أكذوبة ساعات روليكس!

محمد أمين الجمعة 15-04-2016 20:51

لم نعرف أن الإخوان دخلوا الجيش أو حاربوا فى صفوفه، دفاعاً عن الأرض، أو دفاعاً عن العِرض.. ولم نعرف أنهم اهتموا بفكرة الدولة الوطنية، فتركيا عندهم أهم من مصر، والخلافة عندهم أهم من أى تراب وطنى؛ فالوطن ما هو إلا «حفنة من التراب العفن».. هل نسيتم مقولة مرشدهم؟.. فلماذا أشعلوا فتنة تيران وصنافير؟.. الإجابة سهلة.. الفكرة هى ضرب الرمز، وزعزعة الإيمان فى القيادة السياسية!

ومضى الإخوان فى عدة مسارات محددة.. منها التشكيك فى القرار، وبث الشائعات والأكاذيب، والدعوة إلى التظاهر من أجل الأرض.. وفطن المصريون إلى الفخ الجديد.. تنبّه الشباب إلى أن الإخوان يريدون العودة بأى شكل، فلم يجاروهم فى الدعاية السوداء.. الخلاف كان حول الطريقة وليس الهدف.. ثانياً لم يخرجوا معهم فى المظاهرات.. وبالتالى كانت الشوارع «كاشفة» لحجم الإخوان الحقيقى مرة أخرى!

أتوقف هنا بالطبع عند الأكذوبة الكبرى، وأظنها بلغت قمة الانحطاط.. إنها أكذوبة الساعات الروليكس.. فقد تم تزوير محرّرات رسمية منسوبة للسفارة السعودية.. وهى مكاتبات خادعة تحتوى على أوراق تشبه الأوراق، وأختام تشبه الأختام، وكلام يشبه الكلام.. تتهم رموزاً رفيعة جداً، من أول الرئيس، مروراً برئيس الوزراء والنواب، وانتهاء بالوزراء والإعلاميين والكُتّاب، تحت اسم هدايا الملك!

الغريب أن هذه المحررات ملأت فضاء الإنترنت بسرعة الصاروخ.. وكان عنوانها كالآتى «رشاوى السعودية.. السيسى يتنازل عن تيران وصنافير مقابل ساعات روليكس ألماظ».. وظن كثيرون فى البداية أن الهدايا الروليكس صحيحة، بغض النظر عن كونها الثمن أم لا؟.. لكنها أعطت انطباعاً بأن هناك سبباً وراء كتابات بعينها، أو مواقف إعلامية بعينها، ومضى وقت عصيب حتى ثبت أنها «أكذوبة»!

إلى هذا الحد بلغ التلفيق مداه، وإلى هذا الحد بلغ الانحطاط مداه.. تشكيك فى الذمم، وتشكيك فى القرار، واستخدام محررات عادية، واللعب فيها بتقنية الفوتوشوب.. حاولت البحث عن مصادر تنفى فلم أجد.. وهنا تواصلت مباشرة مع السفير السعودى المحترم أحمد القطان، وطالبته بضرورة إصدار بيان حاسم لإبراء الذمة، وبيان أنها أكذوبة كبرى فشكرنى، وقال: فوراً.. وبالفعل صدر بيان شديد اللهجة!

لم يكن بيان السفير مجرد «نفى قاطع» للأكذوبة فحسب، ولكنه قرر مقاضاة من روّج الأكاذيب وبث الشائعات، وكان يقصد أيمن نور الهارب فى تركيا، والذى روّج الوثائق المزوّرة.. وهنا أطفأ رجل المطافئ نار الفتنة قبل أن تشتعل.. لا يعرف أيمن نور أن كثيرين رفضوا الوثائق المزيفة منذ أول لحظة.. فلا السيسى هو من يقبل الرشاوى، ولا هو من يبيع الأرض.. للأسف يتصور أيمن نور أن كل الناس زيّه!

قمة الحقارة والانحطاط أن يقال هذا عن «السيسى» تحديداً.. اسألوا من يعملون مع الجيش فى المشروعات الكبرى: هل هناك أى شىء تحت الترابيزة؟.. باختصار، هذه الأكاذيب وغيرها من الأكاذيب، هدفها ترويج الإحباط وكسر المعنويات وهدم إرادة مصر.. هؤلاء هم الإخوان، إذا دخلوا قرية أفسدوها!