زها حديد.. ساحرة التصميم المعمارى

كتب: محمد البحيري الجمعة 01-04-2016 19:39

قالوا إنها مثال لما يمكن أن تحققه المرأة العربية إذا ما أتيح لها العلم والفرصة، وقالوا إنها سخرية هذا العصر، ومجرد صدفة عبثية.. فبينما كان الأمريكيون يعكفون على هدم آثار العراق، كانت المهندسة العراقية زها حديد تقوم ببناء آثار فنية رائعة فى الولايات المتحدة.

زها حديد معمارية عراقية، ولدت فى بغداد 31 أكتوبر1950، وهى ابنة السياسى الليبرالى والاقتصادى العراقى المعروف محمد حديد واشتهر بتسيير اقتصاد العراق إبان بداية الحقبة الجمهورية (1958- 1963). وقيل إن ثمة اتفاقا تم بينه وبين الرئيس العراقى الراحل صدام حسين حتى يبتعد عن العمل بالسياسة، ففعل حتى رحل إلى بريطانيا ليعيش هناك مع ابنته، حتى توفى عام 1998.

درست زها فى بريطانيا وسويسرا قبل التحاقها بالجامعة الأمريكية فى بيروت لدراسة الرياضيات، وتحولت للعمارة فى لندن خلال السبعينيات وأسست شركتها الخاصة عام 1979. وحصدت أكثر من 30 جائزة ووساما، من أنحاء العالم، من بينها جائزة بريتزكر العالمية فى التصميم المعمارى عام 2004، والتى يطلق عليها «جائزة نوبل المعمارية»، لتكون أول امرأة تفوز بالجائزة، فضلا عن كونها أصغر من فازوا بها سنا. ومنحتها ملكة بريطانيا وسام التقدير الملكى على إنجازاتها الهندسية، وميدالية توماس جيفرسون للتصميم عام 2007. وفازت بجائزة الاتحاد الأوروبى للهندسة المعمارية المعاصرة عن تصميمها محطة تقاطع لمرور وسائل النقل وموقف سيارات يسع لـ700 سيارة فى مدينة ستراسبورج الألمانية.

ومنحت الملكة إليزابيث زها حديد لقب سيدة فى 2012، وحصلت كأول امراة على الميدالية الملكية الذهبية للمعهد الملكى للمعماريين البريطانيين.

وتشمل قائمة تصميماتها مئات المشروعات، مثل متحف جوجينهايم فى طوكيو، إلى توسيع متحف أوردوبجارد فى الدنمارك (على شكل سفينة مبحرة) ومبنى المكتبة الوطنية فى كيبيك الكندية، مرورا بمتحف الفنون الإسلامية فى الدوحة وجسر معلق فى أبو ظبى. أما أكثر مشاريعها إثارة للجدل، فهو مرسى السفن فى باليرمو والمركز العلمى لمدينة وولفسبورج الألمانية والمسجد الكبير فى ستراسبورج، وأهم مشاريعها التى نفذت على الإطلاق فهى منصة التزحلق الثلجى فى أنزبروك فى النمسا، والمبنى الرئيسى لمصنع سيارات «بى إم دبليو» بألمانيا، ومركز روزنتال للفنون المعاصرة بولاية أوهايو الأمريكية، كما صممت متحف ماكسى فى روما وصممت استاد الوكرة الذى يجرى تشييده فى قطر حاليا لاستضافة مونديال 2022.

وزارت مصر فى 2008، عرض تصميمها لبرج يملكه مستثمرون مصريون وقطريون على النيل، وغضب كثير من المعماريين لأن من استضافوها لم يتيحوا فرصة اللقاء بها للآخرين من المهتمين بهذه الشخصية الإنسانية الفريدة التى احتلت المرتبة الثامنة والستين بين أقوى نساء العالم حسب تصنيف مجلة «فوربس» آنذاك، والثالثة بين أشهر وأغنى النساء فى بريطانيا. وتوفيت زها حديد، أمس الأول، إثر إصابتها بأزمة قلبية عن 65 عاما، تاركة اسما من ذهب فى عالم الفنون المعمارية.