فى الوقت الذى أدرج فيه صندوق تطوير العشوائيات التابع لمجلس الوزراء بعض المدن فى 5 محافظات، ضمن فئة الخطورة الأولى، التى يعانى سكانها من مخاطر الانزلاقات الجبلية أو السيول أو حوادث السكة الحديد.. فإن الصندوق بدأ فى تطوير مناطق فى 3 محافظات فقط، هى: القاهرة والإسكندرية وأسوان، متجاهلا جنوب سيناء والبحر الأحمر، دون وجود أسباب واضحة لذلك، رغم وجود 9 مناطق فى المحافظتين من بينها 5 فى الطور وشرم الشيخ ودهب ونويبع بجنوب سيناء، و4 فى الغردقة ورأس غارب وسفاجا بالبحر الأحمر، وهى المناطق نفسها التى تعرضت لمخاطر السيول العام الماضى، والأمطار الرعدية فى نهاية الشهر الماضى، إلا أن الصندوق لم يدرجها ضمن خطته هذا العام، دون معرفة أسباب ذلك.
وأكد اللواء سعد الدين أمين، رئيس مدينة رأس غارب لـ«المصرى اليوم» أنه تم الرفع المساحى للمنطقة المحددة بدرجة الخطورة الأولى، وهى العشش بالجبل، والموافقة على تعويض أصحاب المنازل التى سيتم إزالتها، مستدركا أنه لم يتم البدء فى التطوير، انتظارا لوصول ميزانية صندوق تطوير العشوائيات، الذى لم يحدد وقتا لذلك- على حد قوله.
وأشار مصدر مسؤول إلى أن المبلغ الذى تم تحديده من قبل صندوق العشوائيات «قليل»، ولا يكفى للتطوير قياسا بالخطة المدرجة، وتعويض المواطنين.
وقال اللواء مجدى حبيب، رئيس مدينة الغردقة لـ«المصرى اليوم» إن المحافظة ومجلس المدينة قاما بتطوير منطقة «زرزارة» من صندوق المدينة وهى المنطقة المدرجة ضمن الخطورة الثانية للمناطق العشوائية، عن طريق فتح 6 شوارع عرضية و2 طولية، مع إزالة 35 منزلا وتعويض أصحابها، مشيراً إلى أن أموال صندوق التطوير لا تكفى لهذه المناطق.
وأكد مصدر مسؤول أن المجلس المحلى بالمحافظة قرر التغلب على مشكلة التمويل للمناطق العشوائية ذات الخطورة الكبرى، عن طريق تخصيص جنيه واحد عن كل متر يتم بيعه من الأراضى سواء كانت سياحية أو إسكانية، وذلك لصالح صندوق التطوير فى المحافظة.
أما محافظة جنوب سيناء، فإن مصدر مسؤولاً أكد أن للمحافظة بعدا أمنيا من الصعب البدء فى تطوير مناطق بها، إلا بعد العمل على تأمينها بشكل كافٍ، مشيرا إلى أن مدينة دهب لها مخطط تطوير لجميع مناطقها بعيدا عن صندوق التطوير.
من جانبه، حذر الدكتور محمد الاندعاوى، أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم فى جامعة القاهرة، من وقوع مخاطر بيئية فى القرى السياحية الساحلية التى تقع على خليج العقبة بجنوب سيناء، خاصة فى نويبع ودهب، على اعتبار أنها تقع فى السهل الساحلى المتاخم للمناطق الجبلية، بسبب بناء هذه القرى على أراض تعرف بـ«السبخات».
وقال الاندعاوى لـ»المصرى اليوم»، إن الأراضى السبخية هى أراض ملحية طينية أو رملية ساحلية، وتكمن خطورتها فى 3 حالات: أولاها ذوبان الملح الذى يقع فى التربة وترك فراغات تحت أساسات المبانى تؤدى إلى هبوطها، أو وصول مياه البحر تحت المبانى بسبب تسرب مياه المجارى وحمامات السباحة تحت هذه المبانى، وهى الخطورة نفسها التى وقعت فى جبل المقطم منذ عدة سنوات، وأخيرا فى حال وصول مياه السيول تحت المبانى، وبالتالى تهدد بمخاطر تشقق المبانى ووقوعها، وأضاف: «معظم مبانى القرى السياحية فى هذه المناطق مخططة بطريقة عشوائية على هذه الأراضى السبخية، بما يهدد أرواح العاملين بها، والسائحين أيضا، وهى الخطورة نفسها التى تعانى منها بعض شواطئ العجمى بالإسكندرية والتى بدأ تطويرها بالفعل»، مشيرا إلى أن أراضى السيول والسبخات والملاحات- مثل أرض السبخة مع تركيز عال للملح بها- تهدد أرواح من يعيشون عليها فى جنوب سيناء، خاصة فى مناطق الطور وشرم الشيخ.