أعلن يوم الخميس الماضى برنامج مهرجان «كان» السينمائى الدولى 69 (11- 22 مايو 2016) أكبر مهرجانات السينما الدولية فى فرنسا والعالم، وكما توقعنا فى هذا العمود (عدد 16 يناير 2016) تم اختيار الفيلم المصرى «اشتباك» إخراج محمد دياب للعرض فى مسابقة «نظرة خاصة»، وأصبح أول فيلم مصرى يُعرض فى هذه المسابقة.
ولم يكن توقعنا بناءً على توقع «سكرين إنترناشيونال» الدولية التى اختارته ضمن قائمة الأفلام المنتظرة عام 2016 مع بداية العام فقط، وإنما بناءً على مشاهدة نسخة العمل من الفيلم، وهكذا تؤكد السينما المصرية وجودها فى مهرجانات السينما الدولية الكبرى هذا العام، بعد عرض «آخر أيام المدينة» إخراج تامر السعيد فى «ملتقى» مهرجان برلين فى فبراير، والأرجح أن يُعرض «على معزة وإبراهيم» إخراج شريف البندارى فى مهرجان فينيسيا.
المخرجون الثلاثة، وكل من تامر السعيد وشريف البندارى اللذين يقدمان أول أفلامهما الروائية الطويلة، يمثلون جيل ثورة 25 يناير بامتياز، من حيث مشاركتهم فى الدعوة إلى الثورة، ومشاركتهم فيها، ومن حيث عملهم على تجديد السينما، أو صنع ثورة السينما فى مصر، امتداداً لأفلام إبراهيم البطوط وأحمد عبدالله السيد ومحمود سليمان وهالة لطفى وآيتن أمين ونادين خان وغيرهم من جيل مطلع القرن.
وكما توقعنا فى المقال المذكور، تشهد مسابقة «كان» الأفلام الجديدة لكل من جان- بيير ولوك داردينى وكين لوش وبيدو آلموروف وبرونو دو مونت، ومع إعلان برنامج «كان» أصبح من المتوقع أن يشهد مهرجان فينيسيا الأفلام الجديدة لكل من أوليفرستون وتيرانس ماليك وآنج لى وفاتح أكين وفيم فيندرز وبابلو لارين وتران آن هونج وأوتار أوسيليانى وغيرهم من الأفلام المنتظرة هذا العام.
عندما طلبت منى إدارة مهرجان «كان» منذ سنوات رأيى وملاحظاتى أرسلت أن المهرجان يجب أن يحدد فى قوائم أفلامه جنسية كل فيلم حسب الشركة منشأ الإنتاج كما كان دائماً منذ بدايته، ومنذ أن حضرته لأول مرة عام 1967 فى الدورة العشرين، وكما فى كل المهرجانات، بما فى ذلك برلين وفينيسيا، وليس بنسبة جنسية الفيلم إلى جنسية المخرج كما فى السنوات الأخيرة.
وكنت فى ذلك أستند إلى قاعدة علمية، وهى أن بلد الإنتاج حقيقة مادية من داخل كل فيلم، وليست من خارجه، وهل أفلام بولانسكى مثلاً فى بلده بولندا مثل أفلامه فى فرنسا أو أمريكا؟ هل شروط الإنتاج هى نفس الشروط فى كل بلاد العالم؟ ومن المؤسف حقاً أن قوائم أفلام «كان» 2016، ولأول مرة، نشرت جنسيات المخرجين بجوار اسم كل منهم، بعد أن كانت القوائم من دون ذكر أى جنسيات. وربما يتصور البعض أن الجنسيات المذكورة هى للأفلام وليست للمخرجين، مما يؤدى إلى مزيد من الخلط والارتباك وبذل جهد غير ضرورى لمعرفة جنسيات الأفلام الضرورية.