من صندوق البريد عن انتباه

نيوتن الإثنين 11-04-2016 21:10

عزيزى نيوتن

قرأت مقالكم المنشور يوم السبت الماضى بعنوان: انتباه. تعليقاً على حادثة مقتل الشاب الإيطالى جوليانو ريجينى. وقد أصبت فيما قلت. فالعلاقات «المصرية- الإيطالية» كبيرة وتاريخية، والمصالح ممتدة بين الشعبين. والأمر جلل يحتاج منا لوقفة لتجاوز هذه المحنة. التى تعكس صورة ما عن مصر فى الخارج ليس فى روما وحدها، إنما فى بقية أرجاء العواصم الأوروبية.

نالت هذه القضية الكثير من الاهتمام والتفكير وستظل على هذا النحو حتى تتمكن الأجهزة المعنية من فك طلاسم ولغز قتل هذا الشاب بالطريقة المفجعة التى حدث بها. أو بالأحرى بالطريقة الوحشية التى جرت. والتى نأسف لها جميعا. ومن فعل ذلك يتسم بالغباء والعنف ومجرد من كل معانى الإنسانية. هناك سيناريوهات عديدة منذ تم كشف الحادث. وإن كنت لا أرجح أياً منها. لكن فى الوقت ذاته، لدىّ اقتناع بأن الأمن المصرى لو تورط فى مقتله بهذا الشكل لم يكن ليغلب فى إخفاء جثة المجنى عليه.

كما أن الأمن المصرى منذ عقود يعامل الأجانب معاملة خاصة، فى حالات القبض عليهم، ويتعامل معهم بحذر شديد. ويصعب جدا أن يتورط فى أمر مثل ذلك. صحيح أن الأمن فى مصر له أخطاء معروفة، لكن الحقيقة من الظلم تحميله وزر هذه القضية بدون دليل قاطع، فلا مصلحة له. كما أن مصر فى حالة حرب على الإرهاب. وهناك معارك يومية دائرة بالفعل على الأرض. وهناك جماعات تتربص بجهاز الأمن ومن ثم لا نستبعد مفهوم المؤامرة فى هذه القضية، فالجميع كان يعلم أن إيطاليا كان موقفها أفضل نسبيا من بقية الدول الأوروبية تجاه مصر فى أعقاب 30 يونيو. كما أن الجميع كان يعلم بزيارة الوفد الإيطالى فى هذا التوقيت.

فضلا عن كل ما سبق أراد القاتل الحقيقى توصيل رسالة محددة عندما ترك خلفه جثتين وليس جثة واحدة. أما الأولى فهى جثة ريجينى نفسه وإلقاؤها فى طريق عام بهذا الشكل. أما الجثة الثانية فهى شنطته الخاصة بكل محتوياتها كما هى. ليعثر عليها الأمن فيما بعد، وتوجه إليه هو أصابع الاتهام. أرجوك لا تستبعد هذا السيناريو. والذى ساعد الأمن فى شيوعه وانتشاره بهذا الشكل هو ضعف الجهاز الإعلامى لوزارة الداخلية التى لا تقدر على مخاطبة الرأى العام الداخلى أو الخارجى بالشكل المطلوب.

عماد سيد أحمد