رمضان صبحى لاعب كرة ناشئ مميز، لم نر بصماته على الكرة المصرية حتى الآن، فهو مازال في بداية مشواره، الإعلام المضلل المفلس جعل منه مارادونا أو ميسى، للأسف هناك كثير من الإعلاميين لا يجيدون غير التصفيق والتهليل، وكل ما يهمهم أن يجدوا ما يقولونه أو يكتبونه، بصرف النظر عن النتيجة. رمضان صبحى كل تاريخه يتلخص في حدثين، أولهما أنه وقف على الكرة في مباراة الزمالك وربما تكون حركة عفوية، ولكن الإعلام المفلس وقف عندها كثيراً، والحدث الثانى أنه أحرز هدفاً في مرمى نيجيريا أسعد به الجماهير المصرية المتعطشة للفوز والنجاح.
هذا تاريخ رمضان صبحى، لا هو حسن شحاتة أو الخطيب أو أبوتريكة، بتاريخهم وأمجادهم وأهدافهم الجميلة التي أمتعتنا جميعاً. تسابق كثيرون في مدح رمضان صبحى، وعظمته، ونبوغه وكأنهم يقرأون الغيب، أو أنهم مسلطون لهدمه، والقضاء عليه، وللأسف الشديد استجاب الشبل الصغير ذو العشرين عاماً لتهليل كل مضلل لا يريد له الخير. ونفاجأ بتصرفات رمضان صبحى في مباراة إنبى الأخيرة، كلها تصرفات من أصيب بالغرور والتعالى، وكانت نتيجة هذه التصرفات أنه طُرد من المباراة، وربما يوقف مباراة أو أكثر، وخسر فريقه جهوده وخسر هو اللعب. وربما أيضاً بدأ يخسر جزءاً من الجماهير التي بدأت تتعلق به.
نرجو أن يضع رمضان نصب عينيه أخلاق الخطيب وأبوتريكة، وزميليه محمد صلاح والننى اللذين سبقاه إلى النجومية وإلى العالمية، ولكن لم تتغير أخلاقهما وتصرفاتهما بل ازداد تواضعهما، وذلك يكسبهما يوماً بعد يوم حب الجماهير لهما وحرصهم على مشاهدتهما وتشجيعهما.
ربما تكون مهارات رمضان صبحى هائلة وهو فاكهة جيله وأكثرهم تميزاً، ولكن الرياضة أخلاق قبل الفن. ربما يكون رمضان تعرض لمضايقات في مباراة إنبى ولكن لا يجب أن ينساق اللاعب وراء غضبه. كم مباراة لعبها رمضان حتى نراه يشوح ويفقد أعصابه على الحكام واللاعبين؟ لعل طرده من المباراة يجعله يقف ويفكر ويتأكد أنه لابد من ضبط الأعصاب وعدم التعالى، فكم من قمم تهاوت في أيام معدودة.
إدارة النادى الأهلى وإدارة المنتخب عليها التركيز في ضبط تصرفات رمضان صبحى. الأهلى والمنتخب في حاجة إلى كل موهبة تظهر، خاصة أن المواهب نادرة في هذا الزمان.
أيضاً يجب أن يكف الإعلام يده عن التمجيد والتهليل للاعب مازال في المهد، ليس لديه الخبرة ولا التجربة مع أضواء الإعلام وبريقه.
احتضنوا رمضان وكل موهبة تظهر فنحن بحاجة إليها، نحن لا نريد أن ينتهى رمضان صبحى سريعاً كما انتهى عمرو زكى وإبراهيم سعيد، وغيرهما من المواهب التي كنا نتمنى أن تستمر في الملاعب المصرية والعالمية.