جدل كبير أثير مؤخراً حول فاعلية العلاج بالأدوية الجديدة لفيروس (سى)، لدرجة أن بعض أساتذة الكبد خرج ليؤكد أن بروتوكول العلاج الثنائى الذى وضعته لجنة الفيروسات الكبدية تسبب فى حدوث انتكاسات للكثير من المرضى، بل زاد البعض الآخر بأن العلاج الجديد يؤدى إلى تحور الفيروس، كل ذلك وغيره تسبب فى حدوث بلبلة لدى المرضى وتوقف عدد ليس بالقليل منهم عن استكمال العلاج.
«المصرى اليوم» التقت نخبة من كبار أساتذة الكبد فى مصر وأعضاء بلجنة الفيروسات الكبدية، فى لقاء موسع داخل وحدة الفيروسات الكبدية بكلية طب قصر العينى، بجامعة القاهرة، فى محاولة لاستيضاح الحقيقة وإزالة اللبس وحسم حالة البلبلة التى دفعت بعض المرضى للتوقف عن تناول العلاج.
وخلال اللقاء تحدث الأساتذة عن القواعد الإرشادية المعتمدة دولياً لعلاج مرضى فيروس (سى)، وكيف أن لجنة الفيروسات الكبدية استطاعت خلال العام الماضى وحده علاج عدد من المرضى يساوى عدد من تم علاجهم بأوروبا وأمريكا.
وأشار أعضاء اللجنة إلى أن إجمالى من تم علاجهم بالأدوية الجديدة منذ دخولها مصر فى مختلف القطاعات بلغ نصف مليون مريض، وأن إجمالى من سجلوا بياناتهم على الموقع الإلكترونى للجنة بلغ مليوناً و268 ألفاً، وأن عدد الحالات التى حضرت للكشف عليها بلغ نحو 40%، وأن هناك 106 آلاف مريض ينتظرون دورهم فى العلاج ضمن قوائم الانتظار التى تتزايد بشكل كبير فى محافظات الدلتا.. وإلى نص اللقاء:
■ فى البداية هل هناك أى دور للجنة الفيروسات الكبدية فى ترخيص وتسعير الأدوية الجديدة، وما تكلفة علاج المريض بالأدوية الجديدة مقارنة بالإنترفيرون؟
- جمال عصمت، أستاذ الأمراض المتوطنة والكبد، نائب رئيس جامعة القاهرة، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية:
يجب التأكيد على أن اللجنة القومية للفيروسات الكبدية ليس من مهامها التصريح بدخول أدوية جديدة، وبالتالى من يقول إنها أدخلت دواء ومنعت آخر نقول له هذا غير صحيح، لأن دورنا هو وضع البروتوكول العلاجى الخاص بكل دواء بناء على الدراسات الإكلينيكية، وتجب الإشارة إلى مسألة أخرى وهى أن من له الحق فى الحديث عن صحة دواء دون غيره هو مؤسسات الدولة التى تضم خبراء فى المجال وليس أشخاصا، لأنه من الوارد أن يكون هناك شخص يبحث عن شهرة أو منصب يخرج ليقول رأياً مخالفاً لكى يجذب الانتباه إليه، وبالتالى لا يجب الانتباه لهؤلاء الأشخاص «الموتورين» بل هناك مؤسسات ومراكز بحثية كبيرة مثل معهد الكبد القومى وغيره من المراكز التى تضم كبار المتخصصين، والتى بدورها تحدد الصواب من الخطأ فيما يتعلق بالعلاج، وتعلن النتائج التى توصلت لها فى كل مكان وتشرحها للجمهور للمعرفة.
- وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، أستاذ طب الكبد بجامعة القاهرة:
تكلفة علاج مريض فيروس «سى» بالإنترفيرون كانت 480 جنيهاً للحقنة، والكورس العلاجى للمريض الواحد يكلف الدولة 28 ألف جنيه، وكانت نسبة الشفاء بهذا العلاج وقتها لا تتجاوز الـ50%، ما يعنى أن شفاء المريض الواحد بعد تناول الإنترفيرون يكلف الدولة 50 ألف جنيه، أما الآن فإن عقار السوفالدى المصرى يكلف 2500 جنيه للكورس العلاجى، بنسبة شفاء 90%، إذن فإن التكلفة الفعلية لمن يتم شفاؤه هى 3 آلاف جنيه، فى حين سابقاً كانت تكلفة شفاء المريض 50 ألف جنيه، ولم تكن نسب الشفاء كبيرة، وكانت مدة الكورس العلاجى عاماً كاملاً وليس 3 أشهر كما هو الآن، فهل هذا إهدار للمال العام أم حفاظ عليه.
■ لكن بعض أساتذة الكبد يهاجمون البروتوكول العلاجى الذى وضعته اللجنة، خاصة العلاج الثنائى، وقالوا إنه يسبب انتكاسة للمرضى، ما ردكم على ذلك؟
- جمال عصمت:
فى البداية نريد معرفة توصيات علاج فيروس سى على مستوى العالم كله، أولاً فى فبراير عام 2016، ووفقا للبروتوكول العلاجى الذى وضعته الجمعية الأمريكية، نجد أنها مازالت تقول إن بدائل العلاج لمرضى فيروس سى هى سوفالدى مع ريبافيرون لمدة 24 أسبوعاً، وذلك لمرضى النوع الجينى الرابع- الموجود فى مصر- لمن لا يقوى على استخدام الإنترفيرون، وهذا مازال موجوداً حتى الآن، مع العلم أننا فى مصر توقفنا منذ مايو 2015 عن استخدام الإنترفيرون، وبالتالى كل من يدعى أن العلاج الثنائى بالسوفالدى والإنترفيرون انتهى نقول له هذا غير صحيح، ويمكنك أن تراجع توصيات الجمعية الأمريكية التى مازالت تعتمد هذه الوسيلة للعلاج، إذن فالقواعد الإرشادية المعتمدة دولياً لعلاج مرضى فيروس (سى) فى 2014 وقت دخول السوفالدى لمصر هى: (إنترفيرون + ريبافيرون + سوفالدى) لمدة 12 أسبوعاً لمن يقوى على الإنترفيرون، و(سوفالدى + ريبافيرون) لمدة 24 أسبوعاً لمن لا يقوى على استخدام الإنترفيرون، وعندما يحدث تطور فى العلاجات على مستوى العالم يتم استقدامه لمصر، لأنه يرفع نسب الشفاء ويقلل فترة العلاج، وللعلم نحصل على جميع الأدوية الحديثة بسعر أرخص.
- د. محسن سلامة، أستاذ طب الكبد بجامعة المنوفية:
يجب أن يعلم الجميع، أن مرضى تليف الكبد لم يكن لهم علاج بالإنترفيرون وكانوا يموتون، بمعنى أنه لو كان عندنا مليون مريض فيروس سى يعانون من تليف كبدى، كنا تقريبا نفقد منهم سنويا ما بين 4% إلى 6%، اى أن ما يعادل 40 إلى 60 ألف مريض تليف كانوا يموتون سنوياً نتيجة عدم وجود علاج، وبالتالى فباستخدام العلاج الثنائى فى هذا الوقت (سوفالدى + ريبافيرون)، أنقذنا حياة من 27 – 42 ألف مريض فى السنة الأولى للعلاج، وهنا أسأل المعترضين على العلاج: هل كان مطلوباً منا أن نترك هؤلاء يموتون؟
- د. هشام الخياط، أستاذ طب الكبد بمعهد تيودور بلهارس:
دعنى أؤكد لك معلومة، وهى أن لجنة الفيروسات الكبدية لا تعمل بمفردها، بل هناك نحو 100 من أساتذة الكبد بمختلف الجامعات المصرية، تجتمع بهم اللجنة وقت وضع البروتوكولات العلاجية الجديدة، وتتناقش معهم دورياً إذا أرادت تغيير خطة العلاج، ومن ثم فإن اللجنة ليست كما يتوهم البعض مسيطرة بالكامل على تحديد طرق العلاج، بل جميعنا نجتمع ونتفق على بروتوكول علاجى تقره اللجنة فيما بعد، ومن أول يوم عمل للجنة، وفى كل تعديل نرجع للأساتذة الكبار المعروفين على مستوى مصر فى تخصص الكبد، وهنا يجب أن نعلم أنه عند إقرار أى بروتوكول علاجى جديد فإنه لن يحظى بموافقة وإجماع المائة من كبار أساتذة الكبد، بل من الوارد أن يكون هناك أستاذ أو اثنان لهما تحفظات على البروتوكول، ولكن يتم فى النهاية الأخذ برأى الأغلبية، وبعدها تجد هذا الرافض يخرج فى الصحف ويهاجم اللجنة وأعضاءها ويحدث بلبلة، وأؤكد أننا لا نقدس أحداً، ولكن الجهات الدولية، سواء الصحة العالمية أو الجمعية الأوروبية وأيضا الجمعية الأمريكية، تقر هذا البروتوكول منذ 2014، وحتى الآن مازالت تقول إن العلاج الثنائى من البدائل المتاحة للعلاج، ووصلت نسبة استخدام العلاج إلى 70%.
- د. إمام واكد، أستاذ طب الكبد، وعضو لجنة الفيروسات الكبدية:
العلاج الثنائى عندما تم استخدامه كان العلاج الوحيد المتاح فى مصر، ولم يكن وقتها بدعة، ومن غير الممكن التوقف عن علاج المرض لمدة سنة، خاصة أننا عالجنا خلال تلك الفترة 100 ألف مريض بالعلاج الثنائى، وشفى منهم 72 ألفاً فى فترة لم يكن هناك علاج بديل، والحديث عن انتكاسة أمر وارد فى كل علاج، لأن أحسن علاج بالعالم تصل نسبة الشفاء به إلى 95%، والباقى قد يحدث لهم عدم استجابة، كما أن العلاج الثنائى استخدم لمرضى تليف الكبد، ونسب الانتكاسة كانت متوقعة بـ25%، وللعلم دولة جورجيا استخدمت فى نفس الفترة العلاج الثنائى، وأتت نسبة الشفاء مثلنا 74% ولديهم النوع الثانى وهو أسرع فى الشفاء من النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر، وأيضا توصيات منظمة الصحة العالمية والجمعية الأوروبية والأمريكية، جميعها تتماشى مع التوصيات العلاجية للجنة، والبروتوكول العلاجى فى عام 2014 بأمريكا كان يعالج الفيروس بنفس الطرق التى تستخدمها اللجنة، وأيضا أوروبا، وهذا هو العلاج الذى حصل عليه المرضى فى كل مكان، وهناك مئات الآلاف من المرضى يعانون من تليف لم يكن لهم علاج بديل تم علاجهم بهذا البروتوكول وشفى منهم 72 ألفا، والسؤال إذن: كيف يكون لدى هؤلاء المرضى فرصة فى العلاج ونتخلف عن إعطائه لهم؟
- جمال عصمت:
أى شخص له رأى مخالف فليصدره من خلال كيانات، يعنى مثلاً المعهد القومى للكبد أصدر بياناً أثنى فيه على كل الخطوات التى تم اتخاذها من لجنة الفيروسات الكبدية، وأيضا جمعية رعاية مرضى الكبد بالدقهلية التى يرأسها الدكتور جمال شيحة، أستاذ الكبد، عضو مجلس النواب، كما تم عقد مؤتمر مؤخراً يضم 100 طبيب من كبار أساتذة الكبد بقسم الأمراض المتوطنة بقصر العينى، أما أن يخرج أحد راغبى الشهرة ويحدث بلبلة بقوله إن العلاج يسبب انتكاسه ويقول على نفسه من كبار الأساتذة، فهذه التجارب مرت علينا من قبل، فقديماً خرج أحد الأساتذة يقول إنه لا يوجد فيروس سى بالأساس، فمثل هؤلاء أشخاص موتورون بعضهم كان يرغب فى الانضمام لعضوية اللجنة والبعض الآخر كان يريد أن يرأس معهد الكبد، ونحن فى لجنة الفيروسات نقوم بعملنا بشكل تطوعى، ولم يتقاض أحد منا أى مقابل نظير عمله باللجنة، بل هناك بعض الأعضاء مثل الدكتور وحيد دوس يدفع من جيبه الخاص ويسافر على نفقته الخاصة للتفاوض، ويذهب للمرور على المراكز العلاجية أيضا على نفقته الخاصة.
- وحيد دوس:
توصيات العلاج من الصحة العالمية الصادرة منذ شهر تؤكد أن العلاج الأفضل للنوع الجينى الرابع هو عقارا (السوفالدى والدكلانزا) أو (السوفالدى والهارفونى)، والبديل (السوفالدى مع أوليسيوا)، أو عقار (الكيوريفو) لمرضى الفشل الكبدى، وجميع هذه الأدوية تقرها لجنة الفيروسات.
■ إذن كيف يتم وضع البروتوكولات العلاجية لمرضى فيروس (سى)، وهل للجنة دور فى تحديد أسعار الأدوية التى تدخل مصر؟
- جمال عصمت:
دور اللجنة القومية للفيروسات الكبدية فى موضوع الأدوية هو أنه بعد الموافقة على الدواء الجديد والتصريح به وتسعيره من قبل إدارة الصيدلة، تبحث كيفية وضع هذا الدواء فى منظومة العلاج بمصر، وهذه اللجنة تضم بداخلها لجنة عليا لفيروس سى، ولجنة أخرى أشمل بها 150 طبيباً، واللجنة العليا بها 7 من أستاذة الكبد الكبار منهم: الدكتور شريف عبدالفتاح، على مؤنس، وشكرى حنطر، وأبوالدهب السحلى، وأحمد مدحت نصر، والدكتورة سهام عبدالرحيم، هؤلاء الأساتذة نعرض عليهم التصور، ثم نعرضه فور الموافقة عليه على لجنة مكونة من 150 من أساتذة الكبد بالجامعات المصرية، لوضع الخطوط الاسترشادية، وبالتالى اللجنة ليس لها علاقة بالترخيص ولا التسعير، ولا نعمل على دواء إلا بعد تسعيره، ومن الممكن أن ننصح الشركة المنتجة بضرورة تخفيض السعر حتى يدخل السوق المصرية لأنها لن تحصل على الموافقة إلا بعد التقدم بسعر رخيص، كى توافق عليه وزارة الصحة.
- إمام واكد:
شركة جلياد الأمريكية المنتجة لعقار السوفالدى سعرت الدواء بأسعار مختلفة حسب مستوى الدخل للدول، على سبيل المثال الدول ذات الدخل المتوسط مثل مصر والبرازيل تحصل على العقار بسعر 5 آلاف دولار للعبوة، والدول ذات الدخل المتقدم تحصل على العقار بسعر 28 ألف دولار، أما الدول الفقيرة فتحصل على العقار بسعر 300 دولار للعبوة، وبفضل جهود اللجنة استطاعت أن تحصل على العقار بسعر منخفض وهو المخصص للدول الفقيرة والأكثر فقراً مثل الهند وأوغندا وتنزانيا، وهذا التفاوض يحسب للجنة، كما أن الاتفاق مع الشركة الأمريكية وافق عليه مجلس الدولة وتم توقيعه داخل مجلس الوزراء.
■ إذن كيف تفسرون الهجوم على اللجنة؟
- وحيد دوس:
هناك حملة منظمة ضد اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، ويقودها نقيب لإحدى المهن الطبية، هذا النقيب أعطى لنفسه الحق فى انتقاء بروتوكول علاجى دون علم أو دراية، ثم تراجع فى كلامه بعد ذلك، وهذا النقد تسبب فى بلبلة لقطاع كبير من المرضى، ولكن دعنى أشدد على استمرارنا فى القيام بدورنا من منطلق الحفاظ على حياة المرضى وحبنا لهذا الوطن، وأمامنا تحد كبير الفترة المقبلة، حيث نسعى للوصول للمصابين بالفيروس دون علمهم، وهم قطاع كبير جداً من المصريين، وذلك من خلال فحص عشوائى للعينات المستهدفة والبدء فى علاجهم، والتركيز على الوقاية فى الفترة المقبلة.
- محسن سلامة:
أعتقد أن سبب الهجوم هو محاولة للبحث عن دور ليس أكثر، وللعلم لو افترضنا لا قدر الله أن أحداً ممن انتقدوا العلاج تعرض للإصابة بفيروس (سى)، أؤكد لك أنه سيعالج بالسوفالدى بنفس الطريقة، فلماذا يهاجم العلاج إذن، وبالتالى أقول لهؤلاء: من لا يفهم ولا يعلم لا يفتح فمه، وأرى أنه لابد من محاكمة من يرددون شائعات بأن العلاج المستخدم يتسبب فى انتكاسة وأنه علاج غير صحيح، بتهمة إثارة البلبلة والغباء العلمى.
- إمام واكد:
أعتقد أن سبب سعى البعض لإثارة البلبلة فى هذا التوقيت هو بالفعل البحث عن دور، خاصة أنه صدر قبل أيام تعديل وزارى وكانت هناك شائعات عن احتمالية تغيير وزير الصحة، وأيضا يجب أن نعلم أن منظمة الصحة العالمية لديها مستشارون لوضع الخطط العلاجية من مصر، وهم الدكتور جمال عصمت والدكتور وحيد دوس والدكتورة منال حمدى، وهؤلاء يشاركون فى وضع القواعد الإرشادية للعلاج، ومن ثم من غير المعقول أن تستعين أكبر منظمة فى العالم بأشخاص غير أكفاء أو لهم علاقات بشركات الدواء، خاصة أن المنظمة تتحرى مسبقا عن علاقات هؤلاء الأساتذة بالشركات وتراجع متعلقاتهم الشخصية، ولو ثبت لديها شبهة يتم استبعاد هؤلاء الأساتذة فورا من وضع القواعد العلاجية، إذن فإن التشكيك فى ذمة هؤلاء الأساتذة غير مطلوب.
- جمال عصمت:
بعض الأساتذة تمت دعوتهم فى أحد اجتماعات اللجنة بموجب دعوة شخصية من رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب، ثم توقفوا عن الحضور، ونحن لا نعلم لماذا حضروا ولماذا توقفوا عن الحضور ولا علاقة لهم بالأمر، ولكن للأسف البعض منهم ظن أن لنا دوراً فى عدم دعوتهم لحضور اجتماعات اللجنة، لذا قرروا الهجوم علينا، وأنا أؤكد لك أننا لا علاقة لنا بالأمر تماما، بل على العكس نتمنى من الجميع الحضور والمشاركة لأن الحمل كبير جداً، لكن من يشارك تكون نيته البناء وليس الهدم.
■ لكن البعض كان يردد شائعات بأن هناك علاقة بين الشركة الأمريكية المنتجة للسوفالدى وبعض أعضاء اللجنة، بدليل ذكر أسمائهم على وثيقة التأمين الخاصة بالمرضى؟
- جمال عصمت:
هناك ما يسمى بالدراسات الإكلينيكية، وهذه الدراسات يتم إجراؤها بتمويل من شركات الدواء المنتجة للعقاقير الجديدة، لقياس ومعرفة كفاءة هذا الدواء، وهذه الدراسات تضع تصوراً لمعرفة مدى مناسبة الدواء للمرضى المصريين، وشارك فى هذه الدراسات أساتذة كبار هم وحيد دوس وجمال عصمت وأيمن يسرى، فهل هذا يعنى أننا على علاقة مع هذه الشركات؟!، وللعلم هناك أساتذة كبار فى تخصصات مختلفة شاركوا فى دراسات إكلينيكية منهم الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالى الأسبق، والدكتور أشرف حاتم، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة الأسبق، وهؤلاء جميعا أساتذة كبار ولهم ثقل أكاديمى وبحثى كل فى مجاله، لذا تلجأ إليهم الجهات البحثية والشركات للإشراف على هذه الدراسات، أما إذا ترك الأستاذ الجامعى عمله وأصبح مديراً تنفيذياً لدى هذه الشركة صاحبة الدراسة، وقتها يكون هناك تضارب للمصالح ويتم النقد والهجوم عليه، فهؤلاء الأساتذة يتم انتقاؤهم بعناية شديدة.
- وحيد دوس:
دعنى أشير إلى نقطة أخرى وهى أن هذه الدراسات تم التحضير لها فى يناير عام 2013 وبموافقة وزارة الصحة، ووقتها لم يكن عقار السوفالدى قد دخل أو سجل فى مصر، لأن تاريخ دخوله فى مصر كان فى أكتوبر عام 2014، أما فيما يتعلق بالإشراف على الدراسة فهذا جزء من عملنا، ومن يردد أننا نستخدم المرضى كفئران تجارب، فهو مردود عليه بأن البحث العلمى أسلوب متبع بجميع دول العالم، كما أننا نعمل تحت إشراف مباشر من المعاهد والمؤسسات العلمية التى نتبع لها، وأيضا تحت إشراف ومتابعة من وزارة الصحة، وهذه الدراسات الإكلينيكية تأخذ موافقة لجنة الأخلاقيات بوزارة الصحة، إذن فهناك دولة ومؤسسات تتابع وتراقب، ونحن لم نجر هذه الدراسات الإكلينيكية فى عيادتنا الخاصة، بل جميعها تمت داخل الجامعة وحصلت على موافقة لجنة أخلاقيات وزارتى الصحة والبحث العلمى وأيضا جامعة القاهرة.
- محسن سلامة:
للعلم هناك بوليصة تأمين تستخرج باسم الباحث لمصلحة المرضى، وهذه الوثيقة قيمتها 10 آلاف دولار لكل مريض، تنفق عليه حالة تعرضه لأى مضاعفات أو مشاكل طبية خلال فترة العلاج، وهذه الوثيقة ليست بدعة وإنما تقرها وتنص عليها لجنة أخلاقيات البحث العلمى، والحمد لله لم تحدث مضاعفات ولم نحتاج لهذه الأموال، ولكنها كانت ضرورة وبمثابة تأمين إجبارى للغير.
■ لماذا تأخر دخول عقار أوليسيو لمصر مقارنة بالسوفالدى؟
- وحيد دوس:
بخصوص تأخر بعض الأدوية الأخرى مثل عقار «أوليسيو» وعدم دخوله لمصر فى نفس توقيت عقار «السوفالدى»، فإن السبب فى ذلك يرجع إلى أن الشركة المنتجة للأوليسيو هى من رفضت تسجيل الدواء فى مصر، وظلت تماطل فى السعر حتى تأخر موعد دخوله لمصر 7 أشهر مقارنة بالسوفالدى، حيث تم دخوله فى مارس عام 2015، وحصلنا عليه بسعر 1800 جنيه بينما كان سعره بأمريكا 22 ألف دولار للعبوة وقتها.
- هشام الخياط:
50% من مرضى الإنترفيون كان يستجيبون للعلاج والباقى لا يستجيبون، وأرى أن استخدام كلمة انتكاسة غير ملائم، لأنها كلمة مغرضة مثل كلمة النكسة، الأفضل استخدام مصطلح ارتداد الفيروس وعدم الاستجابة، أما كلمة انتكاسة فهى كلمة مغرضة بدرجة كبيرة واستعمال للفظ فى غير موضعه.
- جمال عصمت:
المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج يتم علاجهم الآن بعقار سوفالدى مع دكلانزا أو عقار الهارفونى، ونسبة النجاج 90%، وهناك تقدم شديد جدا، والفضل فى ذلك للتقدم العلمى وللمجهود المصرى.
■ ماذا عن قوائم الانتظار التى تطال قطاعاً كبيراً من المرضى؟
- هشام الخياط:
لا توجد قوائم انتظار فى عدد من المناطق مثل الإسكندرية والقاهرة الجديدة، وأى مريض يقدم بياناته على الموقع المخصص من اللجنة يتم تحديد موعد ومناظرته فى اليوم التالى مباشرة، ويأخذ العلاج بعدها بأسبوع إذا كان على نفقته، أما إذا كان على نفقة الدولة فينتظر قرار المجالس الطبية المتخصصة، وهذا لا يتطلب فترة طويلة، وتكلفة العلاج بالمراكز 2500 جنيه، أما بالنسبة للمحافظات التى تشهد قوائم انتظار طويلة فى العلاج فهى محافظات الشرقية والمنوفية وكفر الشيخ والغربية.
- وحيد دوس:
لدينا 19 شركة تنتج عقار السوفالدى المصرى، وهذا العقار أثبت فاعليته، وإدارة التفتيش بقطاع الصيدلة بوزارة الصحة تقوم بتفتيش دورى للتأكد من كفاءة الأدوية المصرية، كما أن هناك منافسة قوية الآن بين العقار المصرى والمستورد، وهو ما سينعكس إيجاباً على السعر الذى نحصل عليه، ونفس الأمر بالنسبة لعقارى «الدكلانزا المصرى، والهارفونى المصرى».
■ هل هناك دول مازالت تستخدم الإنترفيرون، وهل صحيح أنه يحارب الفيروس ويقضى عليه؟
- هشام الخياط:
بالفعل مازالت هناك دول تستخدم الإنترفيرون، خاصة النوع الجينى الثالث، مثل باكستان والهند، أما الحديث السائد لدى البعض بأن عقار الإنترفيرون يقضى على فيروس سى فغير صحيح، فهو يقوم بزيادة مناعة الجسم للتخلص من الفيروس وليس له علاقة بدورة تكاثره، عكس الأدوية الجديدة والتى حققت نتائج كبيرة فى القضاء على الفيروس، وبالتالى من يطالب بعودة الإنترفيرون نقول له هذا «كلام فارغ» من الناحية العلمية.
■ كم عدد من تم علاجهم بالأدوية الجديدة حتى الآن؟
- وحيد دوس:
هناك نحو 250 ألف مريض تم علاجهم من خلال المراكز العلاجية، هذا بالإضافة إلى نحو مائة ألف مريض تم علاجهم بالتأمين الصحى، ونحو مائة ألف آخرين بالخارج، إذن إجمالى من تم علاجهم على كافة المستويات منذ دخول الأدوية الجديدة يصل إلى نصف مليون مريض.
- جمال عصمت:
إجمالى من سجلوا بياناتهم على الموقع الإلكترونى للجنة الفيروسات الكبدية، مليون و268 ألفاً، وبلغ عدد الحالات التى حضرت للكشف عليها نحو 40% ممن سجلوا بياناتهم، وهناك 106 آلاف ينتظرون دورهم فى العلاج ضمن قوائم الانتظار.
■ ما خطة عمل اللجنة فى الفترة المقبلة؟
- جمال عصمت:
نعمل على أكثر من مرحلة، المرحلة الأولى خاصة بالوقاية، من خلال علاج جميع المخالطين للمرضى وفحص كل من يعمل بالقطاع الطبى من أطباء وتمريض وصيادلة وعلاج طبيعى، وأيضا نهدف لفحص كل من يتم إجراء تدخلات جراحية لهم بالمستشفى مثل عملية الزائدة والقسطرة.. إلخ، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، أما المرحلة الثانية فنستهدف فيها فحص كل من يستخرج بطاقة شخصية أو رخصة قيادة أو يلتحق بالجامعة، للوصول لأكبر عدد ممكن من المواطنين الذين يحملون الفيروس ولا يعلمون بإصابتهم، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتستهدف المواطنين عامة من خلال فحص دورى لاكتشاف الإصابة بالمرض، ومدة كل مرحلة 6 أشهر، وبالتالى يجب أن يدرك الجميع حجم المهام المطلوب تنفيذها للقضاء على المرض.