مؤكد أن الذى اختار شريف فتحى وزيراً للطيران المدنى مؤسسة الرئاسة.. يعنى بالعربى الفصيح الرئيس عبدالفتاح السيسى، فقد أراد الرئيس أن يؤكد للشباب أن فرص التصعيد أمامهم.. وأن مصر لديها طاقات شابة قادرة على العطاء والتطوير.
من يقترب من الوزير الشاب شريف فتحى يجد فى داخله طاقة بحجم طاقات مطارات مصر، مع أن عمله وخبرته محصورة فى التسويق والإدارة، وقد تكون هذه هى المرحلة هى التى تحتاج إلى جهود وفكر هذا الرجل.
وزير الطيران السابق الكابتن حسام كمال كان معروفاً عنه الخلق والطيبة، فقد كان يتعامل مع مشاكل مصر للطيران بأخلاق الطيارين التى تجنح للسلم، والمشاكل فى الطيران تختلف عن بعضها وليست جميعها تتشابه.. فهناك مشاكل تحتاج إلى عقلية إدارية وتسويقية، وهذا هو ما حدث فى تغيير بعض الوجوه فى الحكومة.. فالتغيير هنا ليس مقصوداً به الفشل والنجاح.. وزير فشل فنأتى بوزير ليحقق النجاح.
والدليل أن حسام كمال لم يفشل.. لكنه عمل فى غير مرحلته، وللحق كابتن حسام هو أول من أسند منصب رئاسة الشركة القابضة لمصر للطيران إلى شريف فتحى خلفاً للطيار المحنك سامح حفنى، الذى انزلقت قدماه فى حفرة جانبية فى المطار فأطيح به فى التو واللحظة ليصعد مستشاره إلى موقعه.
وتمضى الأيام ويصبح شريف فتحى هو الوزير المسؤول عن الطيران المدنى بجميع قطاعاته بما فيها الشركة القابضة لمصر للطيران التى كان رئيسها لشهور، وفى ثقة وثبات يخطو خطوات ليحلف اليمين أمام رئيس الجمهورية.. العيون كانت تتابعه وهو يقف أمام الرئيس.. شىء يفرح.. شاب فى عمر الزهور يبلغ 52 عاماً يؤدى القسم ليصبح وزيراً.. بالمناسبة عيد ميلاده 18 إبريل يكتمل فيه 52 عاماً.
تمنيت أن يتصدر قائمة الوزراء شبان فى عمر شريف فتحى، صحيح أن من بين الوزراء أعداداً محدودة جداً لكن أسلوبهم فى التعامل مع الإعلام يختلف مع أسلوب وزير الطيران.
الذى أعجبنى فى شريف فتحى أنه أقام جسراً للتعاون مع جميع أجهزة الإعلام، سواء كانوا أصحاب أقلام أو أصحاب ميكروفونات.. وهذا هو ما نطلبه.. وزير الطيران قرر أن يكون بينه وبين من يكتب عن وزارته علاقة تواصل حتى لو كان هناك نقد لسياسته.. فالتواصل قائم بينه وبين صاحب القلم.. عكس ما نراه فى الوزارات الأخرى.. فالكل طناش.. معنى الكلام أن الوزير يغازل الحكومة باحترامه للإعلام.
إن احترام وزير الطيران للإعلام هو احترام له شخصياً، لأنه يتعامل مع الإعلام كسلاح بناء لا يهدف إلا خيراً لقطاع الطيران بصرف النظر عن كتائب أهل الشر الذين تخصصوا فى مهاجمة مصر للطيران، مع أن هذه الشركة الوطنية هى سفيرنا فى الخارج.. وكل مواطن منا مطالب بأن يساندها ويدعمها وإذا كانت هناك عيوب فيها لا يمنع من أن تكتب لوزير الطيران، فالرجل عنده الشجاعة لاتخاذ القرار سواء كان ظالماً أو مظلوماً.
السؤال الآن: فيها إيه لو أن كل وزير ألحق بمكتبه مسؤولاً فى الإعلام يعرض عليه كل ما ينشر عن وزارته.. وينقل هذا المسؤول قرارات الوزير إلى كاتب المقال فى نفس اليوم؟ أنا شخصياً سعيد بتجربة وزير الطيران مع الإعلام، فقد ألحق إيهاب رسلان من الملاحة الجوية وعينه متحدثاً رسمياً له وأصبح قريباً منه فى كل ما ينشر فى الإعلام.. ولا يتوقف إيهاب عن التواصل مع أصحاب الأقلام ويطلعهم على قرارات الوزير.
- إن فريق العمل الذى اختاره وزير الطيران ليكون قريباً منه أشبه بخلية نحل داخل غرفة عمليات يرأسها الدكتور إيهاب العماوى، مدير عام مكتب الوزير.. هذا الرجل يتمتع بالخبرة والحنكة ويعرف متى يكون قريباً من الوزير.. ومتى يرفع عنه سكينة الأضواء لينزوى الوزير بعيداً عن العيون ويدخل طاحونة الاجتماعات مع قطاعات الوزارة بغرض إعادة ترتيب البيت.. ولأن شريف فتحى صاحب عقلية اقتصادية فهو يحرص فى اجتماعاته على تبنى الأفكار الاقتصادية التى تكسر منحنى الخسائر التى لحقت بالقطاع منذ بداية ثورة يناير.