لاقت تسريبات «أوراق بنما» ردود فعل مختلفة فى الدول التى تنتمى إليها الشخصيات الواردة فى معاملات شركة «موساك فونسيكا» القانونية، حيث أعرب الرئيس البنمى خوان كارلوس فاريلا عن استعداد بلاده للتعاون مع كافة التحقيقات التى ستبدأ قريباً، فيما أوضح رومان فونسيكا، أحد مؤسسى الشركة، أنها غير مسؤولة أبداً عن أى أعمال غير قانونية حصلت عبر شركات «أوف شور» المفتوحة للزبائن.
وفى روسيا، اعتبر الكرملين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين هو «المستهدف الرئيسى» بها، وقال إن الصحفيين الاستقصائيين الذين عملوا على «أوراق بنما» مسؤولون أمريكيون وعملاء سابقون فى وكالة «سى آى إيه»، وتابع: «بوتين، وروسيا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، كلها الهدف الرئيسى، وخصوصاً من أجل زعزعة الوضع». وأردف: «من الواضح أن درجات (بوتينو فوبيا) ارتفعت لدرجة أصبحت معها أى إشارات إلى نجاحات أو الحديث عنها بكلمات لطيفة أمراً محظوراً على الإطلاق».
ووعد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بفتح تحقيق واتخاذ إجراءات قضائية فورية بشأن الوثائق المسربة، مشيداً بما يمكن تحقيقه من عوائد ضريبية جديدة. وقال إن كل المعلومات التى سيتم تلقيها ستخضع سريعاً للتحقيق من قبل الأجهزة الضريبية، وتوجَّه بالشكر للصحفيين والأطراف الذين كشفوا عن هذه الوثائق السرية، داعياً إلى توفير الحماية لهم.
وطلبت بريطانيا نسخة من الوثائق المسربة، ورفضت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون التعليق على ما إذا كانت أسرة رئيس الوزراء لديها أموال مستثمرة فى صناديق للمعاملات الخارجية (أوف شور) عن طريق والده، قائلة إن هذه «مسألة خاصة»، فيما تتحرى السلطات فى النمسا والسويد والنرويج وهولندا فى أمر عملاء وردت أسماؤهم فى التسريبات.
وفى أستراليا، قالت هيئة الضرائب إنها تتحرى أمر أكثر من 800 من العملاء الأثرياء لـ«موساك فونسيكا». وفى باكستان، دافعت عائلة رئيس الوزراء نواز شريف عن امتلاكها شركات «أوف شور»، إلا أن حسين بن شريف قال إن عائلته «لم ترتكب أى خطأ»، فيما دعا زعيم المعارضة عمران خان إلى التحرك ضد نواز شريف، ونفى وزير الإعلام برويز رشيد ارتكاب أولاد شريف أى جرائم.
رياضياً، قالت لجنة القيم التابعة لـ«فيفا» إنها فتحت تحقيقاً أولياً مع العضو بها خوان بيدرو داميانى بسبب وجود علاقة عمل محتملة بينه وبين يوجينيو فيجيريدو من أوروجواى، وهو واحد من المسؤولين الكرويين الذين تم اعتقالهم فى زيورخ العام الماضى.
وأضاف البيان أن هانز يواكيم إيكرت، رئيس الغرفة القضائية، بات على علم مؤخراً بالعلاقة التى تربط بين داميانى وفيجيريدو الرئيس السابق لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، وقال داميانى إنه أنهى علاقته بفيجيريدو عندما تم اتهام الأخير بالفساد.
وأكد اللاعب الفرنسى السابق ميشيل بلاتينى، الموقوف حالياً عن مباشرة مهام وظيفته كرئيس للاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» من قبل «الفيفا»، أن حساباته البنكية التى تم الكشف عنها فى وثائق بنما كانت معروفة للسلطات. وقرر اللاعب الأرجنتينى ليونيل ميسى مقاضاة بعض من وسائل الإعلام الإسبانية التى أكدت أنه أعد خطة فى 2013 للتهرب من دفع الضرائب.
«موساك فونسيكا» الذى بات فى صلب فضيحة «أوراق بنما» هو مكتب محاماة بنمى يعمل بعيداً عن الأضواء، وتضم لائحة زبائنه شخصيات بارزة، ويتخصص فى قضايا التهرب الضريبى. كشف عن الغموض الذى كان يحيط به حين كشف تحقيق «أوراق بنما» الأكبر عالميا على أساس وثائق سربت من المكتب طالت أكثر 140 مسؤولا سياسيا أو شخصية بارزة هربوا أموالا إلى ملاذات ضريبية فى 200 دولة.
وهو واحد من أكبر أربع شركات على مستوى العالم فى مجال «الخدمات القانونية» ومقرها جزيرة بنما.