أسعدنى الحظ ورافقت منتخبنا القومى إلى نيجيريا، أنا طبعى أحب السفر، خاصة إلى الأماكن التى لم أرها من قبل، ترددت قليلاً قبل إقدامى على السفر مع المنتخب، وذلك لأن المباراة ليست فى مدينة كبيرة، فقد اختار النيجيريون اللعب فى مقاطعة فى الشمال ولا أدرى الأسباب، ولكن حسب ما عرفت أن أهم الأسباب هو حرصهم على تواجد الجماهير أثناء المباراة، ولاحظت وتيقنت أن الملعب سوف يمتلئ عن آخره، عندما شاهدت الأعداد الغفيرة من الجماهير حريصة على مشاهدة تدريب المنتخب المصرى، وكان للحق جمهوراً رائعاً شاهد التدريب بمنتهى الهدوء، ولكن دون نظام، وكانوا ينفعلون مع اللعبة الحلوة ويشجعونها، ومن لحظة وصولنا إلى المطار حتى عودتنا تتأكد أن شعب هذه الولاية شعب طيب لا يميل إلى العنف إطلاقاً، متعاون، ودود. وهو على عكس الانطباع الذى كان بداخلى قبل سفرى إلى نيجيريا، حيث كنت مقتنعاً بأننى ذاهب إلى دولة عنيفة، وشعب شرس. ولكنى عشت ورأيت عكس ذلك تماماً.
عدم النظام هو الصفة السائدة فى هذه الدولة، ولكن كان أفراد البعثة المصرية على خلاف ذلك تماماً، كل شىء كان منضبطاً، والفضل يعود إلى النظام والدقة والهدوء الذى يتسم به المدير الفنى، هيكتور كوبر، فخبرته التى اكتسبها على مر السنين، بمروره بمواقف مثيلة، جعلته هادئاً فى جميع تصرفاته وانفعالاته، ويساعده فى ذلك المهندس المحترم إيهاب لهيطة، مدير المنتخب، الذى أعتقد أنه يمارس شيئاً يحبه ويتفانى فى نجاح ما يقوم به، فهو هادئ مبتسم دائماً، يحاول أن يجيب طلبات الجميع، ولا يشعرك بأنه عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، بل هو جندى فى كتيبة المنتخب القومى، صديق لجميع اللاعبين، قادر على استيعاب جميع الظروف التى تحدث فجأة، وكان المفاجأة لى شاب حديث فى العمل فى المنتخب القومى، وهو الإدارى محمد صلاح. هو فعلاً شعلة نشاط، تجده فى كل مكان، وعلى قدر كبير من التفاهم مع المهندس إيهاب، ولعل الله عوضنا بهذا الشاب ليكون خليفة لأستاذ الأساتذة الكابتن سمير عدلى، أعظم إدارى فى تاريخ الكرة المصرية.
حقيقة لم نشعر بأى مشكلة طيلة الرحلة التى استمرت ما يقرب من 60 ساعة، منها طيران حوالى 10 ساعات، وحمداً لله أن المجهود كُلل بالنجاح وعدنا بنقطة غالية من نيجيريا فى عقر دارها.
تحية خاصة لكل اللاعبين، بدءاً من عصام الحضرى وحسام غالى كباتن الفريق، حتى الفنان رمضان صبحى، أصغر اللاعبين، مروراً بالمحترفين المتواضعين صلاح والننى. حقيقة شعرت بأننا بدأنا فى تكوين فريق جيد من لاعبين معظمهم من صغار السن، وبإذن الله سوف يكونون قادرين على تحقيق نجاحات للكرة المصرية التى افتقدناها منذ عام 2010. وكانت الرحلة لا تخلو من المواقف الجميلة، حيث كنا فى رعاية غذائية بطلها الرجل المصرى الأصيل الحاج إبراهيم الطحاوى، صديق المهندس هانى أبوريدة، والذى شملنا وشمل جميع المصريين الموجودين بكرمه الزائد، وجعلنا نشعر بأننا موجودون فى مصر وليس خارجها.
فعلاً كانت منظومة متكاملة واشترك فيها رجال السفارة المصرية ورجال مصر للطيران، وشعرت خلال اليومين بأننا مصر العظيمة القادرة على تحدى الصعاب وعبورها.
تمنياتى بالتوفيق لمنتخبنا يوم الثلاثاء القادم فى مباراة العودة، وبإذن الله نحقق الفوز فى استاد الجيش ببرج العرب، حتى نسعد جماهيرنا التى دائماً تقف وراء فرقها القومية.
tacoegypt@gmail.com