درس شرم!

سليمان جودة الثلاثاء 12-04-2016 21:20

ما يخرج إلى الناس من الإعلام عن مؤتمر شرم، الذى انعقد فى مارس قبل الماضى، يقول إن حصيلة المؤتمر لاتزال دون الطموح الذى ساد بيننا فيه وقت انعقاده.. بل إنها دونه بكثير جداً!

ولا أحد يعرف أين بالضبط الخلل الذى جعل مؤتمراً اعتقد المصريون أنه سوف يأتى إليهم بالمن، والسلوى، يصل من حيث عوائده عليهم إلى ما تكشف عنه أوراقه، يوماً بعد يوم!

ولاأزال أذكر أن المهندس إبراهيم محلب، وكان رئيساً للوزراء وقت انعقاد المؤتمر، قد أعلن تشكيل لجنة تتابع تنفيذ أعماله، وتعلن ذلك علينا أولاً بأول.. فاليوم، نفتش عن أعمال المؤتمر، وعما جرى التعاقد عليه خلاله من أعمال، وعن اللجنة التى شكلها محلب، فلا يقع أحد منا على شىء له قيمة كبيرة!

لا أريد أن أمشى بين الناس بما يدعو إلى التشاؤم، فنحن أحوج أهل الأرض، هذه الأيام، إلى التفاؤل، وإلى أن نتصرف ونحن نثق فى أنفسنا أكثر، ولكن هذا لن يحدث إلا إذا كنا جادين بأكثر مما هو حاصل، وإلا إذا حاسبنا أنفسنا يوماً بيوم، وإلا إذا عرفنا ماذا تحقق مما تعاقدنا عليه من استثمارات، وقت مؤتمر شرم، وماذا لم يتحقق، ومن المسؤول عنه، ثم كيف يتلقى حسابه العادل على أنه لم يقصر فى حق مؤتمر وحسب، ولكن على أنه قصر فى حق شعب.

لقد أيقظت زيارة الملك سلمان كل هذه الهواجس فى نفسى، وجعلتنى أضع يدى على قلبى، من أن يلحق بـ17 اتفاقية اقتصادية جرى توقيعها خلال زيارة خادم الحرمين ما لحق بمثيلاتها فى شرم!

هل المطلوب، مثلاً، أن يشكل المهندس شريف إسماعيل لجنة شبيهة بلجنة محلب، لتكون مسؤولة عن تنفيذ كل كلمة وقعنا عليها مع العاهل السعودى؟!.. وإذا كان هذا مطلوباً، فمن يارب يضمن ألا يصيب هذه اللجنة ما كان قد أصاب لجنة المهندس محلب، حين أدركها النسيان مع مرور الأيام؟!

إذا كنت سوف أتمنى على الرئيس السيسى شيئاً، وإذا كنت سوف أتمنى الشىء نفسه على المهندس إسماعيل من بعده، فهذا الشىء هو أن يشير لنا الاثنان معاً إلى جهة واحدة، تكون مسؤولة عن ترجمة زيارة سلمان على الأرض، ونكون قادرين، فى مثل هذا الموعد من العام المقبل، أن نسألها ماذا تحقق على وجه التحديد، وأين؟!.. ثم ماذا لم يتحقق، ولماذا؟!

ما جاء به وفد الملك يمكن أن يكون له أثر محسوس، ولو بقدر قليل، فى حياة كل مواطن، بعد عام من الآن، على أقصى تقدير، ولكن ذلك مشروط بأن يؤخذ ما جاء به الوفد الملكى السعودى بـ«روح» مختلفة تماماً عن «الروح» التى تلقت أعمال مؤتمر شرم.

سوف نسألكم، فى إبريل المقبل بإذن الله، عن هذا الملف كله، وعما تم وقتها فيه، فرجاء ألا تخذلونا. رجاء!