متى نرى صوراً للرئيس أو رأس النظام السياسى بصفة عامة مع أدباء أو فنانين، وما هى مناسبات التقاط هذه الصور؟
هناك صورة للملك فاروق مع يوسف وهبى عندما حضر الملك العرض الأول لفيلم (غرام وانتقام) من إخراج وتمثيل الفنان، وصورة الرئيس نجيب مع محمد كريم عندما حضر العرض الأول لفيلم (زينب) فى سينما ديانا، مع ملاحظة أن محمد حسين هيكل باشا مؤلف الرواية الأدبية لم يحضر العرض.
وهناك صور للرئيس عبدالناصر مع طه حسين والعقاد وعبدالوهاب وأم كلثوم فى عيد العلم، وهو يسلمهم جوائز وأوسمة الدولة، وهناك صور للرئيس السادات مع العديد من الممثلين والممثلات فى عيد الفن بمناسبة تسليم جوائز وأوسمة الدولة أيضا.
هناك صور للرئيس مبارك مع محمد خان مخرج فيلم (أيام السادات)، وأحمد زكى الذى قام بدور السادات وعدد من الذين اشتركوا فى تمثيل أدوار الفيلم.
وعلى الصعيد العالمى، هناك صورة الرئيس الأمريكى أوباما وهو يسلم ميدالية الحرية لفنان السينما والمخرج ستيفن سبيلبيرج، وهى أعلى الأوسمة المدنية فى أمريكا، وللرئيس الفرنسى هولاند وهو يسلم وسام فارس للفنون والآداب إلى العديد من الفنانين الفرنسيين والعالميين.
والصور الأحدث فى مصر صورة الرئيس عدلى منصور وهو يسلم فاتن حمامة وسام الفنون والآداب فى عيد الفن، وصورة وهو يسلم جوائز الدولة للفائزين بها فى احتفال خاص بمقر رئاسة الجمهورية، ويستقبل جميع من حضروا هذا الاحتفال.
هذه هى صور الرؤساء والملوك مع الفنانين والأدباء، وتلك هى المناسبات التى تم فيما التقاط هذه الصور، والتى تعبر عن تقدير الدولة بعيدا عن تأييد أو معارضة النظام السياسى أو رأس النظام السياسى.
ولكن الراغبين فى التقرب من السلطة التنفيذية والباحثين عن مناصب فى هذه السلطة فى أواخر عهد مبارك من المثقفين، ومنهم بعض الأدباء والفنانين، ابتكروا ما يسمى لقاءات الرئيس مع المثقفين، وللتغطية على طموحاتهم يدعون عددا من الذين لا تخطر على بالهم الوظائف الحكومية ويفضلون الاحتفاظ باستغلالهم حتى لو كانوا من مؤيدى النظام. واللافت أن الرئيس مبارك فى نفس الوقت توقف عن التقليد القديم، الذى بدأ مع الرئيس عبدالناصر، وهو أن يسلم الرئيس جوائز الدولة، وهكذا نجحوا فى استبدال الصور الطبيعية- إذا جاز التعبير- بصورتهم مع الرئيس. وانظر إلى صورة الرئيس السيسى الأسبوع الماضى مع المثقفين تجدها نفس الصورة عندما يقف مع الوزراء بعد حلف القسم الدستورى أو مع رؤساء وفود المؤتمرات، وهى من الصور الرسمية، وليست من الصور الطبيعية للرئيس مع المثقفين.