■ تعليقاً على مقال الأربعاء 23 مارس الماضى عن كتاب أشرف غريب عن ليلى مراد، تلقيت أكثر من رسالة، وكلها من دون توقيع، ولا أدرى لماذا.
رسالة تذكر أن هناك كتاباً لم أذكره من بين الكتب التى صدرت عن الفنانة للباحث عادل حسنين، وقد تحفظت فى ذكر الكتب قائلاً إنها «فى حدود معلوماتى»، وبحثت عن الكتاب ولم أجده، ولعل الأستاذ الباحث يقرأ هذا العمود اليوم، ويشرفنى التواصل معه.
ورسالة أخرى تسأل من أين جئت بمعلومة أن منع ليلى مراد كان بواسطة مكتب مقاطعة إسرائيل فى دمشق، بينما تذكر كل المصادر أن المنع كان من الحكومة السورية، وهذه المعلومة من بحث للمؤرخ الموسيقى فيكتور سحاب نشر فى جريدة «الحياة» العربية التى تصدر من لندن عدد 11 ديسمبر عام 1995، وفى مقال للكاتب الكبير محمد يوسف القعيد فى مجلة «المصور» عدد 16 سبتمبر 2009، ومن واقع أن المنع لم يقتصر على سوريا فقط.
ورسالة ثالثة تحتج على قولى إن الإجابة عن سنوات المنع فى وثائق مكتب المقاطعة، وترى أنه كان من واجبى البحث بنفسى فى هذه الوثائق والقارئ على حق، ولكن موقع جامعة الدول العربية على النت لا يتضمن أى شىء عن ذلك المكتب، ولعل أحد الباحثين فى دمشق يذهب إليه ويطلع على ملفاته، ويوثق تاريخه.
■ تلقيت هذه الرسالة من الزميل القديم والأستاذ صلاح المراكبى: من النادر أن أجد بين من أعرف شخصاً عاش حياته مخلصاً لمهنته مستغرقاً فى تفاصيلها باحثا عن الحقيقة ساعياً لتناول إيجابياتها وسلبياتها بإخلاص وصدق وموضوعية مثلما أجدك وأراك وأعرفك وأتابعك ليس فقط كقارئ أو زميل وإنما كصديق واكبت فترة نشأتك وتكوينك وتعاملك اليومى مع الجميع لا سعياً إلى شهرة أو مال.
ومن حقى أن أسألك وأنا أهنئك بتكريم الزملاء كيف استطعت أن تستمر وسط كل العواصف التى أعرف أنها قد أحاطتك فى مهنتنا قوياً ناجحاً وقادراً إن شاء الله.
خالص التحية والتهنئة وإلى لقاء قريب إن شاء الله.
■ سعدت بهذه الرسالة، وهذه الشهادة التى أعتز بها كثيراً، ولاشك أن عدم وجود الزميل والأستاذ بين المكرمين فى احتفال «الجمهورية» بقدامى الصحفيين الأسبوع الماضى، خطأ سوف تتداركه إدارة الجريدة فى أقرب وقت.
وعندما أقول إن المراكبى زميل قديم وأستاذ، أعنى الأستاذية بالمعنى الحرفى، فقد تعلمت منه صياغة الخبر مع بداية عملى فى الصحافة فى الباب الذى كان يشرف عليه بعنوان «حديث المدينة» والمعروف عنى أننى ناقد سينمائى، ولكنى أيضاً صحفى.
وسؤال الأستاذ صلاح المراكبى عميق يعبر عن الثراء الروحى والفكرى لصاحبه: كيف استطعت الاستمرار وسط عواصف المهنة، والسؤال صعب، ولكن الإجابة باختصار أن الصحفيين فى مصر عندما بدأت عملى عام 1965 كان عليهم الاختيار بين الاستمرار بقوة العلاقة مع السلطة أو بقوة المهنية والعمل وتحصيل المعرفة ليل نهار، وتحمل الثمن الغالى للاستقلال، وقد اخترت الطريق الثانى ودفعت ثمن الاستقلال راضياً، أما تقييم عملى فهو للآخرين.
samirmfarid@hotmail.com