فى قرية الجعافرة، جلست أحلام عبدالله، ربة منزل، وأم لثلاثة أبناء، فوق أريكة أسفل شباك بيتها، تترقب حملات الشرطة للتعرف على خط سيرها، بشأن مطاردة تجار المخدرات، بعد سلبها عقول الشباب الذين وقعوا فريسة لإدمان المخدرات، ومنهم أكبر أبنائها.
أحمد البالغ من العمر 29 عاماً، لم تتمكن أسرته من تزويجه فى سن مبكرة، وفق عادة الفلاحين للتمتع برؤية أحفادها، رغم يُسر حالهم المادى، ما أدى إلى سقوطه فى طريق الإدمان، واكتشفوا تورطه، حال القبض عليه، وبحوزته «بودرة».
أحمد، الحاصل على الدبلوم، ترك أكثر من وظيفة بسبب تعاطيه المخدرات، منها ما كان فى مؤسسات مرموقة؛ مثل مطار القاهرة، نظرًا لعدم قدرته على الحضور والانصراف فى أوقات العمل، ما أدى إلى فصله.
وأضافت الأم: «اكتشفنا إدمانه من خلال طلبه المال بصورة مباشرة أو غير مباشرة». وتابعت: «حاولت الخروج به من هذا المأزق، دون جدوى، واستخدمنا كل حيل الإقناع والمحايلة إلا أن تأثير المخدر عليه كان أقوى منا».
وأوضحت: «كنا على علم بأننا فى منطقة تجارة المخدرات الأساسية، لدرجة أنه فكّر فى الانتقال إلى القاهرة، لكن ملكنا للأرض الزراعية المجاورة لمنزلنا، حال دون انتقاله إلى القاهرة».
وأضاف حمدى سيد، الأب: «إحنا خلاص اتعقّدنا من حياتنا»، بعد إغلاق جميع أبواب الحياة فى وجه ابنى، ولفت إلى إبلاغه الشرطة ذات مرة لتلقى القبض عليه بهدف تحقيق الاستقرار للأسرة.
وينظر الأب مُطأطئًا رأسه إلى أسفل، بينما تطغى نبرة الحزن على صوته: «ابنى ما كنش كده، طول عمره مُسالم وطيب، ومن جواه نقى، حسبى الله ونعم الوكيل».
وأضاف: «للأسف نزلت لنا الشرطة البلد بعد ما وصلت بينا الحالة إلى فقدان الأمل فى الحياة بأمان، وبمجرد رؤيتى الحملة فى مدخل البلد، كنت أهرول إليهم، ولدى رغبة لتقبيل يد كل ضابط وأمين شرطة، ربنا يبارك لهم فى ولادهم، زى ما ردّوا فينا الروح من تانى بتنظيفهم البلد».
مستقبل أحمد، الذى أصبح يشوبه الغموض، لم يعد يرى الأب سوى علاجه وانتشاله من أزمته، ولفت الأب إلى علاجه فى مستشفى للصحة النفسية، وعرفوا من خلالها تشخيص الحالة فى مرحلة متأخرة، ما يصعب علاجها، ويتابع: «لدرجة أننى كنت أشترى البرشامة الواحدة بـ 600 جنيه».
وأضاف: «عدنا به بعد فترة إلى المنزل، لكنه عاد الى الاتجار والتعاطى، فحبسته فى غرفة مستقلة عن المنزل، وقيّدته بالجنزير لمنعه من الاختلاط بتجار الحشيش، ومازال على قائمة الانتظار للعلاج فى أحد مستشفيات الصحة النفسية».