رجاء لشريف إسماعيل!

سليمان جودة الجمعة 08-04-2016 21:31

عندى رجاء خاص إلى المهندس شريف إسماعيل أن ينبه على وزير قطاع الأعمال، الدكتور أشرف الشرقاوى، بأن يتوقف عن ترديد عبارة لايزال يرددها، منذ تولى منصبه، ولا ينتقل أبداً منها إلى غيرها، وكأنه يريد ممن يسمعونها منه أن يحفظوها عنه، وأن يظل كل واحد منهم يرددها وراءه كالأذكار عند الصباح وفى المساء!

طبعاً.. من حق الوزير أن يقول ما يشاء، ولكن عليه أن يلتفت إلى أنه وزير، أى أنه مسؤول، وأن عليه بمقتضى مسؤوليته هذه أن يقول كلاماً مفيداً، فالناس ينتظرون منه ما هو مفيد، ولا ينتظرون شعارات بلا معنى.

فمن غير المعقول، ولا المقبول، أن تكون عبارة واحدة، بل وحيدة، هى المفضلة عند وزير قطاع الأعمال، وأن تكون هذه العبارة هى: لا نية للخصخصة.. ومصر لن تبيع شركاتها!

لا يكاد الوزير يبرح عبارته هذه منذ أن جاء، وهو يبدو فيها، وكأنه يعبد شيئاً اسمه القطاع العام، من دون الله، مع أننا نفترض أنه جاء، ليس ليبيع القطاع العام، إذا كان الحديث عن البيع يسبب له حساسية هكذا، وإنما ليجد له حلاً، حتى لا يظل المال العام ينزف فيه، ونظل نحن نتفرج!

كنت أتصور أن يخاطب الوزير مواطنيه، منذ أول لحظة تولى فيها مهام منصبه، فيقول ما معناه، إن عملية الخصخصة إذا كانت قد ساءت سمعتها بيننا، فليس ذلك لعيب فيها، فى حد ذاتها، بدليل أن آخرين، فى دول أخرى، قد أخذوا بها ونجحوا، ولم يلحق بها سوء السمعة، كما حدث عندنا!

فالعيب فى بعض الذين خصخصوا من قبل عندنا، وليس فى العملية كلها، لأنها كعملية لا تهدف إلا إلى صيانة المال العام، ومنع استمرار تبديده، كما هو حاصل الآن، وهى كعملية أيضاً، تريد أن يكون للمال العام فى شركات الدولة، صاحب يسأل عنه، ويحاسب عليه، ويمنع إهدار جنيه واحد فيه!

كنت أتصور أن يخرج الوزير الشرقاوى فيقول للذين ساءت سمعة العملية عندهم، إن استئناف بيع الشركات الخاسرة سوف يكون محكوماً بقواعد وأصول يعرفها العالم ولن نخترعها، وإن البيع ليس معناه أن نرمى الشركات على قارعة الطريق، أو أن نبيعها بتراب الفلوس، وإن البيع ليس من الضرورى أن يكون لمستثمر أجنبى، وإنه يمكن أن يكون للمصريين أنفسهم، ليكونوا هم الملاك الحقيقيين، لا الصوريين كما نضحك عليهم حالياً، ونقول إن هذه الشركات يملكها الشعب الذى هو أبعد ما يكون عن أن يكون مالكاً، منذ نشأت شركاته، أو التى يقال إنها شركاته إلى اليوم.

الدول فى العالم كله لا تعبد القطاع العام، من دون الله، كما نعبده نحن، أو كما يريد الوزير من خلال تصريحاته أن نعبده، ولكنها تتطلع إليه بمرونة كاملة وتفتح ملفه فى أى وقت، وشعارها: لا إهدار لمال عام بأى مقدار، ولا أرباح بقرش واحد فى أى شركة خاسرة فيه، ولا عبادة لأحد، ولا لشىء، من دون الله!