أبدأ اليوم متطوعاً مهمة لم يكلفنى بها أى أحد.. فليست فى الأرض كلها مهمة واحدة لا أستطيع أو لا أصلح للقيام بها كأى مواطن مصرى صميم.. فأنا أحيانا أستاذ فى التاريخ وعالم فى الجغرافيا.. وممكن فى أحيان أخرى أن أصبح فيلسوفا سياسيا أو خبيرا اقتصاديا.. وإن تطلب الأمر فأنا جنرال أمنى ومحلل عسكرى ومستشار زراعى وأستاذ فى علوم المياه.. وبالتأكيد حين يتعلق الأمر بكرة القدم فأنا أصلح من يقوم بمهمة تدريب منتخب مصر لقدامى كرة القدم الذى بدأت مفاوضات ومحاولات لإقامة مباراة بينه وبين منتخب قدامى الجزائر.. والأمل أن تقام هذه المباراة فى شهر أكتوبر المقبل فى ولاية بليدة الجزائرية..
والقصد منها هو إزالة ما بقى من صخور وأشواك على طول الطريق من القاهرة إلى الجزائر.. وودت فقط إبلاغ عمر أبوعيش، سفير مصر فى الجزائر، ونذير العرباوى، سفير الجزائر فى القاهرة.. وأيضا رئيسى ومسؤولى اتحادى الكرة هنا وهناك بأننى أصبحت المدير الفنى الذى سيقود منتخب مصر فى هذه المباراة.. وأنا الذى سيختار منفردا لاعبى منتخب مصر الذى سيلعب هناك فى الجزائر.. وقد اخترت بشكل مبدئى حسن شحاتة بكل تاريخه وخبراته وتجاربه لاعبا ومدربا ليكون معى فى هذا المنتخب، فليس صحيحا أن كل الكبار مكانهم التقاعد والنسيان لأن هناك منهم من لابد أن يبقى ويستمر.. واخترت محمود الخطيب الذى قضى السنين الطويلة داخل الملاعب وخارجها لا ينثر إلا الحب والورد والفرحة والرقى..
واخترت من هم مثل محمود الخطيب الذين لا يفتحون للكراهية أبوابهم أو أبواب الناس.. حازم إمام وأبوتريكة.. وأعرف أننى سألاقى انتقادات كثيرة نتيجة اختيارى للخطيب وحازم وأبوتريكة باعتبارهم باتوا يرمزون الآن للأقلية فى مصر، بينما الغالبية هم الذين يجيدون ممارسة الصراخ والكراهية طوال الوقت.. وسأختار أيضا حسام حسن الذى سيحتاج المنتخب حماسته الرائعة وصدق خطواته واندفاعه دفاعا عما يؤمن به.. وسأختار وائل جمعة ممثلا لجيل فاز بثلاث بطولات أفريقية، وأحمد شوبير ممثلا لجيل تأهل قديما لكأس العالم.. وقررت أيضا اختيار الألمانى يورجين كلوب مساعدا لى فى هذه المباراة.. فهذا الرجل قام مؤخرا بما لم يلتفت إليه الكثيرون.. فهو الألمانى الذى قاد ليفربول الإنجليزى للفوز فى دورى أبطال أوروبا على النادى الألمانى بروسيا دورتموند.. كان يورجين طيلة المباراة حماسيا ومنفعلا يصرخ فى لاعبيه ويقودهم للفوز على الألمان.. لم يتهمه الألمان بالخيانة ولم يسخر منه الإنجليز وهو يقفز عاليا فرحا بانتصاره على الألمان وعلى بروسيا دورتموند بالتحديد الذى قاده يورجين فى السابق سبع سنوات كاملة.. وهو درس تحتاجه مصر والجزائر أيضا سواء قبل مباراة الزمالك ومولودية بجاية الجزائرى الثلاثاء المقبل أو فى أى لقاء آخر سيجمع مصر والجزائر.. فكرة القدم ليست وطنا أو كبرياء أو أى شىء حقيقى لا يجوز الاستغناء عنه مهما كانت الدوافع أو الثمن.. وأعاننى الله على استكمال مهمتى فى زمن لم يعد فيه المصريون يتفقون على أى شىء.