من المعروف أن المصريين فى الخارج يحاولون دائماً الاحتفاظ ببعض عاداتهم وأفكارهم، بل وأكلاتهم المفضلة، ولطالما اشتهرت بعض الأماكن بعينها، سواء فى أمريكا أو أوروبا، بتجمعات للمصريين والعرب، لكن أن يتحول الأمر لـ«ممبار ومحشى» فى محال نيويورك فهذا ما لم يكن فى الحسبان.
محل «زيتون» للأكلات السريعة والبقالة، لا يشير مظهره إلى أى شىء غير عادى، واجهته زجاجية عادية، تقبع تحت لافتة زرقاء كتب عليها بلغة إنجليزية واضحة «ZAITOUN»، يقع فى نهاية شارع ستانوى، فى حى كوينز الشهير بقلب نيويورك، لكن غير العادى أنه كُتب على الواجهة الزجاجية للمحل بلغة عربية مصرية خالصة «يوجد لدينا محشى كرنب» و«يوجد لدينا ممبار».
«المصرى اليوم» أجرت جولة فى المحل، واكتشفنا أن الأمر لا يقتصر على «المحشى والممبار» فحسب، بل وهناك كشرى أيضاً، كما زين عدد من البضائع المصرية أرفف المحل.
التقينا بـ«إيهاب سامى»، مدير المحل، مصرى الجنسية، خريج سياحة وفنادق، الذى جاء للولايات المتحدة منذ 11 عاماً، وقال: «يقطن بالمنطقة المحيطة بشارع ستانوى العديد من المصريين والعرب، وهو ما خلق طلبا كبيرا على البضائع والمنتجات المصرية والعربية، وحاولنا مجاراة هذا الطلب، وفى البداية واجهتنا مشكلة خامات المحشى والممبار، فهى لم تكن متوفرة بشكل كبير، لكن مع تنامى الطلب شجع ذلك على خلق صناعات كاملة مرتبطة بالطلب، وبعد إنشاء عدد كبير من المجازر الحلال تمكنا من الحصول على الممبار الحلال بسهولة».
وبسؤال «سامى» عن أسعار الأكلات المصرية، ومدى إقبال غير المصريين عليها، قال: «طبق المحشى بـ9 دولارات، والممبار بـ8 دولارات، وطبق الكشرى بـ7 دولارات»، مضيفاً: «سكان نيويورك يميلون دائما للاقتراحات الجديدة، فيأتى إلينا العديد من الأمريكان لتجربة الأكلات المصرية التقليدية كالمحشى مثلا، لكن الإقبال على الملوخية فاق توقعاتنا خلال الفترة الماضية، حيث عادة ما تجذب الرائحة الطيبة للملوخية المارة للسؤال عن هذه الأكلة، ويسميها الأمريكان الـGreen soup أو الشوربة الخضراء، وهم يحتسونها ولا يأكلونها بالطريقة التقليدية لنا كمصريين».
وعن سر اختلاف سعر طبق الكشرى بين مصر وأمريكا، أوضح «سامى»: «أسعار خامات طبق الكشرى تزيد قليلاً عن مصر لكنها ليست المشكلة، والتباين فى السعر بين طبق الكشرى الأمريكى ونظيره المصرى راجع إلى تكلفة العمالة وإيجار المحل ومصاريف تشغيله الأخرى».
أما عن المنتجات فهل تأتى من مصر مباشرة أم عبر وسيط؟ أوضح البائع المصرى أن المحل يستورد الشاى المصرى والحلاوة واللب من مصر مباشرة من بعض المنافذ التى تصدر هذه المنتجات إلى أمريكا.