تفاءلوا بالخير تجدوه، بعد كتابتى للمقال فكرت أن يكون عنوانه كيف تتغلب على الفشل؟ أو كيف تتعرف على الفاشلين؟، ولكننى فضلت أن أكون أكثر إيجابية في هذه الأيام السلبية، وحتى لايظن البعض أنها رسالة للحكومة أو من ينوب عنها، أقولها بصدق وأمانة أن المقال ليس له أهداف أخرى غير التعريف بالفرق بين الناجح والفاشل، فهو غير مسيس وليس له أي علاقة بما يدور حولنا، لكنه مقال من النوع المعلوماتى، فكلنا يتعرض في حياته للتجارب ناجحة وأخرى فاشلة، والفشل كلمة مقيتة نكرهها جميعا سواء في حياتنا الخاصة أو العامة، وفى اللغة الْفَشَل مرادف للخيبة وعدم تحقيق ما كان يَأْمَلُ، والفاشلون دائما يضعون اللوم على غيرهم، أما الناجحون فهم يذكرون من كانوا عونا لهم في حياتهم.
الفروق بين الناجح والفاشل كثيرة، الناجح يناقش بقوة وبلغة لطيفة ويترفع عن الصغائر، ولعل من أهم أسباب الفشل أن الصغائر تصبح كبيرة وعظيمة في عين الفاشل.
الناجح يستفيد من آراء الآخرين ويتبع الحكمة التي تقول إن الآراء تتلاقح، في حين أن الفاشل يحكم رأيه رغم عدم صوابه.
الناجح يساعد الآخرين والفاشل يتوقع المساعدة من الآخرين.
الناجح لا تنضب أفكاره، والفاشل لا تنضب أعذاره.
الناجح يثني على نجاح الآخرين، والفاشل يشكك في نجاحهم.
الناجح يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه، والفاشل يقول أخدع الناس قبل أن يخدعوك.
الناجح يفكر في الحل والفاشل يفكر في المشكلة.
الناجح يسامح ويلتمس الأعذار والفاشل يسعى للانتقام.
الناجح يفرق بين الهدف والأمنية، ولديه وضوح رؤية ويستطيع بسهولة التميز بين الأهداف الرئيسية والثانوية ويضع سلم الأولويات أما الفاشل فالرؤية عنده ضبابية والتفرقة بين الأساسى والثانوى منعدمة.
هناك فروق كبيرة بين تفكير شخص يريد النجاح وآخر يريد الفشل، فالذي يريد النجاح يلتزم بتعهداته، يدرس المشاكل التي تواجهه جيداً، يحترم غيره ويسعى للتعلم منهم، يعرف متى تكون المواجهة ومتى يقبل الحلول الوسط، يفضل احترام الناس لمواقفه على حبهم لشخصه وإن كان يسعى لتحقيق كليهما، يعترف بأخطائه إن أخطأ، يعبر عن اعتذاره بتصحيح الخطأ، لا يكرر أخطاءه، يتمتع بثقة في النفس تجعله متسامحا مع غيره، يوضح الأمور ويفسرها، يبحث عن سبل أفضل للعمل.
أما الفاشل فـيُطلق الوعود جزافا، يلف ويدور حول المشكلة ولا يواجهها، يرضى بالحلول الوسط في الأمور الأساسية ويواجه في الأمور الفرعية التي لا تستحق المواجهة، لا يهتم إلا بمحيط عمله الضيق فقط فهو ضيق الأفق، يسعى لاكتساب محبة الناس لشخصه أكثر من إعجابهم بمواقفه، يتنكر للخطأ مبررا أنه هذه ليست غلطتي أنا، يعتذر ثم يعيد ارتكاب نفس الخطأ، يتحفز للكلام مدافعا عن أفعاله، مقلد ويتبع الروتين باستمرار.
هل يبقى الفاشل فاشلا للأبد، وهل يمكن أن يكسر دائرة الفشل؟، بالطبع يمكن ذلك لكن الخطوة الأولى تكمن في الاعتراف بالفشل وتحمل المسؤولية، عندما يحصل خطأ، عليه ألا يبحث عن كبش فداء في الدائرة المحيطة به ليتحمل عنه عبء الفشل والخطأ، عليه أن يكون مستعداً للاعتراف بأنه المذنب، أو على الأقل أنه وافق على الخطأ الذي أدى إلى اتخاذ المسلك الخاطئ، أهم خطوة هي التأمل في الخطأ الذي حدث.
أقوال حكماء عن الفشل:
إبراهام لينكولن فشل ثلاث مرات في انتخابات الكونجرس كما فشل في أن يصبح نائب لرئيس ولكنه أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وهو في الستين من عمره ولخص لينكولن تجربته قائلا: لن تفشل إلا إذا انسحبت.
الفشل هو الشيء الوحيد الذي يستطيع الإنسان أن يحققه دون أي مجهود.
حكيم قديم
إن النجاح لا يتطلب عذرا.. والفشل لا يترك أي مبررات نابليون هيل
قد يفشل الرجل مرارا في عمله ولكنه لا يعد خائبا إلا إذا بدأ يلوم غيره
برنارد شو
اللهم نعوذ بك من الفاشلين الذين يحملوننا خيبتهم.
ektebly@hotmail.com