قال السيناتور ليندسى جراهام، رئيس وفد الكونجرس الأمريكى، الذى زار القاهرة لمدة يومين، إن نجاح مصر أمر أساسى بالنسبة للعالم، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية تدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى ضد الإرهاب الموجود فى سيناء، وتؤمن بأنه يريد الأفضل لمصر، لذلك ستستمر فى مساعدته، رغم وجود بعض انتهاكات حقوق الإنسان.
وأضاف جراهام، الذى يشغل منصب رئيس اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية بلجنة الاعتمادات، عضو لجنة القوات المسلحة بالكونجرس، فى مؤتمر صحفى، الأحد، بالقاهرة، فى ختام زيارته، أنه التقى الرئيس السيسى، الذى يعتبره الرجل المناسب فى الوقت المناسب لقيادة مصر وعملية الانتقال وترسيخ سيادة القانون وحقوق الإنسان وقيادة الحرب ضد الإرهاب، لافتا إلى أن الوفد يدعم بقوة الاقتصاد المصرى.
وتابع جراهام أنه لمس من الرئيس السيسى رغبة شديدة فى دحر تنظيم داعش نهائياً، منبهاً إلى أن فرع التنظيم الموجود فى شمال سيناء ينسق مع خلايا إرهابية أخرى فى جميع أنحاء المنطقة، مشدداً على إصرار واشنطن على مساعدة الجيش المصرى لتدمير التنظيم الإرهابى من خلال دعم اقتصادها وقواتها العسكرية، إذ إن مصر «مفتاح التغيير فى المنطقة كلها، لأنه إذا سقطت فسيندم العالم كله، وستكون الأمور فى الشرق الأوسط أسوأ بنسبة 100%».
ولفت إلى أن بلاده «تريد زيادة الدعم للجيش المصرى، لأنه إذا انهارت ليبيا، فهذا سيؤثر على مصر، والكونجرس سيدعم تقديم مساعدات للجيش المصرى، ونأمل أن يتحقق تقدم فى حقوق الإنسان فى مصر، وأن تعتبروا الشعب الأمريكى شريكاً»، مؤكدا أنه لا يمكن أن تنجح الحرب على الإرهاب دون شركاء.
وأضاف السيناتور الأمريكى أن بلاده «تتوقع أن تثبت مصر للمجتمع الدولى أنها تستجيب للمخاوف الشرعية الخاصة بحقوق الإنسان، وفى الوقت نفسه ضمان استمرار الأمن»، معرباً عن رغبة بلاده فى رؤية تقدم ملموس فى مجال حقوق الإنسان فى مصر، قائلاً: «الرئيس السيسى يشاركنى الرغبة نفسها، وسنعمل معًا على تحقيقها».
وأوضح، رداً على سؤال عن رأيه فى دعوات المصالحة مع جماعة الإخوان وإيقاف الاعتقالات السياسية فى مصر: «فى وقت من الأوقات كانت جماعة الإخوان شرعية، وانتُخب محمد مرسى رئيساً، لكن الشعب رفض الإخوان، والآن حكومة السيسى منتخبة وشرعية، والسيسى هو الرئيس المنتخب لمصر، وهو رجل عسكرى يفهم جيداً معنى وخطورة الإرهاب أكثر من أى رجل آخر، ونحن نحاول مساعدته لينجح، لذا لا نتوقع من أى دولة أو فصيل سياسى أن يقف مع حقوق الإنسان ضد السيسى، حتى إذا وُجدت بعض الانتهاكات فى حقوق الإنسان».
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، فى بيان، إن الرئيس أعرب عن تقديره للعلاقات الاستراتيجية الممتدة بين البلدين منذ عقود، وتثمين مصر المساعدات التى تقدمها الولايات المتحدة، والتى ساهمت فى تحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
وأشار الرئيس إلى التزام مصر بشراكتها الاستراتيجية مع واشنطن وحرصها على تنميتها وتعزيزها فى مختلف المجالات، فى إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، خاصة فى ظل الواقع الإقليمى المضطرب وخطر الإرهاب المتنامى.