جرفتنا أحداث جزيرتى تيران وصنافير بعيداً عن حكاية الجسر الذى سيربط بين البر المصرى «فى سيناء» من الغرب، والبر السعودى شرق البحر الأحمر، أو بالذات شرق خليج العقبة.. كيف ستتم إقامته.. وما المسار الذى سيأخذه، بل مدى ارتفاعه - عن خط المياه - حتى لا يعرقل خطوط الملاحة العالمية.. أى ماذا يعنى جسراً علوياً.. وهل سيكون معدنياً.. أم خرسانياً.. أم يفتح ويغلق ليسمح بمرور البواخر، حسب حجمها.. وما الجسور الأكثر شهرة فى العالم؟.
بسبب طول الجسر، لأنه سوف يعبر فوق خليج عرضه يزيد على 24 ميلاً.. سوف يبنى على شكل مُعلّق.. إذ ليس تحته إلا جزيرة تيران - فى الغرب - ثم جزيرة صنافير فى الشرق.. من هنا فإن الجسور المعلقة ربما تكون أكثر أنواع الجسور إثارة للإعجاب، إذ تتميز بطريق محمول على كابلات من الفولاذ ومشدودة إلى برجين شاهقين على طرفى الجسر.. وربما يكون «باع» عبور السفن عبر مساحات شاسعة ربما أكثر من 300 متر، وهذه تعبر فوق مساحات مائية عميقة.. أو وديان شديدة الانحدار.
وربما يكون جسر الملك فهد، الذى يربط بين الأرض السعودية قرب مدينة الخبر وجزيرة البحرين وطوله 25 كيلومتراً، هو الأشهر عربياً. وقد تم افتتاحه فى نوفمبر 1986 وهو مزود بجميع المرافق المطلوبة للخدمات.. وهناك جسر سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية وطوله 13233 متراً وتم افتتاحه عام 1936. وجسر البوابة الذهبية، أيضاً فى كاليفورنيا وطوله 4176 متراً وافتتح عام 1937، وفى الشرق الأوسط هناك جسران: البوسفور الأول فى تركيا وطوله 1560 متراً وافتتح عام 1973، ثم جسر البوسفور الثانى وطوله 1510 أمتار وافتتح عام 1988.
واشتهرت أمريكا بجسورها العملاقة، منها جسر جورج واشنطن على نهر هدسون فى نيويورك ليربط نيوجيرسى وطوله 1451 متراً وافتتح عام 1931. وجسر مضايق فيراتزانو على جزيرة بروكلين إلى جزيرة ستاتن إلى نيويورك وطوله 4176 متراً وافتتح عام 1964، ثم جسر بروكلين فى نيويورك وطوله 1825 متراً وافتتح عام 1883، وهناك جسر شهير على نهر المسيسبى ليوصل بين نيو أورليانز ولويزيانا بأمريكا وطوله 4093 متراً وافتتح عام 1958، وبالطبع لا ننسى جسر كوينزبورو فى نيويورك الذى يربط بين نيويورك وكوينز، وهل ننسى جسر نهر كواى الشهير فى تايلاند الذى تحول إلى فيلم شهير من أفلام الحرب العالمية الثانية.
وعندنا فى مصر تجربة نجدها فى إحدى مراحل كوبرى أكتوبر الذى يعبر فوق منطقة ورش السكك الحديدية بمنطقة غمرة.. ولكن الجسر الأشهر - رغم أنه ليس طويلاً - فهو جسر ريالتو الذى يمتد عبر مجرى القناة الكبيرة بمدينة البندقية فى إيطاليا وشيده أنطونيو رابونتى فى القرن الـ16، وهو نموذج رائع للجسور المعقورة وغير جسر التنهدات الموجود أيضاً فى البندقية الذى كان يساق عبره المحكوم عليهم فى طريقهم.. للإعدام!!
والمثل الذى يمكن أن يقام على غراره جسر الملك سلمان هو جسر البوابة الذهبية فى سان فرانسيسكو، فوق الخليج الشهير، ويسمح ارتفاعه بعبور السفن التجارية تحته.
ولكن أقصى بُعد بين الأبراج هو 340 متراً.. حتى طول الجسر نفسه يصل إلى 2737 متراً بين شمالى كاليفورنيا وشبه جزيرة سان فرانسيسكو بينما يصل الطول المقترح لجسر الملك سلمان إلى 23 كيلومتراً حسب مساره من أمام مدينة نبق شمال شرم الشيخ ثم فوق تيران ليعبر ممر إنتربرايز «بين سيناء.. وجزيرة تيران» وهو الصالح للملاحة.. ثم يعبر ممر جرافتون بين جزيرتى تيران وصنافير.. ويبقى الجزء المعلق الذى سيصل بين صنافير والبر السعودى عند منطقة الشيخ حميد.
■ ■ ومن المؤكد أن هذا الجسر سيصبح معجزة هندسية، وهو غير جسر الملك فهد «إلى البحرين» لأن عمق المياه عند تيران أعمق بكثير مما هى عند أو تحت جسر الملك فهد، عند البحرين.. وبالمناسبة فإن مساحة تيران - كما ذكرت هنا من أيام - هى 80 كيلومتراً وعلى بعد 6 كيلومترات من ساحل سيناء.. ومساحة صنافير 33 كيلومتراً، وهو سوف يغير كثيراً من المنطقة، ليس فقط سياحياً، ولكن تجارياً وأيضاً دينياً.. وسيحمل المنتجات الزراعية من سيناء وغيرها لتصل إلى السعودية، وباقى دول الخليج، أسرع من وصول نفس المنتجات من الأردن ولبنان وتركيا وفلسطين.. ولذلك سوف تعترض هذه الدول على مشروع هذا الجسر!!