى أن الصيغة التى أعلن بها الخبر أوقعت الجميع فى حرج شديد ورغم التفسير اللاحق للدكتور سعد أنه ضد تأييد شخص جمال مبارك وتأكيده أنه مع حق أى مواطن فى الترشح للانتخابات فإنه أخطأ التقدير لأن جمال هو وحده من يملك هذا الحق.

يذكر أن الدكتور سعدالدين متخصص فى علم الاجتماع ومؤسس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية ومن أوائل من انتقدوا عملية توريث الحكم فى مصر والشرق الأوسط، مما أدى إلى دخوله فى معارك قضائية مع النظام، اتهم فيها بالاحتيال وتشويه سمعة البلاد ودخل السجن مرتين حتى حصل على البراءة عام 2003.