على أنغام وإيقاعات الفرقة النوبية، وفى وجود عدد كبير من النوبيين، على رأسهم الفنان محمد منير، افتتح الاثنين الدكتور فريد فاضل معرضه «البحث عن النوبة» الذى يضم 120 لوحة وبورتريه لشخصيات نوبية حقيقية. وسط الفتيات اللاتى وقفن يوزعن على الحضور «فيشار» باعتباره إحدى عادات النوبيون فى الأفراح، تزاحم النوبيون الذين حضروا بعد أن دعاهم الدكتور فاضل للحضور إلى معرضه الذى استوحاه منهم وأهداه إليهم. قالت فريال المصرى «نوبية»: «سمعنا عن المعرض لما الدكتور فريد فاضل زارنا فى النادى النوبى وإدانا دعاوى وعلق بوسترات للمعرض، ولما شفنا قد إيه هو حب النوبة وأهلها وعبر عننا صح قررنا أننا نيجى كلنا لافتتاح المعرض». فريال شددت على أن ما يميز ذلك المعرض هو تعبير شخص غير نوبى عن النوبيين بطريقة صحيحة دون استهزاء أو مبالغة.
ووسط تلك الأجواء التى لم تهدأ على مدار ساعتين، فاجأ الفنان محمد منير الدكتور فاضل وضيوفه بالحضور، وقال فاضل: «لأن المعرض عن النوبة، نصحنى بعض الأصدقاء بدعوة النجم محمد منير، ولأنى لم أقابله من قبل ولم أتوقع حضوره، كان وجوده فى حفل الافتتاح مفاجأة لى قبل أن يكون مفاجأة لمعجبيه من النوبيين»، ووصف فاضل لوحاته قائلا: «اللوحات معظمها واقعى استلهمتها من زيارتى لأسوان، ووجودى على شاطىء بحيرة ناصر، وكل الشخصيات أنا التقيت بيها فعليا سواء هنا فى عيادتى فى القاهرة أو فى أسوان أو حتى لما كنت بأقضى إجازتى فى الجونة مثلا».
وقال محمد عمر، أحد النوبيين: «التقيت الدكتور فاضل فى احتفالية على كورنيش المعادى، وكنت لابس الزى النوبى التقليدى، فشافنى وطلب منى إنه يرسمنى»، محمد اعتبر «كونتراست اللون» لدى النوبيين الذى يتدرج بين الأسود والأبيض فى البشرة الواحدة هو أحد الأسباب التى تجذب الفنانين إليهم.
حفل الافتتاح الذى شهد حضورا مكثفا من الأجانب المقيمين فى القاهرة والشخصيات العامة حضره المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية، والإعلامى جمال الشاعر الذى اندهش من كمية الحضور قائلا: «المعرض مدهش وفيه إحياء للتراث النوبى ومصر، لكن ما أثار انتباهى هو العدد الهائل من الناس خاصة النوبيين، لأنه فى الآخر معرض فن تشكيلى، ونادرا ما يقبل الناس على النوعية دى من الفنون».