منتخب مصر وليس أهلى أو زمالك

ياسر أيوب السبت 26-03-2016 21:30

لا أفهم ولا أقبل أيضاً ألا يكتفى هؤلاء بهذا الرصيد الهائل من الحكايات والخلافات والشخوص والحروب التى تسمح لهم بكل ما يحتاجونه ويريدونه من كلام وانشغال وسخرية واستعراض وسخرية.. لديهم مرتضى منصور وميدو والألتراس ومحمود طاهر والقضاء والوزير والمعارضة وشوبير ومدحت شلبى.. وأظن أن هذه الأسماء والحكايات تكفى جداً حتى يترك الجميع المنتخب المصرى فى حاله بعيداً عن الأهلى والزمالك.. فالذى لعب أمام نيجيريا وتعادل معها، أمس الأول، كان منتخب مصر.. فريق لعب باسم كل المصريين، ولم يكن فى حقيقته فرقتين إحداهما حمراء والأخرى بيضاء تصادف وجودهما معاً فى وقت واحد وملعب واحد أمام منتخب نيجيريا.. أكتب ذلك بعد أن فوجئت بأنه لايزال هناك كثيرون لا يشجعون منتخب مصر، ولم يشاهدوه أصلاً، إنما كانوا ولايزالون يشجعون الأهلى أو الزمالك فقط.. لم يروا فى المنتخب إلا لاعبى ناديهم فقط.. الذين أجادوا فى تلك المباراة هم لاعبو ناديهم، والذين أخفقوا هم دائما لاعبو الفريق الآخر.. وكان مشهداً يثير الأسى والحزن والضيق أيضاً.. فإلى متى ستبقى هذه العقول الكثيرة مسجونة داخل الزنازين الضيقة.. ولست ساذجاً لأطالب الجميع بتبادل الحب والصفاء.. فسيبقى الانتماء والتعصب والشجار والجدل والخلاف، لأن كل ذلك من أساسيات وملامح وقواعد كرة القدم وجنونها أيضاً.. إنما كنت ولاأزال أطالب بأن يصبح منتخب مصر استثناء من أى تعصب.. فحمادة طلبة ليس هو لاعب الزمالك الفاشل الذى رآه جمهور الأهلى سببا رئيسيا فى الهدف الذى أحرزته نيجيريا فى مرمى مصر.. وليس أيضاً هو اللاعب الرائع الذى رآه جمهور الزمالك ينقذ مرمى مصر من هدف نيجيرى ثانى كان سيفسد كل شىء.. إنما حمادة طلبة هو لاعب مصر وصاحب حكاية جميلة حافلة بالتحدى والإصرار والكبرياء.. لاعب لم يسانده من قبل أى أحد ولم يقف معه جمهور أو إعلام، وقضى سنوات طويلة فى الملاعب يتنقل بين الأندية كأنه بائع متجول لا يملك إلا عناده وأحلامه، حتى نجح فى أن يلعب أول مباراة دولية له وهو فى سن الخامسة والثلاثين.. رمضان صبحى أيضاً لم يصنع هدف التعادل لمصر الذى أحرزه النجم الكبير محمد صلاح لمجرد أن رمضان يلعب فى الأهلى.. إنما هو لاعب موهوب يمكن أن يعاديه جمهور الزمالك فى مبارياته المحلية لكن يحتضنه الجميع حين يلعب باسم مصر.. تماماً مثل كل لاعبى منتخبنا الذين يستحقون التمرد المؤقت على أى ألوان وحساسية وتعصب.. وتبقى كلمة أخيرة لمسؤولى المنتخب واتحاد الكرة.. الذين لا أعرف سبب وتفسير ضعفهم وخوفهم وهوانهم على الاتحاد الأفريقى رغم أنهم يمثلون مصر بكل تاريخها وإمكاناتها.. فقد شاهدنا الملعب الذى اختارته نيجيريا وشاهدنا الجمهور النيجيرى داخل الملعب ولم نسمع أى اعتراض أو شكوى مصرية.. مع أنه لو حدث ذلك فى ملعب مصر ما كانت نيجيريا لتلعب وكنا سنتذلل لها ونخطب ودها ونعتذر خوفاً ورعباً من الكاف والفيفا.. فالكبار ليسوا فقط بتسامحهم إنما بمكانتهم وقوتهم واحترام الآخرين لهم.