مفاجآت خادم الحرمين!

محمد أمين الثلاثاء 05-04-2016 21:06

سيموت الإخوان ألف مرة، لأن الملك سلمان يزور مصر.. وسيموت الإخوان ألف مرة لأن ما قالوه عن خلافات سعودية مصرية كانت سراباً، ولأن ما قالوه عن تغيّر الموقف السعودى كان أكذوبة كبرى.. وسيموت الإخوان لأن وزيرة التعاون الدولى، سحر نصر، قالت هناك مفاجأة سيقدمها خادم الحرمين خلال الزيارة.. فهل رأيتم كراهية أكثر من هذا؟.. وهل رأيتم من يحزن لأن الأشقاء يلتقون ويجتمعون؟!

ليس غريباً أن يُجهِد الإخوان أنفسهم لمعرفة طبيعة المفاجآت التي يحملها الملك سلمان.. وليس عجيباً أن يشككوا في أن شيئاً من ذلك لن يحدث.. من قبل، شكّكوا أن السعودية سوف تبقى كما هي أيام الراحل العظيم الملك عبدالله.. وقالوا إن الملك سلمان غير الملك عبدالله.. والآن يتوهمون أن علاقة مصر بالسعودية، انحصرت في تلقى التبرعات والهبات فقط.. ونسوا أنها علاقة عضوية متينة قبل أي شىء!

التخمينات تراوحت بين الإفراج عن المصريين المحبوسين هناك، أو إسقاط الديون المستحقة على مصر، أو منح مزيد من النقد الأجنبى، أو منح مصر مشتقات بترولية بلا مقابل.. ونسوا أن السعودية ليست مجرد «بنك»، كما أن مصر ليست مجرد «متسول».. هناك الكثير مما يمكن أن تُقدمه السعودية لنا غير الفلوس، وهناك الكثير الذي تقدمه مصر أيضاً، كما قالت صديقتى الكاتبة الرائعة مى عزّام!

مصر لا تنتظر شيئاً أكثر من وجود الشقيق.. زيارة الشقيق في حد ذاتها قيمة.. قلت إن الأوطان تفرح، كما يفرح آحاد الناس بالزيارات.. ومصر تفرح بزيارة الملك سلمان بلا أي مفاجآت.. وجوده في حد ذاته يرد على الوشاة ومروّجى الفتنة.. سواء كان يحمل مفاجآت أو لا يحمل.. مصر هي بيت العائلة.. وهى بيت العرب.. تفرح بوجودهم، وتأنس بزيارتهم.. وعلى فكرة «فرحتهم» لا تقل عنّا بالمرة!

فلماذا تشغلون بالكم بما يقدمه خادم الحرمين، وما لا يقدمه؟.. ألستم من قال إن الدنيا قد تغيرت، وأن الملك سلمان أعطى ظهره لمصر؟.. ألستم من روّج للفتنة وأشاع أن السعودية فضّلت العالم كله على مصر؟.. فما رأيكم الآن؟.. وبِمَ تفسرون هذا الموقف السعودى «العروبى»؟.. هل كنتم تظنون أن المواقف تتغيّر بتغيير من يحكم هنا أو هناك؟.. لا يمكن أن يحدث ذلك.. لا في مصر ولا في السعودية!

هل رأيتم بشراً يفرحون لأن بلادهم تمدُّ يديها؟.. هل رأيتم بشراً يفرحون لأن طائرة اختُطفت من بلادهم؟.. هل رأيتم بنى آدمين سعداء لأن السياحة انضربت؟.. فأى بشر أنتم؟.. وهل تسمّون هذه معارضة للحكم، أم تسمونها كراهية للوطن؟.. أريد أن أقول لكم: موووتوا بغيظكم.. تقديرى أن فرحة الملك سلمان لا تقل عن فرحتنا أبداً، فقد تطوع للدفاع عن مصر، عندما كان الإخوان يتمنون أن يدكّها العدوان الثلاثى!

الحكاية مش حكاية فلوس وهبات فقط أيها الحمقى.. الحكاية حكاية زعيمين يجتمعان من أجل إنقاذ أمّة، توشك أن تنهار وتتفكك.. وعلى أي حال، فهى فرصة ذهبية لتكرم مصر شقيقها الكبير أيضاً.. وأتصور أن الرئيس السيسى سوف يمنحه «قلادة النيل» وهى الوسام الذي يليق بمقام ملك في حجم خادم الحرمين الشريفين!