كشفت تقارير إخبارية اليوم الأحد، أن هناك خلافات حول مفاوضات السلام المباشرة، المقرر أن تبدأ بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل الخميس المقبل بالعاصمة الأمريكية «واشنطن»، بدأت تلوح داخل اللجنة المركزية لحركة «فتح».
ففي الوقت الذي يوافق فيه أعضاء من اللجنة على المفاوضات يطالب آخرون بعدم الذهاب في ظل عدم وجود مرجعية مشتركة، بالإضافة إلى تعنت إسرائيل وعدم وضوح الرؤية حول وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة.
ونقلت صحيفة «عكاظ» السعودية عن مصادر قولها، أن «محمود العالول»، والدكتور «نبيل شعث»، و«محمد دحلان» واللواء «عثمان أبو غربية»، واللواء «توفيق الطيراوي»، وغالبية أعضاء مركزية فتح يعارضون الذهاب للمفاوضات لعدم وضوح المرجعية في حين يؤكد الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» "أبو مازن" رئيس السلطة الفلسطينية، و«صائب عريقات» عضو اللجنة المركزية رئيس دائرة المفاوضات، بأنهم سيبذلون كل جهدهم لتحقيق إنجاز خلال المفاوضات وخاصة في اتجاه وقف الاستيطان، وهددوا بالانسحاب من المحادثات ما لم توقف إسرائيل الاستيطان.
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للحركة «عزام الأحمد» إن الفلسطينيين سيذهبون إلى المفاوضات على أساس بيان اللجنة الرباعية، موضحاً أن إسرائيل ستذهب على أساس تصريحات الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، ووزيرة خارجيته «هيلاري كلينتون»، الأمر الذي ساهم في خلق تبايناً ملحوظاً في المواقف، بسبب خطأ الإدارة الأمريكية التي تعاملت بازدواجية مع الجانبين.
ولم يستبعد الأحمد أن "تجهض المفاوضات قبل أن تبدأ ، فإسرائيل لا تريد الاستناد إلى بيان الرباعية بل إلى دعوة كلينتون التي قالت إن المحادثات ستجري دون شروط مسبقة وهو ما أكد عضو اللجنة المركزية للحرة «محمود العالول».
يأتي هذا، فيما ساد جو من التشكك والتشاؤم بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبيل انطلاق المفاوضات، بسبب الخلافات والتباعد بين مواقفهما، وانعدام الثقة بينهما، بينما تظاهر المئات من أعضاء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ضد المحادثات.
ويقول الدبلوماسي الإسرائيلي السابق «ألون بينكوس» إن كل من نتنياهو وعباس سوف يحمل في جعبته هدفاً تكتيكياً وإستراتيجياً وهو كيف يوجه كل منهما اللوم إلى الآخر في حال فشل المفاوضات، وقال «بيكوس» "إن تاريخ عملية السلام يبرهن على أن هذه مهمة سهلة التنفيذ وفرص نجاحها كبيرة"، إلا أنه انطلاق المحادثات سبقه جدل واسع وخلافات يمكن أن تخرجها عن مسارها فالفلسطينيون يصرون على تمديد إسرائيل لفترة تجميد البناء في المستوطنات، لكن أكبر شريك في إئتلاف نتنياهو يلمح إلى أن مثل تلك الخطوة قد تسقط الحكومة، ومن المحتمل أن يتم الوصول إلى حل وسط، بالإضافة إلى أن هناك عقبة تتعلق بالترتيب المبدئي للمناقشات، فنتنياهو يريد أن تركز المناقشات على احتياجات الأمن الإسرائيلي والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
في الوقت نفسه، أكد نتنياهو أن إسرائيل ستشارك في المفاوضات بدون شروط مسبقة، وأنه لا تغير في قرار استئناف الاستيطان بعد انتهاء فترة تجميده في 26 سبتمبر المقبل، وقال إن حكومته تسعى إلى أن يتم الاعتراف بإسرائيل "كدولة الشعب اليهودي".
ميدانياً، تظاهر عشرات من النشطاء ضد الجدار العازل في القدس، كما أصيب 3 فلسطينيين من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي خلال اشتباكات مع قوة عسكرية إسرائيلية توغلت شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.