مسؤولو آخر الزمان

سليمان الحكيم السبت 02-04-2016 21:46

هل يصلح هذا الفريق من المسؤولين للعبور بمصر إلى الوضع الأفضل؟ هل هؤلاء هم الأجدر بحمل أمانة النهوض بالبلاد من كبوتها؟ أحدهم وعد الغلابة بوصول سعر الدجاجة إلى 75 قرشاً فى المجمعات الاستهلاكية، والآخر يعدنا بالوصول بسعر الدولار إلى أربعة جنيهات فى السوق السوداء، والثالث يقترح علينا جمع الكلاب الضالة من الشوارع وتصديرها إلى آكلى لحوم الكلاب فى كوريا والصين للخروج من أزمة الدولار، والرابع يقول بأن كثرة المطبات والحفر فى الشوارع تعمل على تقليل حوادث السيارات، والخامس يشهد بأن التعليم فى مدارسنا أفضل من التعليم فى مدارس بريطانيا، والسادس يصرح بأن العلاج فى مستشفياتنا أفضل من العلاج فى المستشفيات الأمريكية، والسابع يرسل بتحياته إلى الست المصرية التى اخترعت الشكشوكة والمسقعة، إذن لماذا يستمر وزير التموين فى منصبه بعد أن فشل فى صرف نصف كيلو ذهب لكل مواطن شهرياً على بطاقة التموين؟ ولماذا لا يظل رئيس البنك المركزى مسؤولاً عن رسم السياسة المالية فى الحكومة بعد أن نجح فى تعويم الجنيه فى البرك والمستنقعات؟

هذه بعض النماذج لكبار المسؤولين بالدولة الذين سيخوض بهم السيسى مغامرته وصولاً بمصر إلى مكانتها السامقة التى وعدنا بها فى بداية عهده ليجعلها «قد الدنيا»!

لماذا يظل الجيش يفاخر بشبكة الطرق الجديدة التى ينشرها الآن فى أرجاء البلاد بدلاً من الطرق المتهالكة بمطباتها وحفرها، ألا يعنى ذلك تنفيذ مخطط خبيث يهدف إلى زيادة نسبة الحوادث بشق طرق جديدة تخلو من المطبات والحفر لتقليل عدد السكان الذى بات يمثل عبئاً ثقيلاً على ميزانية الدولة؟

أما وزير داخليتنا الهمام فيبدو أنه يفكر جدياً فى اعتزال العمل الشرطى ليتفرغ لكتابة السيناريوهات لأفلام المقاولات، بعد أن قدم باكورة أعماله فى هذا المجال كنموذج لمنتجى الأفلام بكتابة السيناريو الخاص بكيفية مقتل الشاب الإيطالى على يد عصابة إجرامية تخصصت فى قتل وسرقة الأجانب فى مصر، وأعتقد أن وحيد حامد شيخ مشايخ كتاب السيناريو عندنا سيفكر فى اعتزال المهنة وتسليم الراية للسيد الوزير بعد أن أظهر موهبته الفذة فى كتابة السيناريوهات ذات الحبكة الدرامية التى عجزت حتى أجاثا كريستى– بجلالة قدرها– عن الوصول إليها فى أعمالها البوليسية ذائعة الصيت عالمياً!

الغريب أنه بعد ذلك كله يأتى من يتهم دول الغرب وبعض الجمعيات الأهلية بتنفيذ مخطط لتشويه مصر وضرب الاستقرار بها، وكأن مصر قد نجت من التشويه على يد هؤلاء من أبنائها البررة، فأصبحت تنعم بالاستقرار الذى تحسدنا عليه أوروبا وأمريكا فتحيك المؤامرات الخبيثة لزعزعته، وإزاء ذلك كله لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله.. والحمد لله الذى لا يحمد على مكروهٍ سواه!!