أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن تطوير العلاقات مع أوروبا هو أحد أهم اتجاهات السياسة الخارجية الروسية. وقال إن الغرب يخطأ كثيرا عندما يشبـّه روسيا بالاتحاد السوفيتي مشيرا إلى أن الروس "تغيروا كثيرا جدا". وأكد مدفيديف أن أولويات روسيا في سياستها الخارجية ثابتة وإن تغير بعض عناصرها، مشيرا في هذا السياق إلى أهمية عملية التحديث.
وفي خطاب ألقاه في اجتماع مع المشاركين في مؤتمر ميونيخ للأمن عقد الأربعاء في موسكو ، قال مدفيديف إنه ينبغي تجاوز الآراء السائدة في روسيا وغيرها من الدول بشأن عدوانية حلف شمال الأطلسي وعدم إمكانية تحقيق الديمقراطية في روسيا.
وأضاف أنه يجب تغيير هذه الآراء من خلال ما وصفه بـ "أفكار المصالحة الاجتماعية"، مشيرا إلى مثال تحسين العلاقات الروسية البولندية في الفترة الأخيرة.
وأعرب الرئيس الروسي عن رأيه بأن العلاقات الشخصية الجيدة بين رؤساء الدول لها أهمية كبيرة في حل مختلف المشاكل، مشيرا إلى أن علاقته الطيبة مع نظيره الأمريكي باراك أوباما قد ساعدت على إعادة ترتيب وتحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في الفترة الأخيرة.
ولفت مدفيديف إلى أن القمة الروسية الفرنسية الألمانية في دوفيل لا يجب اعتبارها كمحاولة لاحداث انشقاق في أوروبا، مؤكدا على ضرورة عمل الجميع "وفقا لجدول أعمال أوروبي موحد". وقال "نحن تحدثنا في دوفيل عن كيفية توفير المستوى المطلوب لأمن أوروبا، ويسعدني أن زملائي من ألمانيا وفرنسا وغيرهما من الدول يسمعون حججنا".
يذكر في هذا السياق أن مؤتمر ميونيخ الذي بدأ عمله في عام 1962 بشكل اجتماع لممثلي وزارات دفاع دول الناتو، واتسع نطاقه ليشمل سياسيين ودبلوماسيين وعسكريين ورجال أعمال وعلماء وشخصيات اجتماعية من أكثر من 40 دولة.
وقد عقد اجتماع المؤتمر للمرة الأولى في موسكو، وسلم المشاركون فيه للرئيس الروسي دعوة دائمة لحضور المؤتمر. وأكد رئيس المؤتمر فولفجانج إيشنجير أنه يجب اعداد "برامج جديدة" للعلاقات بين روسيا والغرب لتعزيز وتعميق التعاون بين الجانبين