رئيسة الحزب الديمقراطي بسانت أوجستين: العرب والمسلمون أكبر داعمين لنا (حوار)

كتب: محمد ماهر الجمعة 01-04-2016 19:12

تكتسب مدينة سانت أوجستين فى شمال شرق فلوريدا أهمية رمزية خاصة فى سباق الرئاسة الأمريكية، فالمدينة المطلة على ساحل «الأطلنطى» تُعد أول أرض تطؤها قدم أوروبية، اكتشفها الإسبانى خوان بونس دى ليون عام 1513، قبل أن تنشأ بها أول مستعمرة مأهولة فى الولايات المتحدة للمستعمِرين الأوروبيين.

«المصرى اليوم» التقت نيل سيمور تونسمان، رئيسة الحزب الديمقراطى فى المدينة، والتى أكدت أن الحزب الديمقراطى يحشد قوته الضاربة فى ولاية فلوريدا، استعدادا للانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل، وفى القلب منها سانت أوجستين.. وفيما يلى نص الحوار:

■ ما أهمية أصوات سانت أوجستين فى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

- تركز وسائل الإعلام فى مدينة سانت أوجستين على المعركة الانتخابية بها بشكل كبير، لأنها أقدم مدينة مأهولة فى الولايات المتحدة منذ هبوط أوائل المستعمرين الأوروبيين، وغالبا ما يزورها المرشحون خلال جولاتهم الانتخابية لهذا السبب، وأصوات الناخبين بها دائما ما تكون متأرجحة بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى بعكس مدن فلوريدا الأخرى، التى تكون المعارك الانتخابية بها أقل ضراوة.

■ وما توقعاتك بشأن النتيجة فى فلوريدا، التى يهيمن الجمهوريون على 18 مقعدا من مقاعدها بالكونجرس، مقابل 11 للديمقراطيين؟

- الجمهوريون يسيطرون على أغلب مقاعد فلوريدا فى مجلس النواب، كما أن الحاكم جمهورى، لكن الديمقراطيين فازوا بأصوات الولاية فى انتخابات 2008، و2012، ويبلغ عدد المسجلين فى الحزب الديمقراطى بالولاية 4.534 مليون شخص، مقابل 4.209 مليون للجمهوريين. وحتى فى انتخابات 2000، التى شهدت آخر خسارة للديمقراطيين بانتخابات الرئاسة، والتى فاز بها جورج بوش الابن، خسر آل جور الانتخابات بسبب 537 صوتا فى فلوريدا.

والمشكلة تكمن فى أن أغلب أصوات فلوريدا من المستقلين الذين لا ينتمون لأحزاب، ولذلك يكون التنبؤ بسلوكهم الانتخابى صعبا. وعادة ما يصوِّت العديد من المدن الكبرى ذات الثقل الانتخابى للديمقراطيين فى فلوريدا، لكن أغلب المدن الصغيرة تصوت للجمهوريين، وهو ما يجعلهم يسيطرون على أغلب مناطق فلوريدا جغرافيا، بينما يسيطر الديمقراطيون على أغلب أصوات السكان فى المجموع، وهذا سر تفوق الجمهوريين فى الانتخابات الجزئية بالولاية، بينما يفوز الديمقراطيون فى الانتخابات العامة.

■ إذن ما سر فوز الجمهوريين الدائم بمنصب حاكم الولاية؟ فالجمهورى ريك سكوت فاز فى آخر مرتين، وقبله كان جيب بوش، ومنذ 1998 لم يفز الديمقراطيون بمنصب الحاكم؟

- لكل قاعدة استثناءات بطبيعة الحال، لكن عدم اهتمام الأقليات العرقية التى تدعم الديمقراطيين بانتخابات الحاكم ربما يكون السبب الرئيسى وراء خسارة الديمقراطيين مقعد حاكم ولاية فلوريدا خلال الفترات السابقة.

■ ماذا عن نسب مساهمة العرقيات الأخرى فى معركة فلوريدا؟

- ليست لدىَّ أرقام محددة.. لكن تقريبا من 5% إلى 10% من أصوات فلوريدا لذوى الأصول الإسبانية واللاتينية، وهى نسبة كبيرة للغاية إذا وضعت فى الاعتبار أن الفائز بأصوات فلوريدا غالبا ما يفوز بفارق أقل من 5%، ومعركة بوش وآل جور فاز بها بوش الابن بفارق أقل من 0.01% من الأصوات، كما فاز بها أوباما فى 2012 بفارق 1% من الأصوات.

■ ما مدى مساهمة ذوى الأصول العربية والمسلمين فى معركة فلوريدا؟

- ليست لدىَّ أرقام دقيقة فى هذا الصدد، لكن تاريخيا العرب والمسلمون من الداعمين الرئيسيين للحزب الديمقراطى، وبالفعل استقبلنا عددا من المتطوعين الشباب ذوى الأصول العربية والمسلمين الراغبين فى العمل ضمن الحملات الانتخابية للمرشح الديمقراطى بمجرد تسميته رسميا، وهو أمر يشير بوضوح إلى رغبة الأمريكيين من أصول مختلفة فى الرد عمليا على خطاب الكراهية لبعض المرشحين، كما أن الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطى غالبا ما تنظم زيارات لعدد من المراكز الإسلامية فى فلوريدا.

■ هل ستكون شؤون الشرق الأوسط على أجندة مرشحكم؟

- دعنى أكُنْ صريحة معك: الشؤون الخارجية ليست من أولويات المرشحين ولا الناخبين فى فلوريدا تحديدا أو الولايات المتحدة بشكل عام، فالناخب الأمريكى أولوياته تتمثل فى الغالب فى موضوعات مثل الضرائب أو الخدمات الاجتماعية والتعليمية أو الرعاية الصحية أو حتى الخدمات العامة.

■ وماذا عن الإرهاب العالمى؟

- نتعامل مع قضايا الإرهاب العالمى على أنها قضايا أمنية داخلية، وبطبيعة الحال موضوعات الأمن تمثل أولوية قصوى للناخب الأمريكى.

■ هيلارى كلينتون فازت بأصوات فلوريدا فى الانتخابات التمهيدية، فى 15 مارس الماضى، وتتصدر الانتخابات التمهيدية عن الحزب الديمقراطى، فكيف تنظرين لانتخابات نوفمبر فى ظل تصاعد الاحتمالات بخوض كلينتون وترامب الانتخابات النهائية؟

- انتخابات نوفمبر فى فلوريدا ستكون فى غاية الصعوبة، ومن المتوقع أن تستحوذ فلوريدا وحدها على أعلى نسبة إنفاق فى الحملات الانتخابية للمرشحين، وصحيح من المرجح أن تخوض هيلارى الانتخابات الرئاسية المقبلة كمرشحة للحزب الديمقراطى، لكن الانتخابات التمهيدية لم تنته بعد، وكل شىء ممكن أن يحدث، وعامةً سيقف الحزب مع مرشحه فى الانتخابات الرئاسية بكل قوة أيا كان.

■ هل تتوقعين أن يفوز الديمقراطيون فى معركة نوفمبر؟

- لدىَّ ثقة كبيرة فى الفوز، رغم أن المعركة ستكون فى غاية الصعوبة، وسنقاتل على كل صوت للفوز.