أجرت «المصرى اليوم» اليوم، رحلة بحرية لجزيرة تيران قبالة سواحل شرم الشيخ، قبل تسليمها للسلطات السعودية، تنفيذاً لاتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، والتقت عددا من المواطنين والعاملين فى السياحة والذين رفضوا التنازل عن الجزيرة، فيما كشف مصدر فى محميات جنوب سيناء أن الجزيرة مسجلة ضمن محميات المحافظة بقرار من مجلس الوزراء، مشيرا إلى أن المحميات تشرف عليها منذ أن تم إعلانها محمية طبيعية.
تبعد الجزيرة نحو ٢٨ كيلو مترا فى البحر الأحمر، واستغرقت الرحلة نحو ساعتين من «مارينا نعمة» أو «سقالة ترافكو»، حيث انطلقت المراكب فى التاسعة صباحا محملة بالسياح للغطس ورؤية الجزيرة بمنطقة الغرقانة بين صنافير وتيران وهى مسافة لا تتعدى 10 دقائق وتنتشر بها رحلات الغوص فى المواقع الفريدة ومشاهدة الدلافين وتناول عشاء السفارى البحرى.
وتحظى «تيران» بمنتجعات سياحية ومراكز غطس عديدة، حيث إن الجزيرة يشاهدها السائح من خلال شواطئ ومنتجعات شرم الشيخ، وكذلك جزيرة صنافير.
ورصدت «المصرى اليوم» وجود عدد من قوات حفظ السلام الدولية وأفراد الشرطة وحرس الحدود طبقا لاتفاقية السلام مع إسرائيل.
وقال برد إسماعيل، مرشد سياحى، إن الجزيرة عبارة عن صحراء وشواطئ ولا توجد بها إلا القوات الدولية التى تصل إليها بطائرة مروحية، مشيرا إلى أن الوصول للجزيرة عن طريق «زوديك» بحرى يكون بتصريح، وأن السياح الإيطاليين والروس كانوا يقصدونها للاستمتاع بحمامات الشمس.
والتقت «المصرى اليوم» عددا من السياح المصريين فى جزيرة تيران، والذين تباينت آراؤهم ما بين مؤيد ومعارض لتنازل مصر عن الجزيرة للمملكة العربية السعودية.
قال محمد رضوان، من القاهرة: «إننى ضد التنازل عن الجزيرة، فهى حق للأجيال القادمة، رغم أننا لم نستطع دخولها» وأضاف على جعفر، من الإسكندرية، أنه لا يعلم أن مصر تنازلت عن الجزيرة، وأنه لا يوافق على ذلك.
وأشار عادل الزين، من مستثمرى شرم الشيخ، إلى أنه كان يمكن لمصر طرح الجزيرة للاستثمار لأن موقعها فريد، موضحا أن التنازل عنها يجب ألا يتم إلا باستفتاء شعبى.
وأعرب عدد من العاملين بقطاع السياحة فى المحافظة عن رفضهم التنازل عن جزيرة «تيران» للسعودية لإنشاء جسر الملك سلمان البرى للربط بين القاهرة والرياض، لافتين إلى أن الجزيرة تتمتع بالجمال والموقع الاستراتيجى المميز.
وقال العاملون إن هناك مراكب سياحية تنطلق يوميا رافعة الأعلام المصرية من «سقالة ترافكو» وتحمل السياح من مختلف الجنسيات فى رحلة بحرية للغوص بالقرب من جزيرة تيران التى تبدو أكثر وضوحا من جميع شواطئ شرم الشيخ، ويعتبرها أصحاب المراكب السياحية أكثر جذبا من محمية رأس محمد لما تحويه من مناطق غوص نادرة يستفيد منها عدد من الصيادين المصريين، حيث يصطادون بالقرب منها.
فيما أضاف محمد شعبان جاد الله، ريس مركب بشرم الشيخ، أن الجزيرة أقرب للسعودية من مصر ولا يفصلها عن جزيرة صنافير إلا 10 دقائق بالمركب، مشيرا إلى أن مشروع الجسر البرى أكثر إفادة لمصر، مطالبا عند إقامة الجسر بأن يُعامل المصريون معاملة السعوديين.
وقال أحمد محمد أحمد على، مدرب غطس، إن الجزيرة كانت ملكا للسعودية ومنحتها لمصر فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر للسيطرة على مضيق تيران بالبحر الأحمر وتضييق الخناق على إسرائيل.
فيما كشف مصدر فى محميات جنوب سيناء أن الجزيرة مسجلة فى نطاق محميات المحافظة بقرار من مجلس الوزراء، مشيرا إلى أن المحميات تشرف عليها منذ أن تم إعلانها محمية طبيعية مع محمية رأس محمد، مشيرا إلى أن جزيرة صنافير تسيطر عليها القوات السعودية.