«الأسئلة المحرمة فى مقتل ريجينى»

عمر حسانين الجمعة 01-04-2016 21:18

تدور عشرات الأسئلة حول مقتل الإيطالى «ريجينى»، بعض الأسئلة برىء وهدفه البحث عن الحقيقة، وغيرها تربص وعداوات قديمة، وأخرى خبيثة، ترقى إلى المؤامرة والمحرمات، وتبقى الأسئلة مجرد أمان وهوى وتكهنات وخيال وأوهام، لا يعتد بها على الإطلاق، لأن الحقيقة– حتى الآن– لا يعلمها إلا منفذ الجريمة، والقتيل الذى انتقل إلى العالم الآخر.

والمحاربون بالوكالة هم الخطر الأكبر فى كل الأحوال، لأن أول ما طرح كان فى شكل نفض يد الدولة من الجريمة، فظهر من يسأل عن علاقات غير طبيعية للقتيل أو تنفيذ الجريمة بقصد السرقة، وهناك من كان له خيال أكثر انحيازاً للنظام، فطرح سؤالا عن المستفيد من الوقيعة بين مصر وإيطاليا؟ وطرح الإجابة بـ«الإخوان الإرهابيين»، وزاد عليه من طرح احتمالا بأنه عمل استخباراتى معاد لمصر.

والمحاربون أيضا بالوكالة– على الجانب الآخر– ألمحوا إلى احتجاز «ريجينى» بمعرفة أحد أجهزة وزارة الداخلية– قبل ذكرى الثورة واحتمال تعرضه للتعذيب حتى الموت على يد المحققين.. ومع تكرار نفى جهاز الإعلام الأمنى ووزير الداخلية احتجاز «الإيطالى» ظهر طرح آخر يشير إلى أن جهازاً أمنياً حقق مع القتيل بتهمة التجسس، فلم يحتمل ولفظ أنفاسه.

ومع إعلان الداخلية عن العثور على متعلقات الإيطالى وتصفية من وصفوهم بعصابة سرقة وخطف الأجانب، وكأنك ألقيت حجرا على عش دبابير بلح فى «عز الصيف»، فقد خرج كل الوكلاء، وتطوع من تطوع بإعلان التوصل لقتلة «ريجينى» وتصفيتهم، وكانت النتيجة مزيدا من الهجوم على جهاز الأمن المصرى– الذى لم يصدر عنه أنه توصل للقتلة– وعمت الأجواء غمامة شديدة السواد، لا تصب فى صالح الوطن، ولا تقود إلى حقيقة.

وإطلاق الخيالات ورسم السيناريوهات حق طبيعى لكل إنسان، ومؤكد أن فى عقل كل شخص طبيعى، رجل مباحث ومحققا، يستدعيه ويستخدمه عند فقدانه شيئا ما أو حين يريد أن ينفذ إلى أسرار غيره، أو معرفة السبب الحقيقى لتغيب أولاده عن البيت، لكن قدرتك على رسم السيناريوهات، وخيالك الخصب يخصك وحدك، أما إعلانه على أنه حقيقة يعد تضليلا وإضرارا، أما وإن كنت تمتلك معلومة حقيقية وتفاصيل حول جريمة بهذه الخطورة، فكل القوانين والأعراف وضوابط الأخلاق تلزمك بأن تضع ذيل ملابسك فى أسنانك وتنطلق بكل سرعتك، لا تتوقف إلا على باب النائب العام أو الأجهزة الأمنية المختصة بالتحقيق فى هذه القضية، لأن سكوتك عنها تستر على جريمة، أما إن كنت لا تملك شيئا، لكنك تؤدى دورا فى معارك الوكالة– فى أى معسكر– فأرحنا واصمت، لأن أمثالك هم الذين يريدون خرابها والجلوس على تلالها.