في قائمة الكبار!

محمد أمين الإثنين 28-03-2016 21:49

في الوقت الذي تنهار فيه الجيوش، وتتفتت فيه الأوطان، جيشك في قائمة العشرة الكبار!

وفى الوقت الذي يهرب فيه الناسُ من أوطانهم، يأتون إليك ويحتمون بوطنك وجيشك العظيم!

ألا يدعوك ذلك لكى تفرح؟.. ألا يدعوك ذلك لكى تطمئن؟!

ألا يدعوك ذلك لكى ترى بصيصاً من الأمل، إذا كنت قد أدمنت السواد والظلام؟!

فلماذا لا تفرح؟!

هل تعاقدت مع اليأس والأحزان والإحباط، وتخشى أن تفسخ العقد، خشية دفع التعويضات مثلاً؟!

أعرف ماذا يدور في ذهنك الآن؟!

سوف تقول لأ يا «فتك»، الجيش ليس في قائمة العشرة الكبار، ولكنه في المركز الرابع عشر.. وسوف تقول اقرأ الخبر بعد تعديله، لأن موقع «جلوبال فاير باور» عاد وعدّل تصنيف مصر إلى المركز الـ١٤ بعد عدة ساعات فقط، من نشر الترتيب الجديد لجيوش العالم لعام ٢٠١٦.. سوف تقول ذلك، لأنك لا تريد أن تفرح، ولا ترى أملاً!

يا سيدى: هناك تدخلات سياسية في كل شىء، وحسابات أخرى قد تعرفها وقد لا تعرفها!

جائزة نوبل مثلاً، هل تُعطى بشكل جهجهونى وبلا ضوابط؟.. هل يتم اختيار الفائزين بلا دوافع سياسية؟!

هل تتصور مثلاً أن توكل كرمان فازت بجائزة نوبل، لأن الدنيا ضاقت، وليس فيها غيرها بسلامتها؟!

فما بالك بتصنيف الجيش المصرى المستهدف أصلاً؟!

ومع هذا لا نتوقف أمام تعديل التصنيف، فلو كان على التصنيف نستحق مركزاً في السبعة الكبار، وربما الخمسة الكبار.. فقد اختُبر جيشك العظيم على مدى السنوات الماضية دون أن تشعر.. اختبر في حماية البلاد بعد ثورتين، واختبر في تأمين الحدود شرقاً وغرباً، في مواجهة الحرب على الإرهاب!

ولاحظ أن صدمة حدثت، فتم تعديل التصنيف خلال ساعات.. فقد أرادت أطراف بعينها أن تحصل على مركز متقدم عن مصر، بغض النظر عن الحقيقة.. لأن الترتيب يحمل رسالة معنوية ذات دلالة، فتم ترضيتها، وتعديل التصنيف، بحجة اعتبارات أخرى.. وبالتالى فإن الترتيب فيه مواءمة سياسية، والنتيجة غير دقيقة!

للأسف، هناك سلاح لم يدخل في حسابات القائمين على التصنيف، وهو كفاءة المقاتل المصرى، فالمسألة ليست بنظرية عد الرؤوس، ولا عدّ الدبابات والطائرات والمدرعات، والقطع البحرية.. العبرة هنا بكفاءة الجندى نفسه.. فضلاً عن أن البيانات لم تخضع للتحديث بعد صفقة حاملة الطائرات الفرنسية «ميسترال»!

فهل مازلت متوجساً ومحبطاً ويائساً؟!

هل تتفرغ فقط لإهالة التراب على بيان الحكومة، وكل شىء يمس مكانة مصر دولياً؟!

هل تفرح حينما يلوكون اسم مصر فقط في البرلمان الأوروبى، أو الكونجرس الأمريكى، ولا تفرح حينما تنتزع مصر مكانتها بين الكبار، بغض النظر عن الترتيب؟.. هل هذا هو القلق الإيجابى، أم أنه محاولة للهدم؟!

افرح.. هناك أمل في آخر النفق.. هناك من يعمل ولا ينتظر منك تشجيعاً ولا تصفيقاً.. فلا تصفق!.