قضيت سنوات طويلة وعديدة داخل سوق السيارات فى بلدنا.. ما يزيد على ١٨ عاماً.. ويجب أن أقر وأعترف بأننى لم أرى مثل الذى يحدث الآن فى سوق السيارات.. والذى تحول –بفعل فاعل- إلى سوق بلا سيارات !!
نعم.. «ماعندناش عربيات».. لدينا «طلب».. كبير ومتزايد من «الزبون» المصرى.. ورغبة ملحة لشراء سيارة .. وتحقيق حلمه فى اقتناء «واحدة».. تحقق طموحاته وتلبى رغباته.. بحسب إمكانياته وقدراته.. ولكن لا يوجد لدينا «عرض».. لمختلف الماركات والموديلات والطرازات !!..
عشرات -بل مئات- المكالمات التليفونية تصلنى يومياً.. بدون انقطاع أو توقف.. من أصدقاء ومعارف وأقارب.. كلها تدور حول قضية واحدة.. بأسئلة واستفسارات متشابهة.. «متى وكيف ومن أين» يمكننا أن نحقق حلم شراء السيارة التى نريدها ونفضلها ونرغب فى امتلاكها ؟!..
أحاول دائماً أن أرد على أسئلة واستفسارات الناس.. وتقديم أى نصيحة لهم.. إذا كنت بالفعل قادراً عليها.. إجاباتى عليهم -خلال الأيام الماضية- لا تتغير أو تتبدل.. ربما بنفس الجمل والكلمات وطريقة الرد والشرح والتبرير.. وكأننى طالب «ثانوية عامة» يحفظ قصيدة شعر أو معلومات تاريخية عن سعد زغلول أو طه حسين.. ويبدأ فى سردها وتسميعها «عميانى» بمجرد أن يفاجأ بالسؤال الإجبارى عنها فى ورقة الامتحان !
أنصح الناس –دائماً- بأن يبادروا فوراً بشراء السيارة التى يفضلونها بأسرع وقت ممكن إذا كانت موجودة عند الوكيل أو الموزع أو التاجر.. لا تجادلوا أو «تفاصلوا» كثيراً فى السعر.. حتى إذا كان هناك «over price» عند الموزع أو التاجر.. لأنكم قد تفاجأون -غداً- بأن السعر زاد.. أو السيارة غير موجودة أصلاً!
لا تهتموا بلون السيارة.. فهذا الشىء أصبح «رفاهية» لا داعى للتمسك بها الآن.. اشتروا أى لون و«ارضوا بيه» لأنكم قد تندمون على هذه الفرصة.. التى قد لا تتكرر قريباً !..
إذا وجدتم «وكيل سيارات» يوافق على أن يوقع معكم «استمارة حجز» مدوناً فيها بند «سعر السيارة سيتم تحديده يوم الاستلام».. لا تغضبوا أو ترفضوا.. بادروا بتوقيع هذه «الاستمارة» فوراً.. لأنكم قد تفاجأون -غداً- بأن نفس الوكيل أعلن إيقاف «الحجز» وتوقيع «الاستمارات» !..
لا تحاولوا الدخول فى مناقشات غاضبة وجدال عنيف مع «مندوب المبيعات» فى معرض سيارات يتبع لتاجر أو موزع أو وكيل.. وتعبروا عن غضبكم الشديد بسبب رفع سعر السيارة الموجودة أمامكم.. بحجة أنها لا تخضع للزيادة لأن سعر الدولار ارتفع قبل أيام والسيارة تم استيرادها -أو إنتاجها- منذ شهور.. يا سادة لا نحن ولا أنتم ولا التجار والوكلاء.. نعيش فى «المدينة الفاضلة».. أسعار معظم السيارات زادت فى اليوم التالى لصدور قرارات البنك المركزى الأخيرة بشأن رفع سعر الدولار.. ارتفعت وقتها.. وارتفعت الأسبوع الماضى.. وسترتفع -ايضا- الاسبوع القادم لأن الدولار لا يزال يرتفع فى «السوق السوداء».. والوكيل الذى سيفرط اليوم فى سياراته.. لن يستطيع أن يستورد أو يصنع مثلها -غداً- إلا بأسعار مختلفة تماماً.. إذا تمكن أصلاً من إتمام عملية الاستيراد أو التصنيع والتجميع المحلى !..
هذه العبارات والجمل والفقرات «الطويلة» فى مقالى.. هى تحديداً التى أقولها وأرددها عدة مرات كل يوم فى مكالماتى التليفونية مع الأصدقاء والزملاء والمعارف.. لذلك أستأذن الجميع أن أحصل على «راحة» من الكلام والشرح وتقديم النصيحة.. والإمساك «بالمحمول» لساعات طويلة.. بجد «ودانى» وجعتنى و«لسانى» تعب من الكلام.. و«ذبذبات» المحمول «أكلت دماغى»..
أمامكم الآن النسخة الورقية من ملحق سيارات المصرى اليوم.. وسوف يضعه الزملاء فى الجريدة على «الأون لاين» صباح يوم الخميس.. وبدورى سأنقله على صفحتى على «الفيس بوك».. «نفسى» فى إجازة قصيرة لعدة أيام فقط !..